استحدثت وزارة التربية والتعليم هذا العام تخصص أجهزة القياس والتحكم الذي يتيح للطلاب فرصة أكبر للالتحاق بهذا القطاع الفني الحيوي، فبعد أن كان مقتصرا على مدارس التعليم الفني والمهني، سيتم التوسع في تطبيقه هذا العام على المدارس الثانوية العامة، هذا بعد أن حقق نجاحا في تطبيقه خلال الأعوام الماضية. وحول هذا المشروع، قال الدكتور محمد الصديقي مدير إدارة التعليم الفني والمهني إن هذا التخصص الجديد قد جاء بناءً على دراسات أعدت في هذا الصدد، ونتيجة توصية من مؤسسات سوق العمل ذات العلاقة التي أكدت الحاجة الماسة إلى توفير كوادر بحرينية قادرة على العمل في هذا المجال المهم، إذ تعد عملية التحكم في الأجهزة وتشغيلها بكفاءة عنصرًا محوريًا في عمليات الإنتاج المؤسسي. وعن أهداف هذا المقرر، قال الصديقي إنه يركز على شغل الطلاب في الوظائف الهندسية في مجال هندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات التي تتطلب من خريجي القسم إتقان مهارات متنوعة، كالتفكير العلمي الإبداعي، والقدرة على حل المشاكل الهندسية، والتواصل مع الآخرين باستخدام الأساليب العلمية الحديثة، إذ تعد هذه المهارات من المتطلبات الرئيسة للنجاح، سواء في مجال العمل الهندسي أو في مجال الدراسات العليا، مضيفًا أنه تخصص تعتمد عليه كل العمليات الصناعية والصناعات التحويلية؛ لتأمين ونجاح تشغيلها. ويؤكد الصديقي أن التعليم الفني والمهني يحظى باهتمام كبير من قبل المستويات المعنية بالوزارة كافة؛ لكونه الرافد الأساسي لسوق العمل بالعمالة الفنية الوطنية المدربة القادرة على تحمّل مسؤوليات العمل، مضيفًا أن تحقيق هذا الهدف يتطلب أن يكون الطلبة الملتحقون بمدارس التعليم الفني والمهني راغبين في هذا النوع من الدراسة، وقادرين على بذل الجهد المطلوب لإتقان الكفايات المهنية في تخصصاتهم الفنية التي شارك في إعدادها مختصون من مختلف الشركات والمؤسسات. الجدير بالذكر أن الوزارة حرصت على إطلاق حملة توعوية للطلاب في مراحل مبكرة تبدأ من مرحلة التعليم الأساسي، إذ يتعرف التلاميذ في المدارس الابتدائية من خلال مقررات التقانة على العديد من المهارات اليدوية، ثم يتبع ذلك صقل تلك المهارات في المرحلة الإعدادية من خلال مقررات الدراسات العملية، وتتوّج تلك الجهود بالزيارات الميدانية التي يقوم بها ممثلو مكاتب الإرشاد والتوجيه بمدارس التعليم الفني والمهني للمدارس الإعدادية الرافدة وفقًا لمواقعهم الجغرافية، إذ تستهدف تعريف الطلبة المتوقع تخرجهم من المرحلة الإعدادية بالمميزات العديدة التي يشتمل عليها التعليم الفني والمهني، والآفاق المستقبلية للخرّيجين.
مشاركة :