منذ أن بدأت وزارة التربية والتعليم تعميم التمكين الرقمي في مدارس مملكة البحرين والعمل متواصل على تقديم هذه التجربة النوعية للطلبة عبر كل الوسائل التقنية اللازمة لإنجاحها، بدءًا باللوجستية اللازمة وصولاً إلى تأهيل المعلمين المتواصل وتطوير المناهج الدراسية باستمرار بما يتماشى مع هذه المرحلة التعليمية الفارقة، ولعل أبرز التغييرات التي حصلت في تشكيل البناء المدرسي، أو حتى في هيكل الوظائف التعليمية، هو إنشاء ما يعرف بـ«الصف الإلكتروني» داخل المدارس وما يرافقه من وظائف مساندة تحرص على جعل الطالب محورًا أساسيًا في التعليم، وتستجيب لحاجاته وقدراته العلمية المتطوّرة والمتغيّرة. وناهيك عن النتائج الملموسة في ارتفاع معدلات التحصيل داخل مدارس مملكة البحرين، فالأثر ممتد للمعلمين أنفسهم، إذ يعيش المعلمون نقلة موازية في طرق التدريس تتماشى وهذه المرحلة الفارقة وتشكل أساسها الذي تستند إليه.تعليم أكثر فاعلية تقول الأستاذة زبيدة عبدالسلام اختصاصية تكنولوجيا التعليم إن الخطوة الأولى بعد تدشين الصف الإلكتروني كانت تأهيل الطاقم التعليمي بالمدارس عبر العديد من الورش التعليمية حول استخدام منظومة البرامج التكنولوجية، وقد شهدنا انطلاق المعلمين والمعلمات الواسع في استخدام التطبيقات المتوافرة في الساحة التعليمية، ومنها تطبيقات الفيديو التفاعلي وتطبيقات الاختبارات الرقمية، وقد لمسنا التشجيع المستمر من قبل المعلمين على تطوير طرق التدريس باستخدام هذه الموارد التقنية المتاحة، لا سيما أنها تتغيّر باستمرار، فهذا شأن التكنولوجيا، ما يترتب عليه تطوير مستمر لأداء المعلم داخل الميدان ومتابعة جيدة لما يستجد من تقنيات تعليمية بهدف نقلها إلى الطالب. أما الأستاذة وردة سعيد معلمة اللغة العربية فتقول إن التعلم الإلكتروني ساعد معلمات اللغة العربية على جعل الدروس أكثر تشويقا ومتعة، خاصة في فرع القواعد النحوية، وقد تم توظيف برامج البعد الرابع والسبورة التفاعلية في الحصص، كما وظفت الاختبارات الرقمية داخل الصف، وفي هذا العام سأوظف القصص الرقمية بعد أن نلت التدريب اللازم في العام الدراسي السابق. وتشاطرها الأستاذة أبرار الحسيني معلمة اللغة العربية هذه التجربة فتقول إن توظيف التكنولوجيا في التعليم قد وفر الكثير من الوقت والجهد بالنسبة إلى المعلم والطالبات على حد سواء، وأذكر الكتاب الإلكتروني مثالا، فهو متاح على البوابة التعليمية ومتاح للاستخدام الفوري داخل الصف، ما يعني تقليل الوقت اللازم لعرض الدرس بالطريقة التقليدية التي تعني نقل الدرس يدويا مستغرقة وقت الحصة، وأذكر أيضا تطبيقات التحدي التفاعلي التي تضفي الكثير من التشويق والمنافسة الحميدة داخل الصف، كما تجذب انتباه الطالبات الكامل لمتابعة ما يحدث. ونظرا إلى طبيعة مادة اللغة العربية المتعلقة بالقراءة والنصوص والقصائد الشعرية، فقد أسهمت التطبيقات الرقمية في جعلها أكثر سهولة وأتاحت طرق عرض متعددة، منها المسموع والمرئي والتفاعلي، أما عن البرامج التي يمكن لمعلم اللغة العربية استخدامها، فهي (الكيو آر كود) و(الكاهوت) والاختبارات الرقمية، كما يتم استخدام البوابة الرقمية لقياس مدى رضا الطالبات عبر المناقشات، بالإضافة إلى أنها تتيح التواصل بين ولي الأمر والمعلم لمتابعة الطالب وتطوير تحصيله.استيعاب أكبر وفيما يتعلق بمادة الرياضيات، فتقول المعلمة فاطمة جمال إن الصف الإلكتروني وجميع ملحقاته سهّل عملية تقييم الطالبات ومدى استيعابهم للدروس من خلال تطبيقات الاختبارات ذات التصحيح الفوري، ما يعني أن المعلم يستطيع تحديد الطالب الذي يحتاج قدرا أكبر من المتابعة، وفي السابق تستغرق وقتا أطول يقضيه المعلم في تصحيح الاختبارات الورقية وتحليلها لمعرفة مدى استيعاب الطالب للدرس، وبالنسبة إلى التطبيقات الرقمية التي أوّظفها داخل الحصص، فهي (الأوفيس 365)، و(الكاهوت) الذي يساعد المعلم في معرفة نسبة تحقيق الأهداف التعليمية، بالإضافة إلى الفيديو التفاعلي الذي تتفاعل معه الطالبات بشكل لافت، فهو يقدم الصورة المتحركة بشكل ممتع يسهم في إيصال المعلومات الرياضية التي تحمل التعقيد بشكل سهل. وترى مرام السندي معلم أول لمادة اللغة الإنجليزية أن أثر التعليم الإلكتروني ملموس بشكل كبير، فهو مقترن بالطريقة الحياتية التي يعيشها الطالب خارج الفصل المدرسي وتوائم التطور المحيط في مجال استخدام التقنية بشكل عام، مشكلة رابطا مثريا لعملية التعليم، كما يسهّل عملية تقديم المنهج إلى الطالب بشكل لافت وجذاب، ما يعني زيادة معدلات الانتباه للطالب وهو ما ينعكس على جل العمليات اللاحقة في هذا الإطار، وبالنسبة إلى مادة اللغة الإنجليزية، فيتم توظيف تطبيقات متعددة، مثل (class Dojo) و(Quizalize) والكاهوت والعديد من التطبيقات الأخرى التي تجعل من التعلم يسير في اتجاهين يتشارك فيه المعلم والطالب، بالإضافة الى التغذية الراجعة التي تُقاس بشكل فوري.
مشاركة :