لندن – سخرت تقارير أميركية من دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب لشركة أبل لتصنع منتجاتها داخل الولايات المتحدة، إذا كانت تريد أن تتجنب فرض رسوم جمركية على الواردات القادمة من الصين. وتصاعد الجدل بعد أن أعلن ترامب يوم الجمعة أن الإدارة الأميركية تخطط لفرض رسوم جمركية على سلع صينية إضافية بقيمة 267 مليار دولار، قد تشمل منتجات تكنولوجية تصنعها شركات أميركية في الصين. وقال في تغريدة على تويتر إن “أسعار أبل قد ترتفع بسبب الرسوم الجمركية الكبيرة التي قد نفرضها على الصين، لكن هناك حل سهل ستكون الضريبة فيه صفر، بل وسيكون هناك حافز ضريبي. اصنعوا منتجاتكم في الولايات المتحدة بدلا من الصين. ابدأوا في بناء مصانع جديدة الآن”. تيم باجاران: الولايات المتحدة فقدت فرص تصنيع على مدى 3 عقود وهي لن تعود أبدا تيم باجاران: الولايات المتحدة فقدت فرص تصنيع على مدى 3 عقود وهي لن تعود أبدا وبدأت صحيفة يو.أس.أي توداي الأميركية تحليلها لزوبعة دعوة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالتساؤل: هل أنت مستعد لشراء جهاز آيفون بألفي دولار بدل ألف دولار؟ ونسبت تلك التقديرات لسعر تسويق أجهزة آيفون إذا ما تم تصنيعها في الولايات المتحدة، إلى المحلل تيم باجاران. وتعارض أبل ومعظم الشركات الأميركية حرب الرسوم الجمركية التي أشعلها ترامب مع الكثير من الشركاء التجاريين وخاصة الصين. وتقول إنها ستؤدي إلى ارتفاع حاد في أسعار المنتجات داخل الولايات المتحدة. ويقول محللون إن دعوة ترامب تتسم بتبسيط فاضح حين يقول “اصنعوا منتجاتكم داخل الولايات المتحدة وسنقدم لكم إعفاء تاما من الضرائب” لأن ذلك سيدفع جميع الشركات الأميركية الأخرى للمطالبة بتلك الإعفاءات المستحيلة وتقويض الموازنة الأميركية التي تعاني من عجز كبير. ورغم أن دعوة ترامب لم تؤخذ على محمل الجد إلا أن تلويحه بفرض رسوم جديدة قد تشمل منتجات تكنولوجية مصنوعة في الصين إلى تراجع أسهم أبل والكثير من شركات التكنولوجيا الأميركية. وامتدت المخاوف إلى شركاء أبل في الدول الآسيوية الذين يصنعون معظم أجزاء أجهزة أبل في مصانع داخل الصين. جيفرسون غراهام: هل أنت مستعد لشراء جهاز آيفون بألفي دولار بدل ألف دولار؟ جيفرسون غراهام: هل أنت مستعد لشراء جهاز آيفون بألفي دولار بدل ألف دولار؟ وشهد أمس تسجيل انخفاض حاد في أسهم شركة لارجان بريسشن التي تصنع عدسات كاميرات أبل، وفوكسكون التي تقوم بتجميع أجهزة أبل، والمدرجتين في تايوان. كما تراجعت أسهم شركة أي.أي.سي تكنولوجيز في هونغ كونغ، التي تنتج سماعات أجهزة أبل، وشركة نيتو دينكو اليابانية. ويقول الكاتب الاقتصادي جيفرسون غراهام، إنه يتفهم الدوافع المبسطة والمباشرة لدعوة ترامب لكن المشكلة لا تقتصر فقط على تكاليف الإنتاج، حيث يتقاضى العامل الماهر في الصين نحو 100 دولار أسبوعيا فقط، وهو ما لا يمكن مقارنته بأجور العامل الأميركي. ويضيف أن المشكلة تمتد إلى توفر المكونات للعدد الهائل من أجهزة آيفون، الذي يصل إلى 200 مليون جهاز، وتحتاج مثلها من شاشات “أوليد” المتطورة وعدسات الكاميرات وقرص الذاكرة وتفاصيل أخرى كثيرة. وتشير العديد من البيانات إلى أن جميع تلك المكونات تصنع في آسيا، ويمكن لتراجع تصنيع أي منها أن يربك عملية الإنتاج مثلما حدث في تأجيل طرح آيفون اكس العام الماضي لمدة شهرين بسبب قلة توفر شاشات أوليد. ويقول باجاران إن “الولايات المتحدة فقدت فرص تصنيع كثيرة لصالح الدول الآسيوية والمكسيك منذ عقدين وثلاثة عقود وهي لن تعود أبدا”. وليست أبل الشركة الأميركية الوحيدة التي تواجه تلك الحقائق، فشركة أمازون تصنع مساعدها الرقمي في الصين وشركة غوغل تصنع هواتف بكسل الذكية في كوريا الجنوبية. شركة أبل أكبر دافع أميركي للضرائب وتخطط لاستثمار 350 مليار دولار داخل الولايات المتحدة شركة أبل أكبر دافع أميركي للضرائب وتخطط لاستثمار 350 مليار دولار داخل الولايات المتحدة ويقول تيم كوك الرئيس التنفيذي لشركة أبل إن العاملين في الصين مدربون على تجميع أجهزة الشركة بخبرات تفتقر إليها حتى الجامعات الأميركية. ويتساءل غراهام في هذا الصدد لماذا لا يتم تأسيس جامعة أبل، خاصة أن الشركة تملك سيولة تصل إلى 250 مليار دولار في المصارف. لكنه يعود ليقول إن التكلفة عامل حاسم وإن المستهلكين الأميركيين لن يدفعوا ألفي دولار للحصول على آيفون، وسيؤدي ذلك في النهاية إلى تقويض القدرة التنافسية لشركة أبل مثل سامسونغ وهواوي التي انتزعت بالفعل المركز الثاني في أسواق الهواتف الذكية من أبل. ويقترح غراهام أن تصنع أبل نسخة خاصة بألوان مختلفة ومختومة بعبارة “صنع في أميركا” تباع بسعر أعلى رغم أنه يشكك في إمكانية أن تنافس النسخ المصنوعة في آسيا بسبب فارق السعر. ويقول مدافعون عن أبل إنها أكبر دافع للضرائب في الولايات المتحدة وأنها ستستثمر 350 مليار دولار في مراكز لحفظ البيانات في ولايات كاليفورنيا وأوريغون ونيفادا وآيوا وأريزونا، ولذلك لا يمكن لأحد أن يشكك في مساهمتها في الاقتصاد الأميركي. وتختزل أبل المشكلة بالقول إن “الولايات المتحدة ستكون الأكثر تضررا من حرب الرسوم الجمركية التي ستؤدي إلى انخفاض النمو والقدرة التنافسية للاقتصاد الأميركي، فضلا عن ارتفاع الأسعار بالنسبة للمستهلكين الأميركيين”.
مشاركة :