تقف ناقلتان تحملان مكثفات إيرانية، وهي نوع من الخام الخفيف جدا، قبالة الإمارات العربية المتحدة منذ نحو شهر مع انخفاض الطلب على النفط قبل العقوبات الأميركية. وأفادت عدة مصادر بالقطاع وبيانات ملاحية أن الناقلتين، اللتين تحملان معا نحو 2.4 مليون برميل من مكثفات بارس الجنوبي، تقفان قبالة السواحل الإماراتية منذ أغسطس، بعدما أوقفت كوريا الجنوبية وارداتها من إيران، بينما انخفض الطلب الصيني خلال الصيف. ويبرز تراكم إمدادات النفط الإيرانية الضغط الذي تواجهه إيران، في الوقت الذي تهدف فيه واشنطن إلى وقف صادرات إيران النفطية كلية، لإجبار طهران على إعادة التفاوض بخصوص اتفاق نووي. وجرى تحميل ناقلة النفط العملاقة فيليسيتي بالمكثفات في ميناء عسلوية الإيراني في أوائل أغسطس، وبعدها أبحرت إلى جبل علي في الإمارات العربية المتحدة وفقاً لما أظهرته بينات ملاحية وتجارية على تومسون رويترز ايكون. ووصلت الناقلة إلى المنطقة المخصصة لنقل الشحنات من سفينة لأخرى قبالة دبي في السابع من أغسطس، وترسو هناك منذ ذلك الحين. وعلى نفس المنوال، تم تحميل الناقلة سالينا أيضا بالنفط في عسلوية، وتتحرك في نفس المنطقة قبالة دبي منذ 17 أغسطس. وقال أحد المصادر إن الحكومة الإماراتية طلبت من شركة بترول الإمارات الوطنية (إينوك)، وهي مشتر آخر للمكثفات الإيرانية، أن تستبدل الإمدادات الإيرانية بواردات من دول أخرى. كما أظهرت البيانات أن عدد السفن المحملة بالنفط الإيراني، وترسو قبالة ميناء التحميل في جزيرة خرج وحقل سوروش النفطي، يرتفع أيضا مع تراجع عدد مشتري الخام الإيراني. وتقف ثلاث ناقلات عملاقة قادرة على حمل مليوني برميل منذ عشرة أيام أو أكثر، بينما تنتظر أربع أخرى منذ أقل من أسبوع. وتبدي واشنطن تصميمها على خفض صادرات النفط الإيراني «إلى الصفر»، متوعدة بممارسة «ضغط مالي غير مسبوق»، وهي تهدد الشركات أو البلدان التي ستواصل شراء النفط الإيراني، وأدت الضغوط إلى تراجع مبيعات النفط الإيرانية بنسبة %24 بين مايو وأغسطس الماضيين. وتوقعت «مجموعة أوراسيا» للدراسات في مذكرة هبوط مبيعات النفط الإيراني بمقدار حوالي 900 ألف برميل في اليوم، وصولا إلى 1.2 مليون برميل في اليوم بحلول نوفمبر، مقابل 2.7 مليون برميل في اليوم في مايو. وفي هذا الإطار، قالت مندوبة واشنطن الدائمة لدى الأمم المتحدة، السفيرة نيكي هيلي، في تصريح لقناة فوكس نيوز الأميركية، مساء الاربعاء، إن «واشنطن ستستهدف من خلال العقوبات، النفط الإيراني، وسيشعر الإيرانيون بتأثيرات ذلك بالمعنى الحقيقي». خطط إيران وخبرة ايران في الالتفاف على الحظر قد تسمح لها بالحد من وطأته. وتمكنت ايران بين عامي 2012 و2015، في وقت كانت تعاني من أشد العقوبات الدولية عليها، من تصريف قسم من خامها في الخارج، ولا سيما من خلال تمويه حاملات النفط التابعة لها، ويشير بعض المحللين إلى أن هذه الوسائل لم تتوقف فعليا في أي وقت. وقال سمير مدني، أحد مؤسسي موقع «تانكرز تراكرز.كوم» لمراقبة تجارة النفط في العالم، «نرى أحيانا كثيرة ناقلات نفط تدخل إيران أو تخرج منها سراً»، مضيفاً «نرصدها بواسطة أقمار صناعية، عدة سفن في الشهر». «القط والفأر» واعتبر العديد من المحللين أن هدف «الصفر»، الذي أعلنته الحكومة الأميركية لصادرات النفط الإيراني غير قابل للتحقيق. وأوضح محلل في مكتب «وود ماكينزي للاستشارات»، المتخصص في الطاقة، أن إيران باشرت منح تخفيضات إضافية بمقدار 10 إلى 15 مليون دولار في الشهر لبعض كبار المستوردين مثل الهند والصين. وسعيا لإرجاء العقوبات أو الالتفاف عليها قد يعمد المشترون إلى الدفع عيناً، أو بعملة أخرى غير الدولار، أو على دفعات، وصولا إلى تحويل الثمن على حساب قيد الحجز في سويسرا، أو انتظار رفع العقوبات. ولفت أستاذ السياسة الدولية في جامعة غاند ببلجيكا، ثيس فان دي غراف، إلى أنه من الممكن أيضا في حال تمكنت إيران من إيصال نفطها إلى مرفأ صديق، مزجه بنفط خام من مصدر آخر وإعادة بيعه، حيث لعبت «إيران لعبة القط والفأر في المرة الأخيرة، وستعاود الكرة على الأرجح هذه المرة». (أ.ف.ب، رويترز، الأناضول)
مشاركة :