أفلت من صافرات الاستهجان ليواجه ورطة جديدة

  • 12/30/2014
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

مدريد ـ(د ب أ) بدت الأحداث التي صاحبت حفل تسليم الكرة الذهبية في يناير الماضي كما لو كانت بداية الانحدار والسقوط للسويسري جوزيف بلاتر الرئيس الحالي للاتحاد الدولي لكرة القدم "فيفا" والذي يقترب من عامه الثمانين. ورغم ذلك، أظهر رئيس الفيفا خلال عام 2014 الذي عاشه على حافة المخاطر أن رغبته في الاستمرار بموقعه أمر لم يطرأ عليه أي تغيير. ولم تفلح كراهية البرازيليين له ولا انعدام ثقة ديلما روسيف به ولا معارضة الأوروبيين ولا التحقيقات حول ملف قطر لاستضافة كأس العالم 2022 في كسر إرادة الرجل الذي يسيطر على مقاليد الكرة العالمية منذ عام 1998، ويسعى لترشيح نفسه لمدة رئاسية جديدة في 2015 . ولا يوجد شيء في هذا العالم، إذا ما نحينا الحالة الصحية المتردية له جانبا بعد وصوله إلى الـ 78 من العمر، يمكنه أن يعوق إعادة انتخاب بلاتر لمدة رئاسية جديدة. فالمرشح الوحيد الذي أعلن خوض غمار هذه الانتخابات أمامه هو الفرنسي جيروم شامبين النائب السابق للسكرتير العام للفيفا والذراع الأيمن القديم للمسؤول الكروي السويسري. وأعلن الدبلوماسي السابق، والذي لا يتوقع أحد أن يحظى بفرص حقيقية في الفوز في الانتخابات المقبلة، عن ترشحه في يناير الماضي بالعاصمة البريطانية لندن المسؤولية.وكان بلاتر قد أعلن في 2011 عندما أعيد انتخابه للمرة الرابعة أن تلك الانتخابات هي الأخيرة له، إلا أنه لم يلبث أن أعلن رغبته في ترشيح نفسه مرة أخرى للاستمرار في منصبه. ويرى الأوروبيون أن بلاتر عليه أن يضطلع بمسؤولياته لاستعادة سمعة المؤسسة التي يرأسها، والتي تعرضت لموجات من الفضائح وشبهات الفساد رغم محاولات المسؤول السويسري إجراء بعض الإصلاحات.وقال بلاتيني مؤخرا: "سمعة الفيفا سيئة للغاية، ولهذا أرى أنه حان الوقت أن يترك منصبه ولكن أعتقد أنه لا يرغب في هذا".ورغم امتعاضه من سمعة الفيفا الرديئة، أعلن بلاتيني في أغسطس الماضي أنه لن يدخل تحديات انتخابية في مواجهة بلاتر.وتنفس بلاتر الصعداء بعد قرار أسطورة كرة القدم الفرنسية السابق، الذي رفض أن يكون منافسا جديدا له في انتخابات مايو 2015، ليفسح المجال أمام طموحاته القيادية أكثر فأكثر وخاصة بعد أن ضمن في جعبته أصوات الاتحادات الأفريقية والآسيوية ودول الكونكاكاف وربما كونميبول رغم رحيل خوليو جروندونا رئيس الاتحاد الأرجنتيني السابق وأبرز الشخصيات الكروية الداعمة له في أمريكا الجنوبية الذي وافته المنية في يوليو الماضي عن عمر يناهز 82 عاما.وقبل ذلك، نجح بلاتر في اجتياز اختبار مونديال البرازيل بنجاح، والذي واجه خلاله احتمالات اندلاع احتجاجات شعبية جديدة في الشوارع كما حدث أثناء بطولة كأس القارات قبل عام، عندما أعربت الجماهير عن غضبها من الفيفا بسبب الأموال العامة التي أهدرت على بناء الملاعب.وصرح بلاتر قبل انطلاق المونديال لوكالة الأنباء الألمانية قائلا: "سنعمل على ألا يتضمن حفل الافتتاح إلقاء أي خطابات"، في إشارة إلى تخوفه من التعرض لصافرات استهجان أو اعتراضات من الجماهير البرازيلية.ورغم التأخيرات التي شهدتها المنشآت الخاصة بالمونديال أقيمت البطولة دون معوقات ودون أن تتكرر الاحتجاجات مما جعل بلاتر ، الذي كان يتنقل داخل البرازيل مختفيا كالشبح ، لفرد قامته من جديد ومواجهة الجميع بهامة مرفوعة.ولكن يبدو أن الفيفا لا يعرف معنى "الهدوء" فقد حملت الأيام الأخيرة في 2014 صراعات جديدة داخل أروقته، فلم يكن قرار تبرئة ساحة روسيا وقطر من القيام بأي أعمال فساد فيما يخص ملفيهما للترشح لاستضافة مونديالي 2018 و2022 على الترتيب، بمثابة نزع فتيل الأزمة التي يعيشها الاتحاد منذ عام 2010 وحسب بل ويبدو أنه باب جديد ستتسرب من خلاله التنازعات في 2015 .. العام الذي سيشهد استمرار بلاتر في مداعبة المخاطر.

مشاركة :