تنامي أجواء ارتياح بين المستثمرين تجاه الأسواق الناشئة

  • 9/14/2018
  • 00:00
  • 4
  • 0
  • 0
news-picture

بدأت الأسواق في نهاية الأسبوع الماضي بتنفس الصعداء. فقد أصبحت جميع المخاطر المحتملة التي شكّلت محور النقاشات الحامية التي دارت خلال الأسابيع القليلة الماضية مستبعدة بعض الشيء، وذلك بعد قيام المستثمرين بعمليات شراء مكثفة للسندات السياديّة الإيطالية وتنامي أجواء الارتياح تجاه الأسواق الناشئة، ولكن مع استعداد الرئيس الأمريكي لفرض رسوم جمركية بقيمة 260 مليار دولار أمريكي على الصين، فإن هذه الأجواء هي أشبه ما تكون بالهدوء الذي يسبق العاصفة. الأسواق الناشئة لا تزال جميع الأسواق الناشئة مهددة بالمخاطر؛ إذ لم يتم حتى الآن حل المشاكل المتعلقة بالأرجنتين وتركيا. ومن المحتمل أن يشكل هذا الأسبوع فترة مهمة بالنسبة إلى الأسواق الناشئة، حيث يمكن لـ«صندوق النقد الدولي» أن يدلي بدلوه فيما يتعلق بعمليات التمويل المفضلة في دول أمريكا اللاتينية، في حين ستتجه جميع الأنظار يوم الخميس المقبل إلى البنك المركزي التركي والذي يأمل المستثمرون منه إعلان استراتيجية شاملة لمعالجة الأزمة الراهنة. ولا تتوقف المشاكل عند انعدام اليقين، إذ تتمثل المشاكل الحقيقية التي تواجه الأسواق الناشئة في الدولار الأمريكي القوي والارتفاع الحقيقي للأسعار مما سيسهم في نشوء مزيد من التحديات. وبينما استفادت الأسواق الناشئة من السياسات النقدية المتساهلة التي استمرت لفترة تزيد عن عقد من الزمن حتى الآن، إلى جانب تنامي قدرة التحمل لدى المستثمرين وتصاعد رغبتهم بالخوض في الأصول ذات المخاطر العالية؛ إلا أن الأمور آخذة بالتبدل. ونتيجة ارتفاع معدلات الفائدة في الداخل، فإن هذه الأموال ستجد طريقها مرة ثانية إلى الولايات المتحدة. رغم أن هذا السلوك يعتبر طبيعيًا في نهاية كل دورة اقتصادية فإن عمليات البيع ستصبح أكثر وضوحًا عندما يلاحظ المستثمرون وجود ضعف بنيوي في الأسواق الناشئة، وهذا بالتحديد ما يحصل حاليًا. هدوء إيطالي مضطرب بعد قضائهم عطلة نهاية أسبوع مريحة على شواطئ بحيرة كومو وتناول غداء غني بالكربوهيدرات، أبدى الإيطاليون مجددًا المودة تجاه الاتحاد الأوروبي. وأعرب وزير الداخلية الإيطالي ماتيو سالفيني - الناشط في مجال الضرائب الثابتة والمناهض للهجرة - عن قلقه العميق تجاه الأسواق والذي يفوق قلقه حول مستقبل أطفاله. ونتيجة لذلك، فمن الممكن لنا أن نفترض حصول تغيّر في وجهة نظر سالفيني؛ إذ لربما كان يعتقد أنه ليس بحاجة إلى تكبد مزيد من الديون لتنفيذ السياسات باهظة الكلفة التي تعهّد بها ائتلاف حزب (ليجا نورد) حركة «النجوم الخمسة» أمام ناخبيه. ولكن من غير المرجح أن يتفق السياسيون الإيطاليون الآخرون معه في ذلك. ولا شك أنه من الجيد أن يدرك السياسيون الإيطاليون بأنهم يفضلون استقرار الأسواق بدلاً من اضطرابها، ولكن يبقى التوجه العام لهذا الائتلاف مناهضًا للاتحاد الأوروبي. ويبقى يقين ما سيحدث لاحقًا معلقًا إلى أن يتم الإعلان عن ميزانية عام 2019. ومن هنا، فإننا نوصي المستثمرين بتقليل اعتمادهم على إيطاليا انطلاقًا من قناعتنا بأن السندات السيادية الإيطالية ستبقى معرّضة للمخاطر المرتبطة بالأخبار السياسية. وستتبلور صورة أفضل حول الأسواق الإيطالية بحلول منتصف شهر أكتوبر بعد قيام الحكومة الإيطالية بتقديم موازنتها لعام 2019 إلى الاتحاد الأوروبي ومناقشتها مع شركائها الأوروبيين. المزيد من الضغوط على صعيد تداول الدخل الثابت، تعد الشركات الأمريكية ذات العوائد المرتفعة الطرف الوحيد الذي نجح في تحقيق أرباح منذ عام وحتى الآن. ولكن ما هو حجم القيمة التي يمكن للمستثمرين العثور عليها في هذا المجال؟ للإجابة عن هذا السؤال يتعين علينا إلقاء نظرة معمّقة على تطور منحنى العائدات، ويبين الجدول أدناه عائدات سندات الخزينة المستحقة بعد عامين، و10 أعوام، و30 عامًا؛ ومن الواضح أن عائدات سندات الخزينة المستحقة بعد عامين تشهد ارتفاعًا أسرع بالمقارنة بالقسم الأطول من المنحنى، ويتم تداولها حاليًا بنسبة 2.7% بوتيرة هي الأعلى خلال السنوات العشرة الماضية. ومع ارتفاع القسم القصير من المنحنى، سيتم تطبيق مزيد من الضغوط على الشركات ذات العوائد المرتفعة مما يزيد من صعوبة عمليات إعادة التمويل. وتبدو التقييمات في هذا الإطار مرتفعة للغاية، وبالرغم من أن الطلب على هذه السندات يرتكز على الظروف الإيجابية الراهنة، فإنه يمكنني الجزم بأن ذلك يتحول بسرعة إلى فقاعة اقتصادية ستؤدي إلى إعادة تسعير السندات نتيجة لتدهور ظروف التمويل. أحداث تستحق المتابعة الأرجنتين: هل سيوفر «صندوق النقد الدولي» ظروفًا مواتية لإنقاذ الخطوط الائتمانية؟ الحرب التجارية: هل سيقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفرض رسوم جمركية على البضائع الصينية، وإذا كان الأمر كذلك فمتى؟ تركيا: ستصدر تصريحات عن البنك المركزي غدًا، ولكن هل سيقوم برفع الفوائد؟ وهل سيكون ذلك كافيًا؟ بنك إنجلترا: من المتوقع أن يقوم بنك إنجلترا غدًا بالحفاظ على استقرار أسعار الفائدة. البنك المركزي الأوروبي: ستلعب التوقعات المستقبلية دورًا أساسيًا في القرارات التي سيتخذها البنك غدًا، حيث ستوفر رؤية استشرافية عن الحرب التجارية وتأثيراتها المحتملة على النمو. روسيا: سيتخذ البنك المركزي الروسي قراره بشأن أسعار الفائدة يوم الجمعة المقبل؛ وتشير التوقعات في السوق إلى عدم حصول أي تغييرات (المستوى الحالي لسعر الفائدة هو 7.25%)، ولكن سينظر المستثمرون فيما إذا كان البيان الصادر عن البنك سيتضمن مؤشرات على اتخاذ إجراءات أكثر صرامة. * المتخصصة في الدخل الثابت لدى ساكسو بنك

مشاركة :