جملة من ثلاث كلمات، لا تعترف بأي «عاديّ»، ولا بروتين أيامنا المُكرر، تأخذ مخيلاتنا إلى عوالم قد لا نُصدق أنها حقيقية، ومن صنعها هم أشخاص مثلنا، حفروا أسماء حضاراتهم بالتاريخ، وشيّدوا أموراً قد نعجز عنها نحن اليوم، بكل ما لدينا من تقنيات حديثة، وبهذا التحقيق سنعرض عليكم، هذه الأمور التي تعد أقرب إلى الخيال، وهي عجائب الدنيا السبع. قبل أن نبدأ بتعداد العجائب، علينا أن نعرف أن هذه اللائحة، تعود إلى ما قبل التاريخ، تحديداً إلى المُؤرّخ اليونانيّ «هيرودوت»، ولقبه «أبو التّاريخ»، والذي عاش في القرن الخامس قبل الميلاد، وهو أول من فكر بها ووضعها، واعتمد على ضمّ أماكن وتماثيل ومُدن صنعها الإنسان، وتميّزت بحجمها الكبير وجمال هندستها وبنائها، أما عن خصوصية الرقم «7»، فهو يعود إلى قُدسية هذا الرقم وأهميته عند اليونان القدماء، الذي كان يستخدمونه في طقوسهم الدينية. في العام 1999، قرر المُخرج السويسريّ «بيرنارد ويبير»، أن يعيد إحياء فكرة المؤرخ اليوناني «هيرودوت»، وأنشأ مؤسسة أطلق عليها اسم «العالم المفتوح»، لإطلاق مشروعه الجديد/القديم، وكانت فكرته الأساسية، الاعتماد على تصويت الناس لقائمة من الأماكن حول العالم، وكانت جميعها من صنع الإنسان، وهذا هو شرط التصويت الأول، أما الشرط الثاني، أن تكون بُنيت قبل العام 2000. في 7 تموز / يوليو من العام 2007، وضعت مؤسسة «العالم المفتوح»، قائمة مكونة من 21 موقعاً حول العالم، ودعت الناس للتصويت عليها، وكانت آلية التّصويت تعتمد على الرّسائل النصيَّة، والنتائج النهائية جاءت على النحو التالي: من منّا لا يعرف «سور الصين العظيم»، الذي يُعد رمزاً للأمّة الصينيّة، وهو سور ضخم للغاية، يمتد على طول الحدود الشماليّة والشماليّة الغربيّة للبلاد، ويبلغ طوله 8،850 كيلومتراً، وبُني ما بين العامين 220–206 قبل الميلاد، حيث بدأ بتشييده ملك الصّين الأول «تشين شي هوانج»، لحماية البلاد من هجمات الشعوب الشمالية مثل «المغول» و«الترك». هو المعلم السياحي والتاريخي الأهم والأقدم في المكسيك، بنته حضارة الـ«مايا»، في الفترة ما بين القرنين 9 -12 ميلادي، ويقع هذا الهرم الأعجوبة، في شمال شبه جزيرة «يوكاتان» المكسيكية، وكان فيما مضى يُستخدَم كمرصد للمُقاتلين من القبيلة ومعبد للمُحاربين القُدامى، وتمّ تكريس المعبد لإله المايا الـ«كوكولكان»، والذي يعني اسمه «الثّعبان ذي الرّيش»، ومن المعروف عن هرم «تشيتشن إيتزا»، أن كلّ جهة من المعبد تضُمّ 91 درجةً، ويبلغ ارتفاع المبنى كاملاً 24 متراً، بالإضافة إلى 6 أمتارٍ للمعبد نفسه، وتبلغ قاعدة الهرم 55. 3 متراً. وأنت في الطريق إلى مدينة «ريو دي جانيرو» البرازيليّة، لا بدّ أن ترى هذا التمثال العملاق، فوق قمّة جبل «كوركوفادو»، وهو واقف كأنه يحمي أبناء المدينة ويُرحب بالقادمين إليها، وهذا النُصب يُمثّل «المسيح عيسى عليه السّلام»، الذي يُعتبر رمزاً للديانة المسيحيّة في جميع أرجاء العالم، وتمثال «المسيح الفادي»، من تصميم النحّات الفرنسيّ «باول لاندويسكي»، وبناء المُهدنس البرازيليّ «هيتور دي سيلفا كوستا»، وتم تشييده بالفترة ما بين العامين 1922 - 1931. ويبلغ طول هذه الأعجوبة التي أصبحت رمزاً ثقافيّاً للبرازيل، ما يقارب الـ 700 متراً، من القاعدة حتى رأس التّمثال، الذي يبلغ طوله 30 متراً، ووزنه قرابة الـ 635 طنّاً، ويوجد في قاعدة التّمثال كنيسة رومانيّة كاثوليكيّة. تقع مدينة «ماتشو بيتشو» التاريخية، في مدينة «كوزكو» بالبيرو، وعلى وجه التحديد إلى جانب نهر «أوروبامبا»، ويعود تاريخها إلى القرن الخامس عشر ميلادي، بالفترة ما بين الأعوام 1438 – 1472، والأمر الفريد والغريب في هذه المدينة الأثرية، أنّ بناءها يتمتّع بطابع عصريّ حديث، فهي تضُمّ ثلاثة مبانٍ رئيسيّة؛ تُدعى «إنتي وأتانا، ومعبد الشّمس»، بالإضافة إلى غرفة «النّوافذ الثّلاث». وتقع أطلال مدينة «ماتشو بيتشو»، على قمّة مرتفعة تقدر بـ 2340 متراً فوق سطح البحر، وتمّ بناؤها لملك شعب الـ«إنكا» الذي يُدعى الـ«باتشاكوتي» خلال العام 1450، وهي مُغطّاة بغابات استوائيّة كثيفة للغاية، وكان قد تمّ اكتشافها لأول مرة عن طريق الصّدفة من قِبَل المسُكتشف الأمريكيّ «هيرام بينغهام» الثّالث، في العام 1911. تُسمى «المدينة الوردية»، وذلك بسبب لون صخورها الوردي الذي تتميز به هذه المدينة التاريخية التي تقع في مُحافظة معان جنوب المملكة الأردنية، وكان قد حفرها العرب الأنباط في الصخر خلال العام 312 قبل الميلاد، والتي جعلها موقعها الإستراتيجيّ، مركزاً رئيسياً للتّجارة في المنطقة، وطريقاً رئيسياً للتّجارة بين الحضارات القديمة، وتم اكتشاف المدينة للمرة الأولى على يد الرحّالة والمُؤرّخ السويسريّ «جوان لويس بركهارت»، وكان ذلك خلال رحلة استكشافية له في العام 1812. في عهد القيصر الروماني «فسبازيان»، قبل 72 عاماً قبل الميلاد، تم البدء ببناء الـ«كولوسيوم»، في العاصمة الإيطالية روما، وتحديداً بالشّرق من المُنتدى الرومانيّ، وفي العام 80 بعد الميلاد، اكتمل بناؤه على يد وريثه الإمبراطور «تيتوس»، وكان قد شُيدّ من الخرسانة والحجارة، وأطلق عليه فيما مضى اسم «المُدرج الفلافيّ»، وذلك تقديراً لسُلالة الأباطرة الـ«فلافيّة» التي كانت قد قامت على تشييد هذا البناء العظيم. وكان الـ«كولوسيوم»، أو ما عُرف بـ«المُدرج الفلافيّ»، قد تم استخدامه لإقامة الفعاليّات الترفيهيّة، مثل المُبارزات بين المقاتلين، ومُصارعة الحيوانات، والمُناظرات العامّة، وعلى الرغم من أن هزّة أرضيّة قد دمرت جُزُءاً من الـ«كولوسيوم»، إلا أنّه ما زال قائماً كرمز للإمبراطوريّة الرومانيّة حتّى يوم هذا. ضريح «تاج محل»، تحفة عمرانية مذهلة، شيّدها الإمبراطور «شاه جهان»، خلال العام 1632، تخليداً لذكرى زوجته التي كان شغوفاً بحبها الأميرة «ممتاز محل»، ويقع هذا الضريح المُشيد من الرخام الأبيض، على ضفاف نهر «يمنا» في مدينة أغرة الهندية، ويعتقد المؤرخون، بأنّ أعمال البناء كانت قد اكتملت تماماً خلال العام 1653، وأنه قد تطلب قرابة 20 ألف عاملٍ وحِرَفي للانتهاء من إنجازه، ويحتوي في زوايا المصطبة على مآذنَ مُتناسقة، وتُحيط بكل مِئذنة ثلاث شرفات، يتوسّطها الضّريح ذو الشّكل الرباعيّ.
مشاركة :