فيما أعرب رئيس الأركان العامة للجيش الفريق الركن محمد الخضر، عن الحرص على ترجمة التعاون المشترك إلى واقع ملموس، وذلك بما يتوافق مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية، أعلن قائد القيادة المركزية الأميركية الفريق أول ركن جوزف فوتيل أن بلاده لن تتخلى عن شركائها في منطقة الخليج الـ«مليئة بالحيوية والفرص، إلا أنها مليئة أيضاً بالتهديدات للأمن المشترك»، ورأى أن ثمة تهديدين أمنيين مستمران في المنطقة، هما أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار والمنظمات المتطرفة العنيفة.جاء ذلك خلال الاجتماع الذي استضافته البلاد، أمس، لرؤساء أركان دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية والأردن ومصر والقيادة المركزية الأميركية، حيث نقل الخضر إلى المجتمعين تحيات النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع الشيخ ناصر الصباح وتمنياته بأن يتكلل اجتماعهم بالنجاح.وأكد الخضر، أن التحديات الأمنية الخطيرة والمتعاقبة التي مرّ بها الشرق الأوسط خلال السنوات الأخيرة، لا تزال تجعلنا ندرك أهمية التكاتف والعمل الجماعي، لمواجهتها بطريقة مثلى من خلال تعزيز التعاون المشترك والتنسيق العسكري.وقال: إن «قيادتنا السياسية تأمل أن يساهم اجتماعنا هذا في تعزيز التعاون المشترك وتنمية وتوثيق العلاقات القائمة على المنفعة المتبادلة لضمان تحقيق الأهداف المشتركة، بما يعود بالفائدة على الجميع، والحرص على ترجمة هذا التعاون المشترك إلى واقع ملموس، وذلك بما يتوافق مع القوانين والمواثيق والأعراف الدولية».وأوضح أن «اجتماعنا يأتي لترسيخ العلاقات المتبادلة وتأصيل وتعميق جذور التعاون وتوحيد الرؤى، في سبيل المساهمة بتحقيق الأمن والاستقرار على المستويين الإقليمي والدولي»، متمنياً أن تبدأ الخطوات الأولى لهذا التنسيق المشترك نحو شراكة وتكامل دفاعي منشود بين كافة الأطراف لتنمية قدراتنا العسكرية في مواجهة التحديات الراهنة والمستقبلية.من جانبه، قال فوتيل ان الولايات المتحدة لن تتخلى عن هذه المنطقة أو شركائها فيها، مشيرا الى أن «أولويات القيادة المركزية الاميركية هنا لم تتغير».وبعدما شكر الكويت على استضافة الاجتماع، قال الجنرال الأميركي: إن «منطقة الخليج مفعمة بالحيوية وبالفرص، لكن أيضاً بالتهديدات الموجهة ضد أمننا المشترك»، مضيفاً «إن عنصر الاتحاد في العلاقات العسكرية بين جيوشنا هي أمر فائق الأهمية، وإن إسهاماتكم بالغة الأهمية في ما يتعلق بجهودنا في العراق وسورية وأفغانستان، وفي ما يتعلق باستقرار المنطقة ككل. فهذه الوحدة مهمة لمواجهة التحديات التي تواجه أمننا المشترك ولتطوير حلول حقيقية لمعالجة تلك التحديات، ومنها تحديداً: الدفاع الجوي والصاروخي المتكامل، والأمن البحري ومواجهة ومكافحة الإرهاب».وتحدث عن هدفين هما: «أن نتفق على أنه ينبغي أن نتكاتف معاً على المستوى العسكري على الرغم من أي مشاكل، وذلك من أجل مصلحة الجميع»، و»أن ينتهز كل طرف منا الفرصة لدفع هذه المناقشات إلى مرؤوسينا من أجل تفعيل وتحقيق إنجازات محددة المعالم».وذكّر بأن وزير الدفاع الأميركي جميس ماتيس اجتمع أخيراً «مع عديد من سفرائكم وملحقيكم العسكريين في الولايات المتحدة وأعاد التأكيد على أننا كنا وما زلنا وسنبقى شريككم المخلص. نحن لن نتخلى عن هذه المنطقة ولا عن شركائنا هنا. أولويات قيادتنا المركزية هنا (في المنطقة) لم يطرأ عليها تغيير».وأشار إلى «اثنين من التهديدات الأمنية المستمرة التي نواجهها»، هما «الأنشطة الإيرانية المزعزعة للاستقرار، والمنظمات المتطرفة العنيفة»، مشدداً على أنه «من الضروري أن نقوم بتعزيز وخلق تكامل بين قدراتنا من أجل أن نحمي معا مصالحنا الأمنية القومية المشتركة». وفي كلام له دلالات بالغة، قال فوتيل: «باعتبارنا مهنيين عسكريين احترافيين، نحن نعرف ما هي المخاطر وعلينا أن نرتقي فوق مستوى المشاكل والخلافات. فكل دولة خليجية وكذلك القوات الأميركية الموجودة في المنطقة معرضة لمخاطر من جانب خصومنا المشتركين، ومنها على سبيل المثال الصواريخ البالستية، والطائرات من دون طيار، والمحاربين بالوكالة (الميليشيات)، والإرهاب». وأضاف «في أكتوبر الفائت، وفي كلمة وجهها إلى مجلس الأمة الكويتي، قام سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد بتذكيرنا بأنه (في الاتحاد قوة)».وفي إشارة إلى ضرورة فصل الخلافات السياسية عن التعاون العسكري، قال فوتيل: «نحتاج إلى ألا يضع كل طرف منا الآخر في وضع يرغم قيادتنا السياسية على اتخاذ قرارات تعيقنا عن التحرك إلى الأمام في مسار تعاوننا وتآزرنا. فمثل هذه الأمور من شأنها أن تتسبب في إضعافنا وتفريقنا، وفي الوقت ذاته تقوية خصومنا. التهديد لا ينقشع. إنه لن يزداد إلا جشعاً وتجرؤا عندما نبدي انقساما وضعفا».وأشاد بـ»الإسهامات المتزايدة من جانب شركائنا الخليجيين. فهذه الاسهامات أحدثت تأثيراً ملموساً نحو الأفضل في سورية وأفغانستان».وتطرق إلى ضرورة التعاون في «الدفاع الجوي والصاروخي والدفاع البحري»، قائلاً: «حتى الآن، ما زال الدفاع الجوي أكثر ميلاً إلى كونه أحادي الجانب، ولم يقترب من كونه على درجة من الشمولية تتوافق مع ما تتطلبه التهديدات. أتمنى أن نكون الآن قد حددنا المشاكل، وأن نستطيع التحرك إلى الأمام من خلال حلول أكثر وضوحاً للمشاكل التي حددناها».وشدد على أهمية تعزيز التعاون في مجال الأمن البحري، من أجل التصدي للتحديات الأمنية المشتركة ووضع حلول حقيقية لها..
مشاركة :