ألمانيا: قد نضرب النظام السوري إن استخدم الكيماوي

  • 9/10/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تمر محافظة إدلب شمال سوريا بمرحلة قد تكون «الأصعب» على المستويين السياسي والأمني بعد فشل القمة الثلاثية في طهران بين رؤساء روسيا وتركيا وإيران في لجم الحسم العسكري. وفي هذا السياق حذر مارك لوكوك، منسق الشؤون الإنسانية والإغاثة في الأمم المتحدة امس من أن شن عملية عسكرية واسعة النطاق على المحافظة يمكن أن يؤدي الى «أسوأ كارثة إنسانية» في القرن الحادي والعشرين. وقال انه «يجب أن تكون هناك سبل للتعامل مع هذه المشكلة بحيث لا تتحول الأشهر القليلة المقبلة في إدلب إلى أسوأ كارثة إنسانية مع أكبر خسائر للأرواح». بدوره، حذّر الاتحاد الأوروبي، من مغبة عواقب مدمّرة للغارات الجوية التي يشنها النظام السوري وروسيا في محافظتي إدلب (شمال) وحماة (وسط). وقالت المتحدثة باسم المفوضية الأوروبية، مايا كوسيانسيتش، ان الاتحاد سبق له أن دعا إلى وضع حد للعمليات العسكرية. وأضافت: «سيؤدي الهجوم إلى عواقب مدمرة ومعاناة إنسانية، ولدينا محادثات مع الأطراف المعنية حول هذا الموضوع». وفي تطور لافت قالت الحكومة الألمانية إنها تجري محادثات مع حلفائها بشأن إمكانية نشر قوات عسكرية في سوريا، مما أثار انتقادا حادا من الحزب الديموقراطي الاشتراكي وفجر صراعا جديدا داخل حكومة المستشارة أنجيلا ميركل الائتلافية. وقال المتحدث باسم الحكومة شتيفن زايبرت إن ألمانيا تبحث مع الحلفاء الأميركيين والأوروبيين مشاركتها العسكرية المحتملة إذا استخدمت نظام الرئيس بشار الاسد أسلحة كيماوية في إدلب. وأضاف زايبرت في مؤتمر صحافي اعتيادي «لم يطرأ موقف يستلزم اتخاذ قرار»، مضيفا أن البرلمان يجب أن يوافق أولا على أي قرار، معتبرا أن الانتشار العسكري للقوات الألمانية في سوريا هو أمر «افتراضي». وكانت صحيفة بيلد قالت إن وزارة الدفاع الألمانية التي يقودها المحافظون تدرس خيارات محتملة للانضمام إلى القوات الأميركية والبريطانية والفرنسية في أي عمل عسكري في سوريا مستقبلا إذا استخدمت دمشق الأسلحة الكيماوية مجددا، مشيرة إلى ان القرار ستتخذه ميركل. وسبق ذلك إعلان وزراتي الدفاع والخارجية الألمانيتين في بيان مشترك، ان «الوضع في سوريا يدعو لأعلى درجات القلق (…) نحن على اتصال وثيق مع حلفائنا الأميركيين والأوروبيين». وتابعت الوزارتان: «نتبادل بشكل مستمر وجهات النظر حول التطور الراهن والسيناريوهات المستقبلية المحتملة لهذه الأزمة وسبل الرد عليها». وقبل أيام أجرى وزير الخارجية الألماني، هايكو ماس، زيارة إلى أنقرة لبحث هذه الملفات. كيف سترد أميركا وفي سياق متصل، كشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» عن مسؤولين أميركيين أن الرئيس دونالد ترامب ينظر في ما إذا كانت القوات الأميركية ستضرب القوات الروسية والإيرانية في سوريا، في حال شن الهجوم على النظام هناك. ولفتت إلى أن «الرئيس السوري بشار الأسد وافق على استخدام الكلور في الهجوم على إدلب»، مشيرة إلى أن «ذلك قد يدفع القوات الأميركية إلى الرد». وأضافت «البنتاغون يعمل على وضع سيناريو عسكري، لكن ترامب لم يقرر بعد ما هو سبب الرد العسكري وما إذا كانت الولايات المتحدة ستهاجم القوات الروسية والإيرانية ايضا». ووفقا للصحيفة، فإن «واشنطن قد تستخدم العقوبات الاقتصادية ضد مسؤولين سوريين، بدلا من الضربات العسكرية». ونقلت الصحيفة عن مصدر رفيع المستوى في البيت الأبيض قوله «لم نقل إن الولايات المتحدة ستستخدم القوة العسكرية.. لدينا الأدوات السياسية والاقتصادية. هناك عدد من الردود المختلفة، التي يمكننا تقديمها، في حال لجأ الأسد إلى هذه الخطوة الخطيرة». وذكرت «وول ستريت جورنال» نقلا عن مسؤولين اميركيين كبار وتقارير مخابراتية، ان الأسد اعطى موافقته، اخيراً على استخدام غاز الكلورين في الهجوم واتخذ قراره «الحاسم» رغم التحذيرات الدولية. تصاعد وتيرة القصف ميدانيا قتل طفلان وأصيب 17 مدنياً في غارات جوية نفذها نظام الأسد وروسيا امس، على مناطق في إدلب وريف حماة استهدفت تحديدا بلدات الهبيط وجرجناز وحيش والتمانعة في إدلب وبلدة اللطامنة في ريف حماة. كما ألقت مروحيات النظام براميل متفجرة على مستشفى في بلدة اللطامنة شمالي حماة، مما أدى إلى تدميره بالكامل. وحذر المسؤول عن القطاع الصحي بإدلب منذر الخليل من «الكارثة الأكبر» عندما يقررالنظام السيطرة على المنطقة فأول ما سيقوم به هو ضرب المستشفيات. وأعلنت مديرية التربية والتعليم في إدلب تعليق دوام المدارس في مدينتي خان شيخون ومعرة النعمان بسبب القصف المستمر والذي استهدف مدرسة «حيش» بصواريخ تحمل قنابل عنقودية، ما أدى إلى تدمير أجزاء من المدرسة، بينما أعلنت المجالس المحلية في ريف حماة الغربي عددا من البلدات مناطق منكوبة بسبب «الهجمات البربرية» للنظام، مما أدى لتزايد أعداد النازحين الفارين. بدوره، يستعد «الجيش الوطني» الذي شكلته تركيا والعامل في ريف حلب الشمالي للمشاركة ضد أي عملية عسكرية للنظام في إدلب. وذكرت صحيفة «يني شفق» التركية أن الجيش التركي ضاعف في الأيام الخمسة الماضية عدد قواته على الحدود التركية من جهة إدلب، ونشر قذائف صواريخ استراتيجية وكتائب مدفعية متطورة. وقالت الصحيفة إن تركيا أرسلت معلومات إلى فصائل «الجيش الحر» في ريف حلب، وطلبت منهم تقديم أعداد الجنود والأسلحة والذخيرة، وأن يكونوا مستعدين للإحالات العسكرية. وأضافت أن 30 ألف مقاتل يعملون تحت سقف «الجيش الوطني» في ريف حلب، عشرة آلاف منهم سيبقون في مناطقهم، وسيتم نقل 20 ألف عنصر إلى محافظة إدلب. ونقلت «يني شفق» عن كوشكون باشبو، المتخصص في «الإرهاب والأمن»، أن الحركة على خط الحدود من قبل الجيش التركي ليست مجرد نشاط دفاعي، بل تحمل بعدًا هجوميًا.

مشاركة :