لاهاي - وصف رئيس الوزراء في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية سعد الحريري، الثلاثاء، بدء المرافعات الختامية أمام المحكمة الدولية الخاصة بالنظر في عملية اغتيال والده رفيق الحريري المتهم فيها حزب الله والنظام السوري، بـ”اليوم الصعب”. وقال سعد الحريري “منذ البداية، طالبنا بالعدالة، لأنها تحمي لبنان. لن نلجأ إلى الثأر، لأن رفيق الحريري كان رجل عدالة، والحقيقة ستظهر، ومن ارتكب الجرائم سيدفع الثمن”. وأضاف “هناك أمور مؤلمة لكن عندما نكون في موقع مسؤولية يتعين أن نهتم بما في مصلحة البلاد”، فيما بدا أنه رسالة للداخل مفادها أن مزاعم حزب الله بوجود أطراف تريد استثمار المحكمة لأهداف سياسية غير صحيحة، وأنه يبقي مصلحة البلد فوق كل اعتبار. وجاءت تصريحات رئيس الوزراء اللبناني من أمام مقر المحكمة الدولية الخاصة في لاهاي. وأعرب الحريري عن أمله في أن تظهر الحقيقة قائلا “لبنان شهد الكثير من الاغتيالات ولم تظهر يوما الحقيقة، إلا أنها اليوم ستظهر، ونتمنى أن يحاسب من ارتكب الجريمة”، لافتا إلى أن الحكم سيصدر خلال أشهر. وانطلقت عند الساعة 11:00 بتوقيت لاهاي (9:00 ت.غ)، الثلاثاء المرافعات النهائية في قضية اغتيال رئيس الوزراء الراحل رفيق الحريري في العام 2005، والمتهم فيها قادة عسكريون من حزب الله. وعلى الرغم من مذكرات الاعتقال الصادرة عن المحكمة، رفض الحزب، الذي ينفي أي تورط له في الاغتيال، تسليم المشتبه بهم. وبذلك سيحاكم المتهمون غيابياً وحتى بدون الاتصال بمحاميهم. وهذا الوضع غير مسبوق في القانون الدولي منذ 1945، ومحاكمات نورمبرغ التي كانت أول تطبيق لتشريع جنائي دولي في أعقاب الحرب العالمية الثانية. والمتهمون في قضية اغتيال الحريري الأب، أعضاء بارزون في حزب الله، وهم مصطفى بدرالدين (قتل في سوريا في مايو 2016)، وسليم عياش، وحسين حسن عنيسي، وأسد صبرا، وحسن مرعي. وجدد الادعاء في وقت سابق الثلاثاء اتهام حزب الله والنظام السوري بتدبير الاغتيال. وقال إن “النظام الحالي في سوريا في صلب مؤامرة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري”، مشيراً إلى أنّ “الشبكة الخضراء” التي قادت اغتيال رفيق الحريري تابعة تماماً لحزب الله. وقال إن التفجير الانتحاري الذي أدى كذلك إلى إصابة 226 شخصا بجروح، كان محاولة متعمدة لخلق “الرعب” وأن رفيق الحريري تم اغتياله بسبب معارضته للهيمنة السورية على لبنان. ولفت الإدعاء إلى أن “مصطفى بدرالدين، هو العقل المدبر لعملية الاغتيال، والمتهمون الباقون كانوا منفذين للعملية”. وأوضح الادعاء أن “خبرة بدرالدين، العسكرية، وسجله، مكناه من الوصول إلى هذه المرتبة حتى يكون القائد العسكري لحزب الله في سوريا”. والاسم الحقيقي لبدرالدين هو “سامي صعب”، وكان يعتبر الرجل الثاني في حزب الله، وهو صهر القيادي القتيل البارز في الحزب عماد مغنية. ومن المقرر أن يقدم الادعاء موجزا للقضية، التي عمل عليها منذ 2014، فيما سيقدم كل من الممثلين القانونيين لفريقي الدفاع والمتضررين مرافعاتهم النهائية في جلسات ماراثونية. وتنتهي المرافعات الختامية يوم 21 سبتمبر ولم يتحدد أي موعد للنطق بالحكم لكن من المتوقع أن يكون في العام المقبل.
مشاركة :