ريشة ماعت.. الثواب والعقاب في عقيدة المصري القديم

  • 9/14/2018
  • 00:00
  • 7
  • 0
  • 0
news-picture

أكدت مجلة ناشيونال جيوجرافيك مؤخرا، أن اكتشاف بعثة مشتركة بين جامعة ألاباما برمنجهام ووزارة الآثار المصرية لأكثر من 800 مقبرة مصرية في مدفن قديم في صحراء منطقة اللشت الأثرية، يمكن أن يقدم نظرة ثاقبة للحياة والموت في المملكة الوسطى منذ حوالي 4000 سنة في "إقليم الأرنب"، كما كان يسمى في مصر القديمة.ومما سبق يتضح لنا أن الموت يظل هو الذي يشكل عمق التجربة لدى الإنسان المصري القديم الذي اجتاز تلك الهوة المجهولة ليكشف عن تلك الأسرار التي تقبع هناك حيث عالم الموت المجهول وعالم الحساب الصعب. ومن هنا حظي الجسد بتكريم رائع في الحياة الآخرة، إذ شيد المقابر الآمنة والفخمة، وأيضا زينها بالصور والنقوش وكتب عليها سجلا من تاريخه، ورسم وقوفه بين يدي الإله حيث يتم وزن قلبه أمام ريشة "ماعت".كانت الإلهة "ماعت" تمثل لدى قدماء المصريين قيم الحق والعدل، وتمثل ريشتها الفصل العدل والمنصف لما اقترفه الإنسان في دنياه وتحدد مصيره ليعبر إلى حياة آمنة ومطمئنة، حيث يقاس بالنسبة لريشة الحق وزن قلب الميت لمعرفة ما فعله الميت في دنياه من حياة صالحة ومستقيمة تتفق مع الحق أم كان سيئا وغير جدير بالعبور الآمن.مما يذكر في كتاب الموتى عند قدماء المصريين بأنه عند حساب المتوفي في العالم الآخر كان قلب الميت يوضع على الميزان في كفة وريشة الإلهة ماعت في الكفة الاخري، فاذا رجحت كفة الريشة فإنه يدخل الفردوس، وأما إذا رجحت كفة القلب فإنه يذهب إلى الفناء والذي كانت المعتقدات المصرية القديمة تتخيله على هيئة وحش مفترس، رأسه رأس التمساح وجسمه جسم الأسد والجزء الخلفي له من جسم فرس النهر، وكانت هيئة المحكمة في العالم الآخري تتكون من 42 قاضي بعدد أقاليم مصر، ويرأسهم أوزيريس. وهكذا ظلت الحياة عند المصريين القدماء مرتبطة ارتباطا وثيقا بالطقوس الدينية في كامل تصوراتهم، وكانت النصوص التي ضمها كتاب الموتى هي الأوراد والتعويذات التي يتخذها الميت آمنا في رحلته الأبدية.وقد صور المصري القديم على جدران مقابره رحلة الميت لعبور الصعاب ووقوفه للحساب وكيف يتبرأ المصري من الخطايا التي قد تضر به يوم الوقوف بين يدي الإله فهو لم يحتقر كبيرا بينما كان رفيقا بالطفل ولم يلوث ماء النيل ولم يقتل ولم يسرق ولم يزن ولم يكذب. بينما يضرع للإله قائلا: "يا من تُوِّج ملكًا على الآلهة. أنت سيد السماء، سيد الأرض؛ خالق المقيمين في الأعالي وخالق القاطنين في الأعماق"

مشاركة :