رصد الكاتب والصحفي الفرنسي الشهير "آلان جريش" حالة التخبط التي ضربت البيت الأبيض أثناء ثورات الربيع العربي وتوجه الإدارة الأمريكية آنذاك من ثورة يناير وحيرتها بين دعم نظام الرئيس الأسبق حسني مبارك والبحث عن حليف جديد، مشيرا إلى الانقسام داخل إدارة أوباما في الفترة بين 2011 و2012، حيث أيدت وزيرة الخارجية هيلاري كلينتون ومعظم أعضاء الحكومة مساعدة مبارك حتى النهاية بينما رأى أوباما عكس ذلك.ويقول جريش في مقاله المنشور على موقع مجلة "أورينت" بعنوان "مصر .. أوباما خادم الإخوان المسلمين؟"، إن الخارجية الأمريكية لم تكن تعرف حتى ربيع 2011 أحدا ممن سيشكلون الكتلة السياسية الأكثر نفوذا في مصر.وأضاف الكاتب الفرنسي أن واشنطن راهنت على أمرين الأول هو قيام الإخوان بالإصلاحات الضرورية لدعم الاستقرار في البلاد، والثاني أن يدعم محمد مرسي الاتفاقيات بين مصر وإسرائيل في إطار دعم النفوذ الأمريكي، مؤكدا أنه في نوفمبر 2012، حدث اختبار حقيقي لذلك الأمر بعدما شن الاحتلال الإسرائيلي هجوما على غزة وحركة حماس، مضيفا أن أوباما اتصل شخصيا بمرسي الذي وعده بجلوس حركة "حماس" على طاولة المفاوضات.وتابع "جريش" قائلا إن المكافأة على تلك الخطوة لم تتأخر كثيرا ففي الشهر نفسه قامت هيلاري كلينتون بزيارة القاهرة معلنة إيقاف إطلاق النار بين الطرفين، وشكرت كلينتون مرسي على دوره في المصالحة، وبعدها بأسابيع توجه عصام حداد مستشار مرسي للسياسات الخارجية وقتها إلى واشنطن ليفاجأ بترتيب مقابلة شخصية مع الرئيس الأمريكي أوباما، وأضاف الصحفي الفرنسي أن تلك المقابلة جعلت مرسي يعتقد بأنه حصل على دعم الإدارة الأمريكية يحميه من أي تدخل ضده.وأشار جريش إلى أن حكم مرسي افتقد الكفاءة وكان مليئا بالأخطاء فضلا عن ضيق نظرته الفئوية، مضيفا أن العديد من العاملين في البنتاجون لم يكونوا يخفون عدائهم للإسلاميين مثل الجنرال ماتيس، قائد القيادة المركزية والمسؤول عن كل عمليات الشرق الأوسط في آسيا الوسطى وجنوب شرق آسيا والذي أصبح لاحقا وزير دفاع الرئيس الحالي دونالد ترامب، وكان يعتقد ماتيس أن "الإخوان المسلمين والقاعدة ينتميان تقريبًا إلى التيار نفسه".وأشار إلى أن الانقسامات داخل الحكومة الأمريكية أصبحت واضحة تماما بالنسبة للدبلوماسيين والعسكريين في المنطقة، مضيفا أن أوباما وجزء من البيت الأبيض كانا يأملان في أن ينجح مرسي، بينما كان كثيرون في وزارة الدفاع، على رأسهم ماتيس وفلين يتفقون مع نظرائهم في مصر وعددا من الدول العربية على أن محمد مرسي يشكل خطرًا، مشيرا إلى ضعف إدارة أوباما الغير قادرة على فرض إرادتها وأن قضية الديمقراطية ليست في المقام الأول للسياسات الخارجية الأمريكية.
مشاركة :