الكويت ضمن 5 مدن.. تجعل حياتك أسهل

  • 9/13/2018
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

في كل عام تصدر وحدة المعلومات الاقتصادية التابعة لمؤسسة الإيكونوميست قائمة بـ «أفضل المدن ملاءمة للعيش» من بين 140 مدينة كبرى في العالم، وتصنف كل منها على حدة وفقا لنحو 30 عاملا من العوامل المتعلقة بظروف العيش والأمن والرعاية الصحية وجودة الطعام، فضلا عن التعليم والطرق ووسائل المواصلات. وكثيرا ما ينصب الاهتمام على المدن المتصدرة للقائمة سنويا (وهذا العام حلت فيينا محل ملبورن باعتبارها المدينة الأكثر ملاءمة للعيش لعام 2018)، غير أن تقريراً لـ BBC ركز على المدن الآخذة في الصعود المستمر على مدار السنوات العشر الماضية لمعرفة أوجه التحسن فيها واستطلاع رأي سكانها الذين باتوا يلمسون هذا التحسن باستمرار.1 – هونولولو – الولايات المتحدة شهدت عاصمة ولاية هاواي الأميركية قفزات ضخمة خلال السنوات العشر الماضية حتى باتت أفضل مدن الولايات المتحدة من حيث جودة العيش بفضل ما أحرزته في مجال التعليم والثقافة. ويعزي السكان التحسن إلى تنامي ارتباط مدينتهم بالاقتصاد العالمي والتركيز على أوجه العيش بالمناطق الحضرية بقدر لم تشهده هاواي قبلا. ويقول تود أبو، وقد ولد وعاش طيلة حياته في هاواي ويعمل نائبا لمشروعات تنمية المجتمع بمؤسسة هاورد هيوز العقارية: «الإدارة المحلية ومجتمع الأعمال والسكان أدركوا أخيرا ضرورة تطوير الجوانب الحضرية في جزر تفصلها مسافات شاسعة عن باقي العالم، مما يستلزم توفير كل الخدمات بشكل مستقل بجهد ساهم فيه كثيرون لأمد طويل وصولا إلى ما نحن عليه الآن». ومن تلك المبادرات إقامة مناطق حضرية يسلكها المشاة، كقرية «وارد»، التي تتوافر فيها المحال والمساكن، وكذلك ضخ استثمارات ضخمة لإنشاء شبكة قطارات «هارت» الأولى من نوعها في هونولولو، والمقرر بدء العمل بها في عام 2020 لتصل حين استكمالها وسط المدينة بضاحية كوالاكاي التي تبعد 20 ميلا غربا. كما يستمر توافد المغتربين من مختلف أنحاء العالم، وبالأخص من اليابان وبلدان آسيوية أخرى، ما يجعل المدينة بوتقة انصهار ترحب بمختلف الأعراق والثقافات.2 – بودابست – المجر أحرزت بودابست، عاصمة المجر وكبرى مدنها، طفرات في بنيتها التحتية ومجتمعاتها العمرانية خلال العقد الماضي، وهو ما لم يغب عن سكانها. وتقول فيكتوريا سكيبا، مؤسسة مجلة «ذا سبويلد كوين» في بودابست، إنها خلال ثماني سنوات بالمدينة شهدت تطورا ضخما «كانتشار طرق الدراجات والحافلات العامة وعربات الترام الجيدة على مدار الساعة، فضلا عن تجديد كثير من مناطقها ومنها الحي السابع الذي كان مهملا». وصاحبت مظاهر التجدد العمراني توافد شركات دولية اتخذت من بودابست مقرا لها في أوروبا، مستفيدة من التدني النسبي للأجور بالمدينة، ما زاد فرص العمل للمغتربين المتحدثين بلغات أخرى غير المجرية. ولم يخل النمو من عيوب، إذ تقول سكيبا إن انتشار المقاهي والحانات الرخيصة مؤخرا، خاصة بالحي السابع، زاد من الازدحام وتوافد السياح في كل مكان فضلا عن المغتربين مما رفع أسعار الإيجارات.3 – مدينة الكويت رغم كون الكويت العاصمة تتوسط المدن من حيث جودة العيش فإنها تخطو خطوات ملحوظة باتجاه الانفتاح الثقافي وتحسين طرقها السريعة. وتعد الكويت ميناء مهما للتجارة الدولية لتوسطها منطقة الخليج وانعكاس أهميتها الدولية على مظاهر الحياة اليومية فيها. ويقول عاقب عثمان مؤسس شركة «ميدويست إيمرسيف» للوسائط المتعددة الذي تربى في الكويت قبل انتقاله للعيش في الولايات المتحدة: «وأنا صغير كان هناك الكثير من التزمت تجاه الموسيقى العامة والمسرح والسينما، ولكن الأمور تتغير كثيرا الآن. لم أكن أسمع في صغري عن حفلات موسيقية عامة، وكان أول حفل أحضره في الهند. أما الآن فالكويت تنظم حفلات كثيرة، وهو شيء لا يصدق. كل هذا خلال السنوات الخمس الأخيرة». ويُرجع عثمان تلك التغيرات لثقافة العولمة والإنترنت، والتي أثارت أيضا اهتماما كبيرا بالمطبخ العالمي. ويقول: «يقصد الناس المطاعم على سبيل الترفيه كما يحرصون على ارتياد كل السلاسل العالمية. لم تكن شركة «تشيزكيك فاكتوري» مهتمة بفتح فرع لها في الكويت حتى عرضت شركة كويتية الاستثمار فيها لمجرد استقدام الشركة إلى الكويت». ورغم تأثير العولمة على الكويت، والحرية التي يوفرها القطاع المالي، وارتفاع متوسط الأعمار بالبلاد، يتعين على المغتربين أن يعوا التحديات التي تفرضها الحياة طويلا في الكويت، إذ ليس مسموحا بتملك الأرض إلا للكويتيين، ولا يمكن لأجنبي افتتاح مشروع دون شريك كويتي يملك نسبة 51 في المئة منه. لكن عثمان يقول إنه مع غياب ضريبة المبيعات وعدم وجود ضرائب على الدخل، يدر العمل بالكويت مالا وفيرا يمكن ادخاره للمستقبل.4 – أوكلاند – نيوزيلندا طالما تصدرت تلك المدينة بشمال نيوزيلندا قائمة أفضل مدن العالم، وخلال العقد الماضي توالى تقدمها أكثر باتجاه الريادة، خاصة تفوقها ثقافيا – وهو الأمر الملحوظ لدى السكان. ويقول كريستوفر هيل أحد سكانها، والذي يعمل استشاريا لشركة سياحة للأسر تحمل اسم «هاندز آب هوليديز» إن أوكلاند مدينة ثرية بثقافتها، وهي مستمرة في التحسن، مشيرا إلى اختلاط ثقافة جزر المحيط الهادي القريبة بالثقافتين الغربية والآسيوية – وحتى ثقافة أميركا الجنوبية لانضمام وافديها مؤخرا – مما أدى لانتشار شتى المطاعم والاحتفالات الثقافية ومنها الاحتفال بمقدم العام الصيني الجديد وعيد ديوالي الهندي. ومن أوجه التحسن في أوكلاند ما يتعلق بنظام الرعاية الصحية ومنظومة التعليم في السنوات الأخيرة، ويقول هيل إن المدارس والمستشفيات الخاصة مازالت أفضل في العموم من المنظومة العامة، ومع ذلك يظل التعليم الجامعي والمعاهد المهنية على أعلى مستوى. ينصح هيل المقدم على الانتقال للعيش في أوكلاند بالتفكير في مكان السكن، «فالأماكن المتاخمة للشواطئ تعاني من اختناقات مرورية أسوأ، ومن ثم على المرء أن يوازن بين سهولة الوصول إلى العمل والقرب من الشاطئ». ومن عيوب المدينة غلو المساكن، فقد صنفت أوكلاند مؤخرا رابع أغلى مدن العالم من حيث السكن.5 – تايبيه – تايوان تعد تلك المدينة بين الأنشط في شرق آسيا وتصنيفها في تحسن مستمر من حيث جودة الحياة مع تواصل الاستثمار الحكومي في البنية الأساسية والصحة. تخدم تايبيه شبكة قطارات أنفاق وقطارات أرضية تصل كل مناطق المدينة تقريبا بما في ذلك مطارها الدولي الذي يربط وجهات عالمية عدة. كما يشيد السكان بمستوى الرعاية الصحية والتعليم المتوافر أيضا لخدمة المغتربين. وتقول شانون واطسون المستشارة التجارية التي قدمت من أوتاوا بكندا: «نظام الرعاية الصحية مذهل – وهو الأمر الأبرز حين يكون المتحدث كنديا يتمتع في بلاده بنظام رعاية شامل». وتضيف أنها كمغتربة تتلقى بطاقة تتيح لها الرعاية الصحية أسوة بالمواطنين بمجرد استخراج أوراق الإقامة الرسمية سواء عن طريق العمل أو الدراسة أو الأسرة. وتضيف أن بطاقة الرعاية الصحية تشمل الطب الغربي والطب الصيني التقليدي، فضلا عن علاج الأسنان، وتغطي كلفة العلاج والدواء مقابل أجر زهيد. كما تستفيد الأسر من فرص تعليم شتى لأبنائها، وتقول جودي تسوي وقد قدمت من أميركا وأسست شركة «وايلد هارتيد ووردز» للاستشارات الإعلامية، إنها وجدت مدرسة لابنتها تعتمد نظام مونتيسوري للتعليم، فضلا عن توفير الوجبات للطلبة وتعليم لغة الماندارين. كما يحظى الأطفال برعاية المجتمع ككل، ما يجعل تايوان مكانا مثاليا للأسر الحديثة، إذ تقول تسوي: «تجد الناس في عربة قطار مكتظ بالركاب يتركون مقاعدهم ليجلس الأطفال». (بي.بي.سي)

مشاركة :