أثارت مقابلة تلفزيونية لروسيين تتهمها لندن بتسميم جاسوس سابق في سالزبري، موجة من السخرية على مواقع التواصل الاجتماعي، وغضبا لدى الدوائر الرسمية البريطانية، في حين يقول خبير في "لغة الجسد" إن علامات كذب ظهرت على ملامح وحركات الروسيين خلال المقابلة. وكان المتهمان ألكسندر بتروف ورسلان بوشيروف نفيا أن يكونا من عناصر الاستخبارات العسكرية الروسية، وقالا في مقابلة لشبكة "روسيا اليوم" الإخبارية المدعومة من الكرملين إنهما زارا المدينة البريطانية كسائحين. خبير لغة الجسد محمد حسن يشير إلى أن لغة الجسد لا تكذب، مضيفا أن لغة جسد بوشيروف خلال المقابلة تشير إلى أن "لديه معلومات يريد إخفاءها". ويوضح في حديث لـ "موقع الحرة" أن قطع الروسي التواصل البصري مع محاورة "روسيا اليوم" من "علامات القلق والكذب". وخلال المقابلة عرضت صورة للمتهمين خلال وجودهما في سالزبري، ظهر فيها بوشيروف وهو يأخذ نفسا عميقا، يقول حسن إن ذلك "يكون عادة لتهدئة النفس ولكيلا تظهر علامات القلق أو الكذب". ويضيف خبير لغة الجسد إن بتروف كان خلال المقابلة يكثر من تحريك مقعده للتظاهر بأنه مسترخ "ولتشتيت انتباه المحاور". الحكومة البريطانية عبرت عن غضبها من تصريحات الروسيين، وقال المتحدث باسم رئيسة الحكومة تيريزا ماي إن المقابلة "استخفاف بعقول الناس". وأضاف المتحدث أن المقابلة احتوت على "أكاذيب وفبركات سافرة". وتقول السلطات البريطانية إن بتروف وبوشيروف يعملان لصالح الاستخبارات العسكرية الروسية. سخرية السخرية غلبت على ردود فعل كثير من البريطانيين بعد نشر المقابلة مع الروسيين. وتعليقا على تصريحات المتهمين بأنهما كانا يقضيان عطلة في سالزبري، قال وزير الخارجية البريطاني جيريمي هانت إن "آخر مرة قال فيها الجيش الروسي إنه يمضي عطلة كانت عندما اجتاحوا أوكرانيا عام 2014". "أوقفوا هذه العروض التلفزيونية الزائفة"، أضاف هانت. أما كاتدرائية سالزبري التي قال الرجلان إنهما أرادا زيارتها، فاستغلت المناسبة للقيام بترويج إعلاني، ونشرت صورة لبرجها الشهير على "تويتر" مرفقا بتعليق "الأعلى في بريطانيا". وفي صحيفة "ديلي تلغراف" صور رسام كاريكاتور ثلاثة رجال يرتدون ملابس جواسيس تقليدية على جسر في موسكو، مع تعليق يقول "ذهبتما إلى كاتدرائية سالزبري ولم تحضرا لنا معكم علاقة مفاتيح أو علامة لتحديد صفحات الكتب؟". ومازح أحد المغردين على "تويتر" بصورة لمقبض باب مع عبارة "تذكارات كاتدرائية سالزبري تعلن تشكيلة واسعة من القطع التذكارية". وحسب التحقيقات البريطانية فإن بتروف وبوشيروف متهمان بمسح غاز الأعصاب نوفيتشوك على مقبض باب منزل الجاسوس السابق سيرغي سكريبال في 4 آذار/مارس 2018. وأصيب سكريبال وابنته يوليا بعوارض خطيرة، كما نقل شرطي توجه إلى مكان الحادثة إلى المستشفى. وتقول الشرطة البريطانية إن الروسيين وصلا إلى لندن قادمين من موسكو وأجريا زيارتين نهاريتين قصيرتين إلى سالزبري يومي السبت والأحد قبل العودة إلى موسكو عن طريق مطار هيثرو. وكتب مدون على "تويتر": "يا لها من خطوة جريئة أن يعتمدا على قطارات الأحد للذهاب مرتين إلى سالزبري ثم التوجه إلى هيثرو"، في إشارة على ما يبدو إلى خدمة القطارات التي لا يمكن الاعتماد عليها في أيام الأحد. وطرح مقدم برامج المسابقات التلفزيونية ريتشارد أوسمان سؤالا ساخرا قال فيه: "أيمكنكم مساعدة صديقين لي. إنهما يعتزمان المجيء إلى المملكة المتحدة ولكن ليومين فقط ... ما هما المكانان اللذان يتعين عليهما زيارتهما؟". وقدم أربعة خيارات: لندن وإدنبره، أكسفورد وكامبريدج، مانشستر وليفربول، سالزبري وسالزبري.
مشاركة :