اعربت رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي عن أمل بأن يدعم مجلس العموم (البرلمان) خطتها لخروج المملكة المتحدة من الاتحاد الأوروبي (بريكزيت)، بعدما حذّر الوزير السابق المكلّف ملف «بريكزيت» ستيف بيكر، من أن حزب «المحافظين» الحاكم قد يواجه «انقساماً كارثياً» إذا أصرّت ماي على خطتها، مشيراً إلى استعداد أكثر من 80 نائباً للتصويت ضدها. في الوقت ذاته، أبدى ميشال بارنييه، أبرز المفاوضين الأوروبيين، أملاً «واقعياً» بإنجاز اتفاق على «الطلاق» في غضون 6-8 أسابيع، فيما رجّحت صحيفة «ذي غارديان» أن يعلن القادة الأوروبيون الأسبوع المقبل، أنهم سيعقدون قمة استثنائية حول بريطانيا، في 13 تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل. ونقلت السفارة البريطانية في سلوفينيا عن بارنييه قوله: «أعتقد بأننا إذا كنا واقعيين، سنتمكّن من التوصل إلى اتفاق على المرحلة الأولى من التفاوض على خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي، خلال 6 أو 8 أسابيع». وأضاف: «إذا أخذنا في الاعتبار وقتاً لازماً لعملية مصادقة البرلمان البريطاني من جهة، والبرلمان والمجلس الأوروبيين من جهة أخرى، علينا التوصل إلى اتفاق قبل مطلع تشرين الثاني. أعتقد بأن ذلك ممكن». الى ذلك، علّق ناطق باسم ماي على تصريحات بيكر، قائلاً: «خطة تشيكرز (التي أعدّتها رئيسة الوزراء) هي الوحيدة العملية التي تستجيب لإرادة الشعب البريطاني بتجنّب (إقامة) حدود مع إرلندا الشمالية. رئيسة الوزراء تعمل بجدية لضمان التوصل إلى اتفاق، وتأمل بأن تحظى بدعم جميع أعضاء البرلمان». وأشار إلى اجتماع ستعقده بعد غد مع أبرز الوزراء في حكومتها، لمناقشة الاستعدادات لاحتمال حدوث «طلاق من دون اتفاق». وكان بيكر حذّر ماي من أن حزب المحافظين «يواجه انقساماً كارثياً، نجحنا في تفاديه حتى الآن، يمكن أن يؤدي إلى انشقاقات في صفوفه نتيجة خطتها». ورأى أن عليها «ممارسة سلطتها كي نخرج من الأزمة»، وزاد: «إذا كانت تعتمد على أصوات حزب العمال لتمرير خطتها، لن نستطيع منع كارثة الانشقاق». واستدرك أنه لا يرغب في «أي تغيير في قيادة الحزب». في السياق ذاته، أكد اتحاد النقابات الذي يمثل أكثر من 5 ملايين عامل في المملكة المتحدة، أن خطة ماي لـ «بريكزيت» تشكل «كارثة»، وطالبها بتنظيم انتخابات نيابية، أو عرض أي اتفاق على استفتاء. وقالت رئيسة الاتحاد فرانسيس أوغرادي: «على ماي أن تتيح الفرصة للشعب كي يقرّر إذا كان الاتفاق (مع بروكسيل) جيداً. أنا نقابية، وعندما نعقد أي اتفاق نعود إلى الأعضاء لنيل موافقتهم، وعلى ماي أن تعود إلى الشعب ليقرّر». إلى ذلك، توالت ردود فعل على قول وزير الخارجية البريطاني السابق بوريس جونسون إن خطة ماي لـ «بريكزيت» «طوّقت الدستور البريطاني بحزام ناسف، وسلّمت جهاز التفجير» إلى الاتحاد الأوروبي. ورأى النائب جاكوب ريز- موغ، وهو من أشدّ المعادين للاتحاد، أن «تشبيه جونسون سياسة ماي بحزام ناسف ليس سوى مجاز مبالغ فيه قليلاً، لكنه يضيء على مشاعره ومشاعر كثيرين يؤيّدون رؤيته». وسئل النائب أندور بريدجن إذا كان جونسون وضع قنبلة موقوتة لنسف قيادة ماي، قبل مؤتمر حزب «المحافظين»، فأجاب: أعتقد بأن ماي فعلت ذلك، من خلال خطتها لبريكزيت، من دون إجراء مشاورات كافية مع بقية الأطراف».
مشاركة :