بعدما راحت تتنقل بخفة في أروقة كلية الحقوق في جامعة هارفارد في دور إيل وودز في فيلم Legally Blonde عام 2001، مبرهنةً أن النساء اللواتي يكترثن بمساحيق التجميل والملابس يمكنهن الإبداع أيضاً، تتبَّعنا مسيرتها المهنية منذ ذلك الحين: من فوزها بجائزة أوسكار عن دورها جون كارتر في Walk Line (2005) إلى أدائها القوي في Wild (2014). وفي السنة الماضية، انكببنا على مشاهدة Emmy وBig Little Lies الحائزة جائزة «غولدن غلوب». أنتجت ريس ويذرسبون لاحقاً مشروعين، فضلاً عن Gone Girl عام 2014، تحت رعاية شركتها الإنتاجية الجديدة نسبياً Hello Sunshine. أخبرتها أمها ذات مرة: «إذا أردت إنجاز عمل بالشكل الصحيح، فعليك القيام به بنفسك». لذلك، عندما لاحظت الندرة المقلقة والمستمرة في الأدوار النسائية الدسمة، قررت ريس توليد فرصها بنفسها، مساهمة في رفع المرأة إلى مستوى أعلى. مجلة «ماري كلير» أجرت معها المقابلة التالية. تحدثتِ عن مدى فخرك بطموحك. علامَ ستعملين بعد ذلك؟ ألقى كثيراً من الدعم من زوجي (جيم توث)، الذي يهتمّ بالمساواة ويقول لي دوماً: «لمَ لا تتصلين مباشرةً بالإنسان المسؤول عن الشركة وتبنين علاقة شخصية معه؟». يحثّني على أن أعبّر عن رأيي بجرأة. كذلك شجعتني أوبرا، قبل أن ألتقيها حتى، على أن أكون نسخة أفضل من نفسي، ذلك من خلال نواديها للكتب وضيوفها في برنامجها. وأعربَت عن دعمها الكبير لي كسيدة أعمال. اعتُبر مشروعك السينمائي الأخير A Wrinkle in Time أحد أكبر الأفلام عام 2018. هل قرأت الكتاب عندما كنت صغيرة؟ قرأته حين كنت في الصف السادس وأحببته. ظننت أنني ميغ موري. لم أكن أعرف مكاني في العالم. علمت أن ثمة أفكاراً أكبر من المكان الذي أعيش فيه. وولّد فيّ الكتاب فكرة أنني أستطيع تحقيق إنجازات أو أن بإمكاني أن أصبح جزءاً من القصة الكبرى. يمنح هذا الكتاب الأولاد الصغار قوةً: أمامهم فرصة تغيير عالمهم بتبديل نمط تفكيرهم. يدركون أنهم يستطيعون دوماً جعل النور يسطع حتى لو كانوا محاطين بالعتمة. يمكننا تطبيق هذا الدرس على مشكلة تشغل الأخبار اليوم: التحرش الجنسي. طاولت هذه المشكلة القطاعات كافة. إلا أن الشجعان يرفعون الصوت. ونشهد اليوم بحراً من التغيير، ولا تنفكّ هذه الحركة تكتسب زخماً. لمَ تظنين أن كثيرين التزموا الصمت بشأن التحرش الجنسي خلال هذه المدة الطويلة من الزمن؟ كانت غالبية النساء، إذا بلَّغن عما يحدث، يوصمن لرفعهن الصوت وكن يفقدن عملهن في بعض الحالات. وإذا كنت ستواجه عواقب قاسية، فما من حافز يدفعك إلى مشاطرة قصتك. لذلك أعمل جاهدة في حركة Time’s Up مع أكثر من 400 امرأة في قطاع عملي بغية جمع المال للنساء كي يحظين بموارد أفضل في الدعاوى القضائية بشأن التحرش في العمل التي يرفعنها ضد شركاتهن. نحاول أن نجعل المواجهة منصفة بالنسبة إلى النساء والرجال كافةً الذين يعانون التمييز، والتحرش، والإساءة. إنتاج وشجاعة تعملين راهناً على 23 مشروعاً إنتاجياً. أي مشروع يحتلّ الأولوية في تفكيرك اليوم؟ متحمسة لمشروعي مع جينيفر أنيستون. سيكون من أولى البرامج التلفزيونية التي تُعد خارج «آبل». يدور العمل حول النساء في وسائل الإعلام عموماً ونشرة الأخبار الصباحية خصوصاً. ننتج أنا وزندايا فيلماً يستند إلى كتاب اشتريته لها ولكاتبة تُدعى مونيكا بيليتسكي، يحمل العنوان The Gilded Years (لكارين تانابي)، ويروي قصة أول امرأة أميركية متحدرة من أصول أفريقية تتخرج في «فاسار». كانت تدّعي أنها بيضاء. ولكن عندما اكتُشفت هويتها كامرأة أميركية-أفريقية، اضطرت عندئذٍ إلى الخضوع لامتحان لجنة كي تتخرج. من المهم أن نعود بالزمن كي يدرك جيل ابنتي وزندايا أن هذه مكاسب للبشرية حُققت بعد معارك قوية وأن الشجعان الذين سعوا إلى تحقيقها كانوا نساء وأشخاصاً ملونين. ما زال أمامنا الكثير من التقدم لنحققه، غير أنني أؤمن بأن هذا الجيل الشاب يملك الكثير من القوة والجرأة. لا أعرف ما إذا كنت أملك نصف شجاعتهم عندما كنت في مثل سنهم. حقاً؟ ينظر كثيرون منا النظرة ذاتها إليك وإلى شجاعتك في سرد هذه القصص. لكنني احتجت إلى الوقت لأبلغ هذا المكان، لأشعر بأنني أستطيع التقدم، وتأسيس عملي الخاص، وتمويل شركتي. انتابني خوف شديد. رحت أفكّر: «هل يصدقني أحد؟». أشعر بالخوف في كل مرة أصنع فيلماً أو أقوم بخيار. أرى الخوف ككائن صغير يعيش في حياتي دوماً. فإما أوليه اهتماماً ولا أحقِّق أي إنجاز أو أمضي قدماً وأتجاهله. يكون هذا تارةً جيداً وطوراً سيئاً. لكنني أُضطر أحياناً إلى القفز بكلتا قدميّ في بركة باردة وأقول: «أؤمن بقدراتي كفاية. أدرك أنني أعمل جاهدةً. وأثق أنني أستطيع دوماً المراهنة على نفسي». ما النصائح التي تقدمينها بشأن تجاهل الخوف؟ لا أعلم ما إذا كانت هذه خطوة سليمة. لكنني أعتقد أنني ولدتُ على هذا النحو. على سبيل المثال، اعتدت القفز من أعلى الدرج وكان ينتهي بي المطاف أحياناً إلى المستشفى. في المدرسة، اشتكيت ذات مرة من مدرّسة لأنني ظننت أن مقررها لم يكن صعباً كفاية. كنت في السابعة عشرة من عمري ولم أكن مهذبة. كنت أجرح مشاعر الناس وأتعرّض للتوبيخ بسبب ذلك. سألت: «لمَ أوَبَّخ؟ أريد الحصول على تعليم أفضل. أرغب في مواجهة ما يتحداني». أجابتني أمي: «ريس، أحب شغفك. ولكن لكل مسألة زمان ومكان». وبمرور الوقت، تعلمت الاتزان وصرت أفكر في تأثير كلماتي في الناس. اكتسبت هذا الجزء من شخصيتي مع تقدمي في السن. تقدّم ولقب هل تظنين أن ضرورة تحلي المرأة باللطف والإحساس بأنها لا تستطيع الإساءة أو البروز كثيراً يعوقان تقدمها أحياناً؟ ثمة اختلاف بين مَن يتذمر ويتصرف بعدائية وبين مَن يطالب ويؤكد قيمته الفعلية. نعيش في عالم نسمع فيه مراراً أن قيمتنا أقل في الأسواق حيث نقدم إنجازات أقل. لذلك تسود فكرة أن قيمتنا أقل. لسنا عديمي القيمة، إلا أننا أقل قيمة. علينا أن نفكر في هذه النقطة عندما نعمل على إنشاء ثقافة مؤسساتية تعكس أكثر المجتمع أو المدارس أو حتى طريقة تكلمنا مع النساء. يحمل عملك الجديد «إليزابيث أردن» أفضل لقب سمعنا به: كبيرة الرواة. هل ابتكرت أنت هذا اللقب؟ سألوني عما إذا كان يروق لي، فأجبت: «نعم، أحبه لأنني لطالما أردت أن أكون راوية في صغري». كثيراً ما كنت أروي القصص بأصوات ولهجات مختلفة. لذلك أعتبر هذا تقدماً طبيعياً بالنسبة إلي. تلهمني قصة إليزابيث أردن. فقد كانت في طليعة حركة حق النساء في التصويت، موزعةً أحمر الشفاه لتولّد التضامن بين النساء. فعندما تضع المرأة أحمر الشفاه هذا، تتذكر أنها جزء من حركة. وأعتقد أن هذه فكرة مميزة. من غير المنطقي أن أقلل من قدراتي في مقابلة سابقة ذكرت ريس: «سئمت شعوري بالخجل. لقد تخطيته». تخبرنا المزيد عن ذلك فتقول: «ما قصدته أنني أرى ثقافة لا يخشى فيها الرجال التحدث عن إنجازاتهم، إلا أنني لا أرى ثقافة مماثلة بين النساء. وإذا فعلن ذلك، يُطلب إليهن التخفيف من وقع إنجازاتهن بالمزاح أو بالتحدث عنها برقة. لا داعي لأن تتحدث عن إنجازاتك بفظاظة. إلا أننا نستطيع كلنا أن نكون أكثر حزماً بنحو 25 % تقريباً بشأن ما نجيده. لا شك في أنني لا أتقن مسائل كثيرة مثل كرة السلة، فضلاً عن أنني لا أفهم بعض أوجه علم الفيزياء... لكنني أدرك ما أجيده. ومن غير المنطقي أن أقلل من شأن قدراتي لأجعل الآخرين أكثر راحة فحسب».
مشاركة :