أرسلت إنجلترا حملة عسكرية بحرية بقيادة الجنرال «فريزر»، واتفقت مع قادة المماليك الذين كانت مقاليد الحكم بأيديهم قبل الحملة الفرنسية، على التعاون وخلع محمد علي وتعيين «محمد بك الألفي» مكانه، ليحكم الإنجليز مصر من خلال المماليك، وبالفعل نزلت الحملة الإنجليزية على شواطئ الإسكندرية في مارس سنة ١٨٠٧ واحتلتها بدون مقاومة، لأن حاكمها التركي «أمين أغا» سلَّم المدينة للإنجليز.في هذه الفترة ثار المماليك بالصعيد ثورة كبيرة واستولوا على الأمر هناك، وذلك وفق اتفاق مسبق مع محمد بك الألفي، الذي هلك جزاءً وفاقًا، قبل وصول الحملة، فانطلق محمد علي متجهًا إلى الصعيد لقمع ثورة المماليك، فواصل الإنجليز تقدمهم، وظن الإنجليز أن الطريق سهل ومفتوح إلى القاهرة، فأرسلوا فرقة من عندهم إلى رشيد لاحتلالها، ففاجأهم أهل رشيد الأبطال من على أسطح البيوت رجالًا ونساءً وأطفالًا وأبادوا الفرقة تقريبًا، وعاد من نجا فارًا إلى الإسكندرية.نظم الإنجليز صفوفهم وهجموا هجمة واحدة على منطقة رشيد والحماد، إلا أن أهالى البحيرة والمتطوعين من القاهرة وأبطال رشيد بقيادة شيخ الجامع الكبير في رشيد هزموا الإنجليز هزيمة منكرة ألزمتهم العودة إلى الإسكندرية، في هذه الفترة استطاع علماء الأزهر أن يصلحوا بين محمد علي والمماليك، لأن العدو واحد والخطر على الجميع، وبالتالي ضاع أمل الإنجليز في مساعدة المماليك لهم من الداخل، واضطروا لطلب الصلح مع محمد علي.وفي يوم ١٤ سبتمبر ١٨٠٧م، أبرمت معاهدة صلح بين الجنرال شروبك ومحمد على باشا في ١٤ سبتمبر وسميت بـ«معاهدة دمنهور» تم بمقتضياتها جلاء الإنجليز عن مصر مقابل استرداد أسراهم وجرحاهم وتم رحيلهم في ١٩ سبتمبر. وأصبح هذا اليوم عيدًا لمحافظة البحيرة تكريمًا لشهدائها الأبطال ولبطولتها الرائعة.
مشاركة :