«الأمالي الكويتية» كتاب جديد للدكتور يعقوب يوسف الغنيم، صادر عن المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، يضم سلسلة مقالات سبق نشرها في جريدة «النهار»، «تشبه ما كان يمليه الأولون، ولكنها تختلف من حيث ان موضوعاتها جديدة، فهي ذات علاقة بتاريخ الكويت ورجالها وشعر شعرائها، كما تحكي قصصا من ماضي اهلنا وعاداتهم وتقاليدهم». يستهل د. الغنيم مقالاته بالاشارة الى ان مصطلح الأمالي كان فاشيا في الأدب العربي القديم، وان كتبا عديدة حملت هذا الاسم، تحتوي معلومات «كان العلماء يبثونها على طلبتهم المقبلين على اكتساب علمهم». بداية «الأمالي» في المقالة الثانية يروي الكاتب قصة «الأمالي الكويتية»: «كنا مجموعة من شباب الفريج، لدينا رغبة في معرفة تاريخ بلادنا، لأن ما نحصل عليه في المدارس لا يكفي، فهناك أمور كثيرة نريد أن نعرفها عن الكويت وأهلنا. ولقد اتفقنا على أن نجلس في اجتماع لنا يحضره أحد العارفين بهذه الشؤون فيقوم بإملاء المعلومات علينا. والتقينا برجل نعرفه جيداً، فهو من سكان فريجنا المشهور باسمه: فريج الشاوي. وهذا الرجل له مكانة في نفوس أبناء ذلك الفريج لما يتميز به من خلق قويم، فقد كان كما نرى عفيفياً بعيداً عن الزلل، وكان مثقفاً ممتلئاً بالمعلومات يقول الشعر النبطي ويحفظ كثيراً من أصدقائه، ويعرف عن أحوال البلاد وتاريخها كثيراً من المعلومات، إنه الأستاذ عبد الرزاق الديين. ولقد تقدمنا إليه برجاء تزويدنا ببعض ما يعرفه بشكل عام، فأبدى استعداده وحدد لنا جلسة يتولى خلالها إملاء المعلومات المطلوبة، على أن تكون أول الإملاءات عن السفن الكويتية، وأهميتها للبلاد.. فالتقينا به وباشر الإملاء علينا..». عرض كريم بعد ان يعرض ما أملى الديين عن السفن الكويتية وانواعها، يقول الكاتب: «كنا في هذه البداية نجلس ــ معاً ــ عند ركن من أركان الفريج الذي نطلق عليه في اللهجة الكويتية اسم (العاير)، وهو ركن من أركان أحد المباني يكون بارزاً. وفي نهاية إملاء هذه الحلقة أقبل على المكان رجل من رجال الفريج البارزين، كانت له محبة في قلوب الناس واحترام كبير، فوجدنا على حالتنا التي كنا عليها، ونحن نتعرض للفحات الهواء، وما يحمله من غبار، وقد أبدى إعجابه بهمتنا وهمة المملي علينا، ولكنه لم يرتح لموضعنا فقال: طلاحظتكم على هذه الحال، وأنا سعيد برؤية أبنائنا، وهم يتلقون المعلومات المهمة عن الوطن ويكتبونها. ولكني لا أرضى لكم بالجلوس هنا، مع ما يصاحب ذلك من رياح وغبار وضوضاء. ولذا فهذه ديوانيتنا إلى جواركم، وهي خالية في الأيام التي تلتقون فيها بمن يملي عليكم، وسوف أبلغ المسؤول عنها بأن يفتح لكم أبوابها كلما جئتم إليه، وأن يقدم لكم الشاي والماء والقهوة إن أردتم ذلك. ولا أريد منكم إلا إبلاغ هذا المسؤول عن موعد كل لقاء من لقاءاتكم، وسوف ترون كل شيء معداً لكم. ولقد سعدنا بهذا العرض الكريم، وصار لنا به مقر نرتاح إليه فتولى الأستاذ عبداللطيف الديين شكر هذا الرجل الفاضل نيابة عنا، وأصالة عن نفسه. واتفقنا على موعد الجلسة التالية التي سوف يقوم بالإملاء فيها ــ أيضاً ــ أستاذنا أبو خالد عبداللطيف الديين». تعدد المعلمون الذين املوا على شباب «الفريج» ما لديهم من علم، وتعددت القضايا التي تناولوها في أماليهم، فألقوا الأضواء على جوانب الحياة الكويتية قديما، ومشاغل الكويتيين واهتماماتهم. (مركز المعلومات)
مشاركة :