اعتقلت إدارة مكافحة الإرهاب التركية في وقت مبكر من يوم أمس (الثلاثاء)، صحافياً نمساوياً نشر مقالات تنتقد الرئيس التركي رجب طيب إردوغان ومستوى الحريات والديموقراطية في تركيا.وقالت مجلة "ري فولت" التي يعمل فيها الصحافي النمساوي مارك زيرنغاست: "اعتقلت السلطات التركية في أنقرة الصحافي ماكس زيرنغاست الذي كتب مقالاً ينتقد إردوغان، بالإضافة إلى مواطنَين تركيين".وأضافت المجلة النمساوية: "الإرهاب مجرد ادعاء بكل تأكيد.. تركيا تحاول إخراس كل الأصوات المخالفة... لن تنجح".كما اعتبرت مجلة "ذا جاكوبين" التي تتولى أيضاً نشر مقالات زيرنغاست، أن اعتقاله بمثابة اختصار "مروع" لحقوق الإنسان في تركيا.وأكدت وزارة الخارجية النمساوية، اعتقال تركيا للصحافي النمساوي، ومتابعة القنصلية النمساوية في أنقرة لقضيته، بينما رفضت الخارجية التركية التعليق.ونددت روبينا موهرينغ رئيسة منظمة مراسلون بلا حدود في النمسا، باعتقال زيرنغاست في تركيا، وقالت لشبكة "سي إن إن": "أصبح الاختلاف السياسي أساس الاعتقال والترهيب في تركيا.. يجب إدانة الأمر بأشد العبارات"، مشيرة إلى سجن عشرات الصحافيين الأجانب والأتراك بتهمة الإرهاب منذ محاولة الانقلاب.وكتب زيرنغاست مقالاً في مجلة "ذا جاكوبين" اليسارية خلال الانتخابات الرئاسية التركية وصف خلالها إردوغان بـ"الدكتاتور النامي"، كما اعتبر الانتخابات "غير شرعية" بسبب انحياز الإعلام لإردوغان وعدم منح منافسيه نفس المساحة.من جهته قال اسماعيل كويبلي أستاذ العلوم السياسية في ألمانيا القريب من الصحافي النمساوي، إن "زيرنغاست كان يتحدث، يكتب، ينخرط في المجتمع، لا علاقة لذلك بالإرهاب.. في تركيا حالياً العديد من الصحافيين الأتراك والأجانب يقبعون في السجن بتهم الإرهاب، وفي نفس اليوم الذي أفرجت فيه تركيا عن صحافي ألماني بعد سجنه لمدة عام، قضت محكمة تركية بسجن ستة صحافيين أتراك مدى الحياة".وأضاف: "في الأعوام الأخيرة، كان زيرنغاست يقضي المزيد من الوقت في أنقرة، وكان يدرك أنه سيتعرض للاعتقال بسبب انتقاده للحكومة".
مشاركة :