يرتبط محبو اقتناء الحيوانات الأليفة بهم، للدرجة التي يتعاملون بها مع الكلاب والقطط كفرد من عائلته، ليس فقط خلال حياتهم، ولكن عند وفاتهم، فالبعض يلجأ للبحث عن مدفن حيوانه، حتى يتمكن من آن لآخر من زيارته، وهو ما حدث بالفعل حين خصص نادي الجزيرة، المساحة الواقعة بين جانبى ملعب الجولف، لدفن الكلاب والقطط النافقة.مدفن "الجزيرة"وكان يتولي أعمال الدفن للحيوانات الأليفة بالمدفن، عمال الأشجار بالنادي، بعدما يحصل علي تصريح الدفن من رئيس النادى، ليتم دفن الكلب أو القطة ووضع شاهد يتضمن اسم الحيوان وتاريخ ميلاده ووفاته، وكلمات أخرى فى رثائه يكتبها صاحبه، وهي منطقة خاصة ومحاطة بسور حديدى.مخصصة للأعضاءولا يسمح لأى شخص غير عضو بالنادى بدفن كلبه فى مقابر الكلاب المخصصة للأعضاء فقط، ومن العبارات التى كتبها أصحاب هذه الكلاب فى رثائها "الحبيب الغالى.. دراك"، و"سأظل أحبك طول العمر.. سأفتقدك"، و"الحياة ليس لها طعم بدونك"، وعبارات مكتوبة باللغتين الإنجليزية والفرنسية.وأنشئ مدفن نادي الجزيرة, منذ أيام الإنجليز, لأن النادي أصله انجليزي, ثم أصبحت الإدارة مختلطة بين الإنجليز والمصريين, إلى أن صارت مصرية خالصة, ولم يتوقف المصريون عن هذا النشاط الإنساني, ولكنه خاص بالأعضاء.مدفن "أصدقاء الحيوان"كما خصصت الجمعية المصرية لأصدقاء الحيوان قطعة أرض داخل فرعها بمدينة شبرامنت، لتكون مدفنا للحيوانات الأليفة التي تنفق عند أصحابها ويعز عليهم أن يلقوا بها في سلة المهملات, ويتم ذلك بعد التواصل مع مقر الجمعية، وتدفن الكلاب في جزئه الأيمن، بينما تدفن القطط في الجانب الأيسر، ويتم ذلك مجانا دون أن تحصل الجمعية أي رسوم ويسمح لصاحب الحيوان.مستشفى الشعبوبالمثل يوجد مدفن بمستشفى الشعب لعلاج الحيوانات, منذ السبعينات, وأيضا مليء باللوحات الرخامية التي تحمل اسم القطة أو الكلب وتاريخ الوفاة فقط عبارات الرثاء عليه.كما يقدم مستشفى المكس البيطري الحكومي، خدمة الدفن للحيوانات، وهي مستشفى بيطرية متكاملة، تقدم جميع الخدمات البيطرية لكافة أنواع الحيوانات.مدفن "استثنائي"وبالنسبة لجمعية الرفق بالحيوان، لا يوجد مدافن بمعناها المعروف ولكن عندما تحدث حالة طارئة, أو حالة خاصة, كأن يموت لأحد الأشخاص كلب أو قطة فيحضرها لكي يتم دفنها، فتقوم الجمعية بذلك في أحد الأطراف, و لا يحدث هذا إلا مرة كل خمس أو ست سنوات فليست لديهم مساحة مخصصة لهذا الغرض. مدافن جديدة فيما تجمع بعض محبي القطط والكلاب، والمعتزين بصداقتهم مع تلك الحيوانات الأليفة، علي تنفيذ فكرة شراء قطعة أرض وتخصيصها كمدفن للقطط والكلاب بتقسيم تكلفتها المادية عليهم بالتساوى، وقرابة 74 شخصًا فى القاهرة والإسكندرية، اشتركوا في تنفيذ الفكرة، والبدء قي ترخيص المدافن.وحكى مايكل عاطف، صاحب الفكرة، أنهم قرروا شراء قطعة أرض بجوار نزلة الكوبرى الدائرى بمنطقة حلوان، بحيث تكون فرع المدافن فى القاهرة مع تخصيص أخرى فى مدينة الإسكندرية، وسيكون الدفن لغير المشتركين فى إنشاء المدافن مقابل تذكرة يتم دفع ثمنها عند كل مرة يتم فيها دفن حيوان مع توكيل محامٍ للتفاوض فى عملية شراء الأرض والتحقق من سلامة الإجراءات القانونية.الدفن بالحدائقوتقول ميرنا فهمي، إنها قامت بدفن كلبتها بحديقة عامة "كنت أتمني أجد مدفن لكلبتي عشان أقدر أزورها، عاشت معايا سنين وكانت أقرب حد ليا، كنت أتمني أن يكون في اهتمام بالكلاب والقطط في مصر، لأنها روح".بينما قام محمد موسي، بدفن كلبته داخل مستشفي الشعب "كانت مريضة جدا وكشفوا عليها وماتت، وطلبت منهم أدفنها ودفن رسوم الدفن فقط وقتها 15 جنيها، وطبعا مردتش ارميها فمقلب زبالة أو في الشارع".مطالب بمدافنويطالب أحمد مهدي، أحد المعنيين بحقوق الحيوانات الأليفة، بأن يتم تخصيص أماكن لدفن الحيوانات الأليفة، ويكون الإشراف والرقابة عليها من قبل الجمعيات المعنية بحقوق الحيوانات في مصر "الأمر مش بس عشان نحمي حق الحيوانات ولكن للحفاظ علي البيئة، وممكن يكون مكان في الصحراء."لمنع الفيروسات"حث الإسلام على دفن هذه الحيوانات, لأنها لو تركت هكذا ستظهر رائحتها الكريهة بعد البدء في التحلل, ما يؤدي إلى انتشار الفيروسات والميكروبات المؤدية للأمراض, فيصل الضرر للإنسان والبيئة، وليس ترفا زائدا، ولهذا أغلبنا يخشي دفنها في حديقة منزله، كما أن آخرين لا يملكون حديقة ويضطرون للدفن بالأماكن العامة وممكن يشكل خطرا صحيا".. يقول مهدي.فتوى لرفع الأذىوطبقا لـ"فتاوى اللجنة الدائمة" رقم (8/ 444-445)، والمتعلقة بدفن الحيوانات، فقد ورد أنه "دفنه سيدفع ضررا عن المسلمين فإنه يشرع ؛ لأن دفنه يكون حينئذ من باب إزالة الأذى ورفعه عن طريق المسلمين، لأنهم يتضررون به يتأففون من رائحته ، فالواجب دفنه أو طرحه بعيدا عن طرق الناس و مسالكهم ، فيشرع دفنه لدفع الضرر عن المسلمين، لا لمجرد موته".