قال نبيل أبو ردينة الناطق الرسمي باسم الرئاسة الفلسطينية اليوم الجمعة إن التصريحات التي أدلى بها جاريد كوشنر لصحيفة نيويورك تايمز تنم عن جهل بواقع الصراع، وهي محاولة للتضليل وتزييف التاريخ الخاص بالقدس ومقدساتها الإسلامية والمسيحية. وأضاف أبو ردينة في تصريح صحفي “أن السلام لن يمر إلا من خلال حل الدولتين والقدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين، وفق قرارات الشرعية الدولية وقرارات القمم العربية، وأن الاستمرار بإنكار الحقائق التاريخية والدينية للشعب الفلسطيني، ستضع المنطقة في مهب الريح”. وتابع: “إن الفهم الأمريكي للأمور، يعبر عن سياسة غير مسؤولة، ستؤدي إلى فراغ مدمر، وتشكل خطراً حقيقياً على النظام القانون الدولي”، مؤكدا أن الشعب الفلسطيني لن يرضخ للضغوط أو العقوبات وسياسة الابتزاز. وأضاف، أن التوجهات الأمريكية، دليل على انحياز أعمى لمفاهيم مزيفة، وهي بمثابة فشل كامل لمساعي أمريكية لا تستند إلى الحقائق التي يمكن أن تؤدي إلى تحقيق سلام حقيقي ودائم. وأكد أبو ردينة أنه بصمود الشعب الفلسطيني وتمسك قيادته بالثوابت الوطنية وبمصالح شعبها، سوف تسقط كل المؤامرات، لأن هذا زمن عابر ولن يطول على حد قوله. واعتبر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وكبير مساعديه، جاريد كوشنير، أن الفلسطينيين يستحقون قرار الإدارة الأميركية قطع المساعدات المالية عنهم، لقيامهم بتشويه هذه الإدارة. وقال كوشنير، في مقابلة مع صحيفة “نيويورك تايمز” نشرتها اليوم الجمعة، إن “القادة الفلسطينيين استحقوا خسارة المساعدة، بعدما شوهوا الإدارة الأميركية”. ورأى أنه “يجب استخدام المساعدات لتعزيز المصالح الوطنية ومساعدة المحتاجين، ولكن في الحالة الفلسطينية، فإن برنامج المساعدات سار لعقود، دون خطة تجعلهم يعتمدون على أنفسهم”. بالرغم من ذلك، اعتبر كوشنير أن هذه القرارات “لن تقلل فرص التوصل إلى اتفاق سلام بين إسرائيل والفلسطينيين”، إذ بحسب رأيه، “فقد نجح دونالد ترامب في تحسين فرص السلام”. وقال كوشنر: “كانت هناك الكثير من الحقائق الزائفة التي تمّ ابتكارها، والتي يعبدها الناس، وأعتقد أن هناك حاجة لتغييرها”، مضيفاً أن “كل ما نفعله هو التعامل مع الأشياء كما نراها، وعدم الخوف من فعل الشيء الصحيح…أعتقد أنه، نتيجة لذلك، لدينا فرصة أكبر لتحقيق سلام حقيقي”. واعتبر أن قرار الاعتراف بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال، ونقل السفارة الأميركية إليها، “عزّز من مصداقية الرئيس ترامب في تنفيذ وعده الانتخابي”. لكن كوشنر اعتبر أن “الخلاف بين الفلسطينيين وواشنطن قابلٌ للحل”، قائلاً: “في كل مفاوضات دخلت فيها، فإنه قبل أن يصل أحدهم إلى كلمة نعم، يكون جوابه لا”، في إشارة إلى تقديره بأن الفلسطينيين سيوافقون بعد رفضهم. وحول خطة السلام التي يعكف منذ أشهر على وضعها، والتي تعرف بـ”صفقة القرن”، قال كوشنير: “إذا كان الرئيس الفلسطيني محمود عباس قائداً جاداً، فإنه سيدرس خطة الإدارة الأميركية للسلام بعناية بعد إطلاقها”، من دون أن يحدد متى سيتم ذلك.
مشاركة :