حذّر الأمين العامّ للأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، من استمرار اعتماد العالم على الوقود الأحفوري، في ظل تنامي آثار تغير المناخ بشكل أسرع من جهود التصدي لها. وأشار الأمين العامّ، في خطاب بشأن تغير المناخ بالمقر الدائم في نيويورك، قبيل القمة العالمية للعمل المناخي في سان فرانسيسكو من 12 إلى 14 سبتمبر، إلى أن العالم "يواجه تهديدًا وجوديًّا مباشرًا. وأضاف: "إذا لم نغير المسار بحلول عام 2020، فإننا نخاطر بفقدان النقطة التي يمكننا من خلالها تجنّب تغيّر المناخ الجامح، مع عواقب وخيمة على الناس وعلى جميع النظم الطبيعية." وتابع: "البشرية واجهت وتغلّبت على تحديات هائلة من قبل، ولكن ذلك تطلب "العمل معًا ووضع الانقسام والاختلاف جانبًا لمحاربة هذا التهديد المشترك". مُشيرًا إلى أنه بحلول عام 2030، قد يؤدي فقدان الإنتاجية بسبب عالم أكثر حرارة إلى تكلف الاقتصاد العالمي تريليوني دولار." وعلى النقيض، أوضح تقرير اقتصاد المناخ، الذي نشر الأربعاء الماضي، أن التحول إلى الطاقة المتجددة لن يؤدي إلى توفير المال فحسب، بل سيوفر وظائف جديدة ويهدر كميات أقل من المياه، ويعزز إنتاج الغذاء وينظف الهواء الملوث الذي يقتل البشرية. وأشاد كبير الدبلوماسيين الأمميين بتحول عديد من دول العالم إلى الاستثمار، ومنها الصين والسويد والمغرب واسكتلندا أول مزرعة رياح عائمة في العالم، بما يبشر بالأمل. كما أثنى على استثمار المملكة العربية السعودية بكثافة في مصادر الطاقة المتجددة؛ للانتقال من اقتصاد النفط إلى اقتصاد الطاقة". وقد انتهت المفاوضات بشأن المبادئ التوجيهية للتنفيذ من أجل تفعيل اتفاق باريس في بانكوك أمس الأول الأحد مع بعض التقدم ولكن دون الحد الكافي، كما أشار الأمين العامّ. ويعد مؤتمر (COP 24) في بولندا في ديسمبر المحطة الرئيسية التالية في مجال العمل المناخي، كما دعا لعقد مؤتمر قمة للمناخ في سبتمبر 2019، من أجل الارتقاء بالعمل المناخي إلى قمة جدول الأعمال الدولي. كما سيكون تغير المناخ محل تركيز كبير خلال الأسبوع رفيع المستوى للجمعية العامة للأمم، حيث سيعقد أسبوع المناخ من 24 إلى 30 سبتمبر الحالي، ليضم ما يقرب من 150 حدثًا متعلقًا بتغير المناخ. وأعلن غوتيريش عن تعيين لويس ألفونسو دي ألبا في منصب مبعوثه الخاص لقيادة الأعمال التحضيرية لقمة المناخ. ليعمل جنبًا إلى جنب مع مايكل بلومبرغ مبعوثه الخاص المعني بالعمل المناخي ومستشاره الخاص بوب أور، الذي سيساعد في تعبئة التمويل الخاص وتحفيز العمل.
مشاركة :