لمّح وزير المواصلات وشؤون الاستخبارات الإسرائيلي يسرائيل كاتس إلى وجود «مخطط أميركي لم يُعلَن رسمياً، يهدف إلى توطين اللاجئين الفلسطينيين في أماكن تواجدهم في الأردن وسورية ولبنان والعراق». يأتي ذلك وسط تقارير تفيد بأن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب بدعم من صهره ومستشاره جاريد كوشنير، وأعضاء في الكونغرس، تعمل على إنهاء وضعية «لاجئ» لملايين الفلسطينيين من خلال اختزال عددهم ووقف عمل وكالة غوثهم وتشغيلهم (أونروا). وكتب كاتس في تغريدة على حسابه الرسمي في «تويتر» في ساعة متأخرة من مساء الثلثاء: «أرحب بمبادرة رئيس الولايات المتحدة ترامب، بتوطين اللاجئين الفلسطينيين في الأردن وسورية ولبنان والعراق»، لكنه لم يوضح متى طرح ترامب هذه المبادرة أو ما إذا كان طرحها على إسرائيل، علماً أن الإدارة الأميركية لم تصدر مبادرة «علنية» في هذا الشأن، لكنها سبق أن قررت مطلع الشهر الجاري وقف تمويل «أونروا». واتهم كاتس، وهو عضو المجلس الوزاري الإسرائيلي المصغر للشؤون الأمنية والسياسية (كابينيت) القادة الفلسطينيين بأنهم «يستخدمون اللاجئين كرافعة للمطالبة الظالمة والتي لا أساس لها بحق العودة، في محاولة لتدمير إسرائيل». وتصرّ القيادة الفلسطينية على أن حل قضية اللاجئين يجب أن يستند إلى مبادرة السلام العربية، التي نصت على إيجاد حل عادل لها استناداً إلى قرار الأمم المتحدة 194. وأكدت الدول العربية، على مدى العقود الماضية، رفضها مبدأ توطين اللاجئين. وتحدثت صحف أميركية عن وجود توجهات رسمية من قبل إدارة ترامب لتصفية قضية اللاجئين الفلسطينيين. وكشفت مجلة «فورين بوليسي» الأميركية الشهر الماضي، أن إدارة ترامب تعمل على إنهاء وضعية «لاجئ» لملايين الفلسطينيين، ونقلت عن مسؤولين أميركيين وفلسطينيين أن تلك المساعي تهدف إلى «إزاحة هذه القضية عن الطاولة في أي مفاوضات محتملة»، علماً أنها من أعقد القضايا على طاولة المفاوضات، إذ ترفض إسرائيل السماح لهؤلاء بالعودة إلى أرضهم التي هُجروا منها في العام 1948. وأضافت المجلة أن هناك مشروعَي قانون على الأقل يتم طرحهما في الكونغرس حالياً من أجل الدفع بهذه المسألة، كما كشفت أنها حصلت على رسائل بريد إلكتروني تداولها كوشنير مع مسؤولين في الإدارة الأميركية دعا فيها، صراحةً، إلى «ضرورة وقف عمل أونروا». وسبق أن نقلت صحيفة «يسرائيل هيوم» أواخر تموز (يوليو) الماضي، عن عضو الكونغرس الأميركي داغ لمبورن (الحزب الجمهوري) قوله إنه يسعى إلى سنّ قانون جديد يحصر تعريف اللاجئين الفلسطينيين بمهجَّري النكبة فقط من دون أولادهم وأحفادهم، ما يختزل عددهم من 5.9 مليون مسجلين لدى «أونروا» في مناطق عملياتها الخمس، إلى 40 ألفاً فقط. إلى ذلك (أ ف ب)، أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن «أسفه» لقرار الولايات المتحدة وقف تمويل «أونروا»، مؤكداً التزام بلاده مساعدة الوكالة للخروج من أزمتها المالية غير المسبوقة. وقال ماكرون في اتصال هاتفي الثلثاء مع المفوض السامي للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، إن خدمات «أونروا» «ضرورية للاستقرار المحلي والإقليمي. ووفقاً لبيان صادر عن الرئاسة الفرنسية، «أشار الرئيس إلى التزام فرنسا المساهمة في الاستجابة الجماعية اللازمة لمساعدة أونروا على الخروج من هذه الأزمة وزيادة تحسين فاعلية عملها».
مشاركة :