رغم مقتله في قصف استهدف مكان إقامته قرب مطار دمشق الدولي في 2016، عاد اسم مصطفى بدر الدين أحد أبرز مؤسسي الجهاز السري لحزب الله اللبناني إلى الظهور، اليوم الثلاثاء، حيث أكد الادعاء العام في محكمة رئيس وزراء لبنان الأسبق رفيق الحريري ضلوع نظام الرئيس السوري بشار الأسد في اغتياله، فيما أشارت هيئة التحقيق إلى أدلة دامغة على تورط المتهمين الذي يعد مصطفى بدر الدين أبرزهم والذي يوصف بأنه العقل المدبر للعملية ومعه ثلاثة آخرين ينتمون لحزب الله ولكن بدر الدين واجه خمسة اتهامات من بينها التآمر بهدف ارتكاب عمل إرهابي وارتكاب عمل إرهابي في جريمة قتل دولية مع سبق الإصرار. وعلى الرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة الخاصة بلبنان، رفض "حزب الله " الذي ينفي أي تورط له في الاغتيال تسليم المشتبه بهم وبذلك سيحاكم المتهمون غيابيًا وحتى بدون الاتصال بمحاميهم. وهذا الوضع غير مسبوق في القانون الدولي منذ 1945، ومحاكمات نورمبرج التي كانت أول تطبيق لتشريع جنائي دولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية، والمحكمة الدولية الخاصة بلبنان، التي بدأت مداولاتها في 2009 في ضواحي لاهاي، باتت بذلك أول محكمة جنائية دولية تسمح بتنظيم محاكمة في غياب المتهمين الممثلين بمحامين.ولعل محاكمة بدر الدين رغم مقتله في ظروف غامضة امتدادا لحياة مثيرة فقد شارك في استهداف السفارة الأمريكية ومقري المارينز والجنود الفرنسيين في بيروت، وذلك مع ابن عمه وصهره عماد مغنية، الذي كان قائد الجناح العسكري للحزب حتى اغتياله في هجوم بسيارة مفخخة في دمشق عام 2008.واتهم مصطفي بدر الدين بتفجيرات الكويت عام 1983، حيث قبض عليه وحكم بالإعدام. وفي عام 1990 يهرب من سجن الكويت بعد احتلالها من العراق إلى إيران و لبنان، كما لبدر الدين علاقة بـ تفجير الخبر عبر تنظيم حزب الله في السعودية عام 1996، وأسس حزب الله العراق عام 2003، وبالإضافة لأنه متهم باغتيال رفيق الحريري عام 2005 اتهم كذلك بتنفيذ عدد من الاغتيالات التي تلته في بيروت.وفرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على بدر الدين في شهر يوليو الماضي جاء في مبرراتها "أنه كان مسؤولا عن العمليات العسكرية لحزب الله في سوريا منذ عام 2011، بما في ذلك انتقال مقاتلي الحزب من لبنان إلى سوريا."
مشاركة :