أكد سفير خادم الحرمين الشريفين لدى مصر مندوب المملكة الدائم لدى الجامعة العربية السفير أسامة بن أحمد نقلي أن المملكة العربية السعودية، بوصفها عضواً مؤسساً لجامعة الدول العربية، حرصت كل الحرص، خلال رئاستها الدورة الخامسة عشرة لمجلس الجامعة العربية، على العمل بكل تفان وإخلاص في سبيل تطوير منظومة العمل العربي المشترك، وتوحيد الصف، وتقريب وجهات النظر بين الدول العربية في معظم القضايا الإقليمية والدولية. وقال نقلي في كلمته خلال اجتماع الدورة الـ150 لمجلس الجامعة العربية، على مستوى المندوبين الدائمين، التي عقدت في القاهرة أول من أمس، إن فترة رئاسة المملكة لدورة المجلس 149 شهدت عددا من التحديات السياسية والاستراتيجية، التي تمثلت بالتطورات والمستجدات الخطرة في قضيتنا الأولى؛ القضية الفلسطينية، بداية بقرار الولايات المتحدة نقل سفارتها إلى القدس والتعديات المستمرة للكيان الصهيوني على أرض فلسطين العزيزة أرضاً وشعباً، وصولاً إلى القانون العنصري المعنون بـ«إسرائيل الدولة القومية للشعب اليهودي». وأضاف أن موقف جامعة الدول العربية كان صارماً في رفضه هذه الانتهاكات المستمرة للحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، كما تجلى بكل قوة ووضوح في موقف مملكة الحزم على لسان قائدها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، الذي أعلن تسمية القمة العربية التاسعة والعشرين في الظهران بـ«قمة القدس» تأكيداً لهوية القدس الفلسطينية والعربية والإسلامية. وأشار إلى أن دورة المجلس السابقة شهدت بحث مجمل الأوضاع في العالم العربي، وخصوصاً في مناطق الأزمات العربية في كل من سورية واليمن وليبيا، وغيرها من القضايا العربية، وخرجت قرارات المجلس دائماً بالإجماع على أهمية الحفاظ على أمن واستقرار هذه الدول في إطار وحدتها الوطنية وسلامتها الإقليمية، بموجب إعلان «جنيف1» وقرار مجلس الأمن الدولي 2254 في سورية، وبموجب قرار مجلس الأمن 2216 في اليمن المستند إلى المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني، كما هي الحال بالنسبة إلى أهمية عودة الأمن والاستقرار في ليبيا بموجب الاتفاقات المبرمة في هذا الشأن برعاية أممية. وقال نقلي إنه «على رغم الجهود المبذولة لتحقيق الأمن والاستقرار في ربوع عالمنا العربي، فإن هذه الجهود مازالت تصطدم بالسياسات العدوانية الإيرانية المستمرة الهادفة إلى زعزعة الاستقرار في المنطقة والسعي الدؤوب إلى التدخل في شؤون دولها، وتهديد أمنها وسلامة شعوبها، بل ولم يسلم حتى الحرمان الشريفان من استهدافها بصواريخ الغدر الإيرانية عبر عميلها الحوثي في اليمن، إذ استهدفت المملكة بحوالى 190 صاروخاً، وتمكنت بعون الله تعالى من التصدي لها بحزم، وبالقوة نفسها والحزم الذي تتصدى به المملكة العربية السعودية للسياسات العدوانية الإيرانية في المنطقة». وأكد أن الفترة التطويرية التي تمر بها منظومة الجامعة العربية تعد تاريخية، والجهود القائمة مهمة في سياق بلوغ الأهداف المأمولة، وبما يرتقي إلى مستوى توجيهات قادتنا وتطلعاتهم، وآمال الشعوب العربية، لتتمكن الجامعة من المضي قدماً في مسيرة خدمتها قضايا الأمة، وتفعيل العمل العربي المشترك، وعلى النحو الذي ينسجم ولغة العصر ويستجيب لمعطياته، داعياً إلى مضاعفة الجهود في خدمة مشروع الإصلاح، والعمل الجاد والحثيث للتعامل مع التحديات كافة المرتبطة به. وقدم السفير نقلي شكره وتقديره لكل من تعاون مع المملكة العربية السعودية خلال رئاستها الدورة الـ149 لمجلس الجامعة، كما قدم التهنئة للسودان برئاستها الدورة الـ150 للمجلس الوزاري. وناقش الاجتماع عدداً من البنود، في مقدمها تطورات القضية الفلسطينية وبخاصة الأزمة التي تتعرض لها «أونروا» والأوضاع في سورية والتطورات الأخيرة في ليبيا والتطورات في اليمن في ضوء نتائج اجتماع المبعوث الأممي لليمن مع الأطراف اليمنية في جنيف. كما ناقش الاجتماع عدداً من القضايا الاجتماعية، من بينها استراتيجية مواجهة العنف ضد النساء. وبحث الاجتماع أيضاً التحضير في شأن المشاركة العربية في اجتماعات الأمم المتحدة ووضع آلية التنسيق والتحرك العربي مع عدد من الأطـــراف الدولــية، وذلك قبيل المشاركة العربية في الاجتماعات المقررة الشهر الجاري.
مشاركة :