أطفال غزة يعانون نفسياً من تبعات العدوان الإسرائيلي الوحشي

  • 12/30/2014
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

نجا "منتصر" من قصف اسرائيلي غادر قتل شقيقه وثلاثة من أقربائه خلال العدوان الاسرائيلي الوحشي على قطاع غزة المحاصر الصيف الماضي، إلا انه لم ينجُ من تبعات الحرب التي خلفت لديه اضطرابات نفسية تدفعه الى محاولة الانتحار أو القتل. أصيب "منتصر" البالغ من العمر 11 عاماً بجروح وقتل شقيقه زكريا (9 أعوام) وابن أخيه عاهد (10 أعوام) اضافة الى اثنين من ابناء عمه (10 و11 عاماً) في قصف اسرائيلي استهدفهم بينما كانوا يلعبون على شاطئ بحر غزة في منتصف تموز/ يوليو الماضي. وأثارت هذه الجريمة صدمة لدى الرأي العام داخل وخارج غزة بعد أن نقلها مراسلو وسائل الاعلام الأجنبية مباشرة من محل اقامتهم في الفنادق التي تطل على الشاطىء. يبدو "منتصر" شارد الذهن وهو يعض على أظافره في منزله غرب مدينة غزة حيث يقول والده عاهد (55 عاماً) "منذ الحادثة، وهو يعاني من نوبات متكررة من التشنج. إنه يتعالج الآن في مركز الصحة النفسية منذ الحادثة، اذا تأخر عن موعد تناول الدواء عشر دقائق لا نستطيع السيطرة عليه". ويشرح وهو يحمل علبتين من الاقراص"يثور ويبدأ بتكسير كل شي ويضرب رأسه بالحائط او يحاول رمي نفسه من شرفة المنزل او عن السطح قبل أيام وجدناه وقد علق مشنقة على الباب ويحاول شنق أولاد اخوته". وينتفض الطفل مع اقتراب مصور "فرانس برس" منه لوضع المايكروفون على كنزته ويقول بغضب "لا أريد شيئاً إلا أن أحمل كلاشينكوف وأهجم عليهم كلهم (الاسرائيليون) وآخذ حق زكريا وأولاد عمي". سقط أكثر من 500 طفل فلسطيني من بين 2200 شهيد أغلبهم من المدنيين في العدوان الاسرائيلي الأخير الذي استمر أكثر من 50 يوماً أصيب خلاله آلاف آخرون بينهم عدد كبير من الأطفال. ويرى سمير زقوت الاخصائي النفسي في برنامج غزة للصحة النفسية أن "جميع أطفال قطاع غزة لديهم أعراض اضطراب نفسي واعراض الصدمة، هذه الذكريات التي عاشوها في الحرب صعبة ومن المستحيل أن تُمحى من ذاكرتهم". ويتابع "الأطفال هنا تحت تاثير صدمات مستمرة ومتتالية. لا يوجد في قطاع غزة مفهوم ما بعد الصدمة. ثلاث حروب في ست سنوات، كيف يستعيد هؤلاء الأطفال وضعهم الطبيعي؟" ويقول بيرند روف المدير التنفيذي لمؤسسة "والدورف شتاينر" الألمانية التي يزور طاقم نفسي منها قطاع غزة "نعمل على التخفيف من هذه الأضطرابات لدى الأطفال من خلال نهج والدورف، نحاول أن نحقق لديهم بعض الاستقرار النفسي". وتضيف كريستينا فوجتانويسكي التي تعمل ضمن الطاقم "الأطفال هنا يعانون من الصدمة بطرق مختلفة، الوضع معقد، تظهر علامات اضطراب ما بعد الصدمة على جميع الأطفال الذين رايناهم". وتشكو الام رغدة احمد (30 عاما) من منطقة العطاطرة شمال قطاع غزة من خوف وقلق ابنها وسام (8 سنوات) منذ الحرب وتقول "وسام يخاف ان أبعد عنه لدقيقة واحدة، يقول لي إبقِ معي حتى نموت معاً حين تقصفنا الطائرة". وتتابع "اضطر أحيانا للبقاء معه في المدرسة"، بينما يقاطعها طفلها ذو البشرة السمراء قائلا "لماذا ندرس ونذهب الى المدرسة، اذا كنا سنموت في كل الأحوال في الحرب القادمة!".

مشاركة :