تونس – رغم تواصل نشاط الدوري الممتاز في تونس، إلا أن المباراة الـ11 التي ستجمع السبت بملعب رادس ضمن المسابقات الأفريقية بين الترجي والنجم الساحلي تصدرت الواجهة الرياضية في تونس، خاصة وأن مواجهات الكلاسيكو بين الفريقين غالبا ما عرفت تنافسا قويا وأحداثا مثيرة. وفضلا عن ذلك، فإن هذه المواجهة التي ستقام ذهابا وإيابا تستمد أهميتها من كونها ستمنح الفريق المتأهل فرصة لمواصلة المنافسة على لقب البطولة الأفريقية. أما “أوجاع” الخاسر فستتضاعف وقد تؤدي إلى مغادرة المسابقة والدخول في أزمة. واختبار السبت ورغم أنه لن يفصح عن اسم المتأهل في انتظار مواجهة الإياب المقررة يوم 21 أكتوبر، إلا أنه يلوح شديد التنافس، فكل فريق يريد تحقيق نتيجة إيجابية تفتح أمامه طريق العبور. فالترجي المستضيف سيخوض المباراة بغاية وحيدة وهي تحقيق الفوز وهو ما من شأنه أن يزيد حظوظه ويساعده على خوض لقاء العودة بمعنويات مرتفعة. وحتى في صورة عدم كسب نقاط المباراة، فإن الهزيمة ستكون ممنوعة على أبناء باب سويقة خاصة وأن التعادل يبقي على الآمال قبل لقاء سوسة. وبدوره فإن النجم الساحلي يتطلع إلى تكرار إنجازه سنة 2015 عندما فاز على منافسه في رادس بهدف وحيد ضمن مسابقة كأس الكونفيدرالية الأفريقية، بيد أن التعادل قد يكون مرضيا بما أن لقاء العودة سيدور على ملعبه. وسبق للفريقين أن تقابلا في عشر مناسبات سابقة ضمن مسابقتي الأندية في أفريقيا، من بينها أربع مباريات ضمن دوري الأبطال وفاز الترجي في مناسبتين مقابل تعادلين. وفي كأس الكونفيدرالية فقد كانت الأفضلية للنجم الذي فاز في خمس مباريات مقابل تعادل وحيد. شهاب الليلي: نمر بفترة زاهية والجميع يثق في قدرة فريقنا على العودة بنتيجة مرضية شهاب الليلي: نمر بفترة زاهية والجميع يثق في قدرة فريقنا على العودة بنتيجة مرضية ويرى المتابعون أن المباراة ستقام في وقت يمر به الفريقان بوضعيتين مختلفتين، فالترجي عانى في بداية الموسم من ضغوط كبيرة للغاية، فالمستوى لم يكن مستقرا والنتائج كانت متباينة، فيما حقق النجم نتائج مشجعة سواء في الدوري أو في المسابقة الأفريقية. وبدأت الضغوط المسلطة على الترجي وخاصة على جهازه الفني بعد الهزيمة ضمن دور المجموعات أمام الأهلي المصري في رادس، وهو ما أفقده مركز الصدارة قبل أن تتفاقم الوضعية بعد الخروج من البطولة العربية أمام الاتحاد الإسكندري المصري إثر تعادل مخيب في تونس قبل حوالي أسبوعين. وإزاء هذه الوضعية سادت أجواء متوترة وكاد المدرب خالد بن يحيى يفقد منصبه لكن إدارة النادي واصلت المراهنة عليه على أمل تجاوز هذه المرحلة الصعبة وإنجاح مسيرة الفريق في المسابقة القارية. وفي هذا السياق نفى المدرب بن يحيى وجود ضغوط إضافية قد تساهم في عرقلة الترجي خلال مباراة اليوم، قائلا في تصريحه لـ”العرب” “لقد طوينا نهائيا صفحة مباراتنا ضد الأهلي أو خروجنا من المسابقة العربية، هدفنا حاليا هو المراهنة على لقب دوري الأبطال، أثق في قدرات الفريق ولدينا كل المقومات التي تساعدنا على تخطي عقبة النجم الساحلي”. وفي الطرف المقابل، يبدو وضع النجم أفضل نسبيا، فالاستقرار على مستوى النتائج بعد تحقيق سلسلة إيجابية دفع الأحباء إلى الالتفاف حول فريقهم ما يؤكد إيمانه بقدرته على النجاح في هذه المسابقة. وفي هذا الخصوص أوضح شهاب الليلي مدرب النجم أن فريقه جاهز تماما لتحقيق المطلوب في لقاء السبت، مضيفا في حديثه لـ”العرب” “نمر بفترة زاهية، والجميع في الفريق يثق في قوة فريقنا وقدرته على العودة بنتيجة مرضية من ملعب رادس. قمنا بالاستعداد كما يجب لهذا الموعد ونحن متفائلون للغاية بالنظر إلى ثراء الرصيد البشري ومهارات اللاعبين في الفريق”. وتميزت تحضيرات الفريقين للمباراة بجدية مطلقة وتركيز كبير، فالترجي تدرب بانتظام طيلة المرحلة الأخيرة، إذ حاول المدرب بن يحيى إبعاد لاعبيه عن ضغوط الجماهير ودارت أغلب التدريبات خلف أبواب موصدة سعيا إلى توفير كل الظروف الملائمة. ومن جهته خاض النجم معظم تدريباته بعيدا عن أعين الجماهير، وباستثناء حصة الثلاثاء الماضي التي كانت مفتوحة أمام الجميع وعرفت احتفالات جماهيرية كبيرة، فإن الفريق خصص الفترة الأخيرة من تحضيراته لإجراء معسكر مغلق بعيدا عن مدينة سوسة. ويبدو التفاؤل السمة المشتركة بين الفريقين، فتصريحات اللاعبين خلال الفترة الأخيرة اتسمت بالثقة، والأمل يحدو الجميع لتحقيق المطلوب وحسم هذا “الصراع” من أجل مواصلة تمثيل الكرة التونسية في هذه البطولة. وقال أنيس البدري، لاعب الترجي التونسي، إن فريقه قرر العزم على تحقيق نتيجة باهرة وإسعاد جماهيره خاصة بعد الخروج من المسابقة العربية، وأضاف بالقول “يتعين علينا أن نقدم أفضل ما لدينا في هذه المواجهة وخاصة من الناحية الهجومية، في بعض المباريات الأخيرة لم نكن موفقين وأدار لنا الحظ ظهره، لذلك يتوجب أن نتحلى بالتركيز ونكون في أفضل حالاتنا المعنوية لتحقيق الفوز”. ومن جهته أشار رامي البدوي لاعب النجم الساحلي إلى أن فريقه يسير بخطى حثيثة لتحقيق أهدافه هذا الموسم، مشددا على أن التعاقدات الأخيرة التي عرفها الفريق ستزيد حتما من قوته وتجعله قادرا على فرض أسلوبه ضد الترجي وتحقيق نتيجة جيدة، مضيفا “نعرف جيدا قدرات المنافس، والترجي يعرف أيضا النجم. المباراة ستكون بمثابة الكتاب المفتوح، لكن أعتقد أن الفريق الأكثر تركيزا وقدرة على استغلال أخطاء منافسه سيكون الأقرب لقطع خطوة هامة نحو المربع الذهبي”.
مشاركة :