طرابلس / وليد عبد الله / الأناضول توقفت حركة الملاحة الجوية في مطار معيتيقة الدولي بالعاصمة الليبية طرابلس إثر سقوط قذائف عشوائية على المطار في ساعة متأخرة من مساء الثلاثاء. وقالت الصفحة الرسمية لمطار معيتيقة عبر "فيسبوك" إنه تم ترحيل كل الطائرات من مطار معيتيقة، لافتة إلى نقل الرحلات إلى مطار مصراتة الدولي. وقدمت الصفحة التحية لقائدي الطيارات والمساعدين والموظفين بكل تصنيفاتهم الذين "تسارعوا لإنقاذ ما تبقى من طائراتنا الوطنية ولم يغادروا المطار بالرغم من التهديدات والإشاعات". في السياق ذاته، عاد الهدوء الحذر إلى العاصمة طرابلس، صباح اليوم، بعد اشتباكات دامت عدة ساعات. وحسب مراسل الأناضول، فإن أصوات اشتباكات بالأسلحة الثقيلة سمعت، منذ مساء الثلاثاء، في عدة أماكن بالعاصمة الليبية، بينها منطقة "بوابة الجبس" بضواحي طرابلس، فضلا عن طريق المطار، قبل أن يعود الهدوء مع ساعات الفجر. ولم يتسن للأناضول الحصول على تصريحات من مسؤول ليبي حول هذه الاشتباكات، فيما لم يصدر أي بيان رسمي حتى الساعة (7:25 ت.غ) يوضح ملابسات ما يجري. بينما أعلن المجلس البلدي أبوسليم، أحد أكبر الأحياء في طرابلس، سقوط قذيفة علي أحد المنازل بالحي؛ ما سبب هلعا للأهالي، وبعض الأضرار المادية بالمنزل. كما أشار المجلس البلدي، في بيان، إلى تعرض بعض المدنيين المارين بالجوار لإصابات متفاوتة؛ حيث أصيب 2 بإصابات بسيطة، وتعرض ثالث لإصابة بليغة. وفي وقت سابق من مساء الثلاثاء، دعت بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، كافة الأطراف في البلاد إلى عدم إصدار بيانات تحريضية او استفزازية. جاء ذلك في تغريدة نشرتها البعثة عبر حسابها الرسمي على "تويتر". التغريدة جاءت بعد ساعات من إصدار "اللواء السابع" (إحدى الكتائب المسلحة بالعاصمة) بيانا متلفزًا قال فيه إن "ساعة الخلاص من المليشيات، وعصابات الإجرام، ودواعش المال العام ها قد دقت". وأضاف مخاطبًا الليبيي: "فهبوا للالتحام مع إخوتكم في اللواء السابع لنصرة الوطن وتخليصه من العبث والإجرام". البعثة الأممية قالت في تغريدتها: "بينما يتم تنفيذ ما اتفق عليه في اجتماعي الزاوية (غرب طرابلس) من وقف إطلاق النار في طرابلس، ومن إجراءات جذرية سيبدأ صدورها الأربعاء (دون توضيح تلك الاجراءات)، فهي تهيب بكافة الأطراف عدم اصدار البيانات التحريضية او الاستفزازية". ونبهت البعثة الى ضرورة "الاعتدال في التصريحات والبيانات؛ لاسيما تلك التي صدرت اليوم (في اشارة لبيان اللواء السابع)، والتي تناقض تماما تلك الالتزامات، وتضعهم تحت طائلة المسؤولية". ورحبت البعثة باحترام جميع الموقعين للاتفاقات المعقودة بشأن وقف إطلاق النار. وخلال الفترة الأخيرة، شهدت طرابلس اشتباكات بين مجموعات مسلحة متنافسة على النفوذ ونقاط التمركز بالعاصمة؛ أبرزها: "اللواء السابع"، وهو فصيل مسلح من مدينة ترهونة (88 كلم جنوب شرق العاصمة)، وكتيبة "ثوار طرابلس". قبل أن تتوقف بتدخل أممي أسفر عن إعلان وقت لإطلاق النار في 4 سبتمبر/أيلول الجاري. وبينما أعلن "اللواء السابع" أنه "يسعى لتطهير العاصمة من الميليشيات"، تنفي حكومة "الوفاق" تبعية "اللواء السابع"، لقواتها، وتقول إنها قامت بحله في أبريل/نيسان الماضي. في السياق ذاته، أعرب المجلس الرئاسي لحكومة الوفاق الوطني المعترف بها أمميا عن استغرابه الشديد "لما تم تدواله في بعض وسائل الإعلام من تهديد جديد للعاصمة من قبل بعض الاطراف (في إشارة للواء السابع) بما فيه من نقض غير مبرر لما تم الاتفاق عليه من وقف إطلاق النار والتهدئة". وأضاف المجلس في بيان الثلاثاء أن "هذا الخطاب المستفز يؤدي إلى المزيد من التصعيد، ويعرض سلامة الوطن وامن المواطنيين للخطر". ودعا المجلس إلى "الاحتكام للعقل، والتقيد بما ورد في اتفاق الهدنة الذي أشرفت عليه بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا تجنيباً لشعبنا المزيد من المآسي". كما دعا "كافة وسائل الإعلام الى وقف التحريض الإعلامي فورًا، والالتزام بثقافة الوحدة والسلم الأهلي والحوار والتسامح". الأخبار المنشورة على الصفحة الرسمية لوكالة الأناضول، هي اختصار لجزء من الأخبار التي تُعرض للمشتركين عبر نظام تدفق الأخبار (HAS). من أجل الاشتراك لدى الوكالة يُرجى الاتصال بالرابط التالي.
مشاركة :