أكد وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، أن المملكة العربية السعودية حريصة على وحدة واستقرار وأمن اليمن وشعبه الشقيق، مشددًا على أن المملكة لم تبخل في تقديم المساعدات الإنسانية كافة، التي يحتاجها الشعب اليمني، سواء من طريق مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية في الرياض أم من طريق منظمات الأمم المتحدة أو المراكز التي أسستها المملكة لتوصيل المساعدات الإنسانية لليمن وإعادة الإعمار في اليمن. وقال، في تصريح صحافي على هامش اختتام أعمال اجتماع الدورة 150 العادية لمجلس جامعة الدول العربية على المستوى الوزاري التي عقدت بالقاهرة أول من أمس، بحسب وكالة الأنباء السعودية: «إن الاجتماع أكد على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للعالم العربي، وأهمية الوصول إلى حل سلمي مبني على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة، ووصولاً إلى دولة فلسطينية على حدود 1967 عاصمتها القدس الشرقية»، مضيفاً أن الاجتماع شدد كذلك على أهمية دعم منظمة «الأونروا» في توفير التعليم والغذاء وغيره من المساعدات الإنسانية للطلاب الفلسطينيين في المخيمات، والطلاب الفلسطينيين اللاجئين. وتابع قائلاً إن المجلس الوزاري أكد رفضه واستنكاره الشديد للتدخلات الإيرانية السلبية في شؤون دول المنطقة، وأهمية التصدي لهذه التدخلات ولإشعالها الفتن الطائفية ودعمها للإرهاب سواء عن طريق حزب الله الإرهابي في لبنان أو مليشيات الحوثي الإيرانية الإرهابية في اليمن وغيرها من المنظمات الإرهابية في البحرين. وأشار وزير الخارجية إلى أن المجلس الوزاري استنكر مد الإيرانيين للمليشيات الحوثية الإرهابية بالصواريخ الباليستية التي استخدمتها لإطلاقها على المدن والقرى في المملكة العربية السعودية، لافتًا إلى أن أحد هذه الصواريخ استهدف قبلة المسلمين، وهذا الأمر استنكره العالم العربي والإسلامي أجمع. وأوضح عادل الجبير أن المجلس الوزاري ناقش أيضًا الشأنين الليبي والسوري، بالإضافة إلى بحث الإصلاحات في الجامعة العربية، مبينًا أنه تم تكليف اللجنة المعنية بإنهاء أعمالها في بعض الموضوعات خلال فترة زمنية محددة. وقال: «أعتقد بشكل عام أن الاجتماع كان إيجابيًا، وتم تسليم رئاسة المجلس الوزاري من المملكة العربية السعودية إلى السودان، ونحن نتطلع للعمل مع رئاسة المجلس الجديدة فيما يهم أمور الدول العربية والشعب العربي». وحول الاجتماعات العربية المقبلة في نيويورك، قال: «إن هناك دائمًا اجتماعات للتنسيق والتشاور بين وزراء الخارجية العرب قبل بداية الجمعية العامة للأمم المتحدة، بهدف تنسيق المواقف العربية». وحول اجتماع اللجنة الخاصة بالتدخلات الإيرانية، أفاد وزير الخارجية في رده على أسئلة الصحافيين بأن اللجنة المعنية بتدخلات إيران السلبية في شؤون المنطقة تجتمع على هامش كل اجتماع وزراي بالجامعة العربية منذ تأسيس هذه اللجنة، ويتم مراجعة ما ترتكبه إيران من انتهاكات في العالم العربي، كما يتم مراجعة ما يقوم به أعضاء اللجنة في التواصل مع الدول لإبراز أدلة وجمع أدلة أخرى، والتواصل مع المنظمات الدولية ووسائل الإعلام لإبراز الانتهاكات الإيرانية التي يجب التصدي لها في العالم العربي. ورداً على سؤال بشأن إمكانية وجود رد عربي قوي ومؤثر على الحوثيين لكي تنتهي البلطجة الحوثية الإيرانية على العواصم العربية ومنها الرياض التي أطلق عليها صواريخ كثيرة، قال وزير الخارجية: «بدون شك أن ما أسميته بالبلطجة الحوثية الإيرانية وراء استمرار الصراع في اليمن، فالحوثيين لم ولن يستجيبوا لأي جهود للوصول إلى حل سلمي مبني على المرجعيات الثلاث وهي المبادرة الخليجية، ومخرجات الحوار الوطني اليمني، وقرار مجلس الأمن 2216»، مؤكدا أن الحوثيين لن ولم يستجيبوا للمبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن مارتن غريفيث، وخير دليل على ذلك عدم حضورهم اجتماع جنيف الأخير. واختتم وزير الخارجية تصريحه بقوله: «نحن نسعى لما فيه الخير لليمن كبلد وشعب، فضلاً عن الاستمرار في دعم الشعب اليمني بكافة الوسائل الممكنة، وكذلك الاستمرار في التصدي للعدوان الحوثي المدعوم من إيران وإعادة الشرعية في اليمن». ... ويشدد على ضرورة توحيد الموقف العربي أوضح وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير، امس في اجتماع الجلسة الافتتاحية لأعمال الدورة العادية 150 لمجلس جامعة الدول العربية، التي بدأت أعمالها بالقاهرة على المستوى الوزاري، أن المملكة العربية السعودية خلال فترة رئاستها للدورة (149) لمجلس الجامعة العربية كانت حريصة كل الحرص على توحيد الموقف العربي والارتقاء بأداء الجامعة العربية وتطوير منظومة العمل العربي المشترك بما يتواكب مع مستجدات المشهد السياسي والاجتماعي والاقتصادي لمنطقتنا العربية؛ مؤكداً مواصلة المملكة جهودها الرامية إلى تحقيق الإصلاحات المنشودة التي نتطلع اليها جميعاً. وأكد: «أن القضية الفلسطينية هي رأس أولويات واهتمامات المملكة العربية السعودية التي تسعى لكي ينال الشعب الفلسطيني حقوقه المشروعة المبنية على مبادرة السلام العربية وقرارات الشرعية الدولية المتمثلة في إقامة دولته المستقلة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، مؤكدة رفضها القاطع لأي إجراءات من شأنها المساس بالوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس»، مشدداً على أن إطلاق خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، مسمى «قمة القدس» على الدورة العادية (29) لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، جاء ترجمة لما في صدورنا تجاه الشعب الفلسطيني الشقيق، وتأكيداً على مركزية القضية الفلسطينية بالنسبة للأمة العربية، كما تؤيد الجهود الرامية لدعم وكالة الأونروا والحفاظ على دورها الحيوي. وفي الشأن اليمني أفاد الجبير بأن المملكة لا تزال مستمرة في التزاماتها بوحدة اليمن وسيادته واستقراره وأمنه وسلامة أراضيه من خلال دعم الحكومة الشرعية، ومؤكدة على تعاونها مع جهود المبعوث الأممي إلى اليمن ما دامت تتوافق مع المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية ومخرجات الحوار الوطني اليمني وقرار مجلس الأمن الدولي (2216). ورأى «أن ميليشيا الحوثي الإرهابية التابعة لإيران لم ولن تستجيب لدعوات المجتمع الدولي للانخراط في العملية السياسية بشكل جاد، وآخر دليل على ذلك عدم حضورهم اجتماع جنيف الأخير». ونبه وزير الخارجية إلى أنه في الوقت الذي يدعم فيه التحالف الشرعية في اليمن ويؤمن وصول المساعدات لكل أبناء الشعب اليمني، فقد كانت ميليشيا الحوثي تستهدف وتحاصر المدن لتمنع وصول الغذاء والدواء، كما قامت هذه الميليشيا بإطلاق (190) صاروخاً على المدن السعودية بما فيها قبلة المسلمين في انتهاك صارخ لمشاعر المسلمين كافة. وشدد وزير الخارجية على أن المملكة العربية السعودية تؤكد استمرارها والتزامها باتخاذ جميع الخطوات لضمان تفادي وقوع الإصابات بين المدنيين والأعيان وفقاً لمبادئ القانون الإنساني الدولي، مؤكداً أن دول التحالف ستستمر في تعاونها مع الأمم المتحدة ووكالات الإغاثة الأخرى لضمان وصول المساعدات الإنسانية إلى السكان المدنيين في اليمن وذلك في سبيل تخفيف معاناة الشعب اليمني. وأفاد الوزير الجبير في كلمته بأن إجمالي الدعم الإنساني الذي قدمته المملكة خلال الأربع سنوات الماضية بلغ أكثر من 13 بليون دولار. .. ويوضح أن موقف المملكة بشأن سورية معلن للجميع بشأن الأزمة السورية، أشار وزير الخارجية إلى إن موقف المملكة العربية السعودية واضح ومعلن للجميع، حيث تسعى المملكة إلى استقرار سورية ووحدتها وسيادتها وسلامة أراضيها، وعملت على توحيد موقف المعارضة السورية ليتسنى لها الجلوس على طاولة المفاوضات أمام النظام للتوصل إلى الحل السياسي الذي يضمن أمن واستقرار سورية ووحدتها ومنع التدخل الأجنبي أو أي محاولات للتقسيم، والالتزام بإعلان جنيف (1)، وقرار مجلس الأمن الدولي (2254). وفي الشأن الليبي، أوضح أن المملكة تدعم وحدة واستقلال ليبيا وتدعم جهود المبعوث الأممي للوصول إلى حل سياسي يضمن أمن واستقرار ليبيا والقضاء على الإرهاب فيها، لافتاً إلى ما يعانيه عالمنا من ظاهرة الإرهاب الذي بذلت المملكة جهداً في مكافحته، ولم تتردد في تقديم أنواع الدعم كافة بالتعاون مع المجتمع الدولي للقضاء عليه كآفة خبيثة، مشدداً على أن الإرهاب الذي تمارسه إيران من خلال تدخلاتها السافرة في شؤوننا العربية ودعمها لميليشيات إرهابية يعد من أبشع مظاهر ذلك الإرهاب الذي يحتاج منا التكاتف والتعاون لمواجهته وردع أدواته.
مشاركة :