خبراء: تغييرات بالمشهد العراقي ضد نفوذ الملالي

  • 9/15/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

قال هشام النجار، الباحث فى شئون الحركات الإسلامية بالأهرام، إن الأزمة الأخيرة فى مدينة البصرة فى جنوب العراق، تعكس الصراعات الداخلية المحتدمة بين الأحزاب والتكتلات السياسية من جهة، وصراع النفوذ بين كل من الولايات المتحدة وإيران فى الساحة العراقية من جهة أخرى. وأضاف، أنه على خلفية تراجع نفوذ الأحزاب الدينية الموالية لإيران خاصة بالبصرة، يسعى تيار مقتدى الصدر المناوئ لها لتمثيل كل شيعة العراق، مستغلا تدهور الأوضاع الاقتصادية وسوء الإدارة السياسية وانعكاس سياسات إيران فى المنطقة سلبًا على شيعة العراق.وتابع «مقتدى الصدر يحاول بشكل حثيث استغلال الغضب الشعبى والمظاهرات والاحتجاجات التى سقط خلالها قتلى لطرح نفسه كقوة جماهيرية قادرة على تحقيق المطالب الشعبية واستخلاص حقوق المتظاهرين وتحقيق مطالبهم المعيشية والحياتية المشروعة.. ولا شك أن طبيعة الأحداث تخدم هذا التحرك، فهناك تحرك شعبى غاضب ضد سياسة إيران عبرت عنه رمزيًا عملية إحراق القنصلية الايرانية بالبصرة، وكذلك هناك غضب شعبى وشيعى عراقى من حضور ميليشيات شيعية موالية وتابعة لإيران فى العراق، حتى وإن تم إصباغ الصفة القانونية على حضورها، وتم التعبير رمزيًا عن ذلك بإحراق مقرات الميليشيات الشيعية الموالية لإيران وعلى رأسها الحشد الشعبي».واستطرد «هذا كله يؤشر لمستقبل مختلف للمشهد السياسى العراقي، لأن تطور الأحداث والمستجدات بهذا الشكل هو تعديل موازين القوى السياسية فى العراق فى غير صالح النفوذ الإيرانى هناك، وبما يحقق التوجه والاسترتيجية الأمريكية الهادفة لحصار نفوذ إيران فى المنطقة».وأضاف النجار، وفى المقابل، تشعر الأحزاب الموالية لإيران بقلق كبير على مستقبلها فى المشهد، فهناك تيار شيعى صاعد عن طريق التحكم فى الشارع العراقى من المنتظر أن يعزز حضوره ويناهض إرادة إيران وسياساتها وأهدافها فى العراق، وعلى ضوء نتائج الاحتجاجات وكيفية توظيفها واستثمارها سياسيًا، يتحدد بشكل كبير مصير التنافس والسباق بين حيدر العبادى وإيران، بالنظر إلى أن كل طرف يسعى ويحرص على توظيف الاحتجاجات لصالحه، فمن جهة، تحاول الأحزاب الموالية لإيران تحميل العبادى المسئولية للتخلص منه، ومن جهة العبادي، يرى أن الوقت فى صالحه وأن مزيدا من الاحتجاجات والمظاهرات التى تستهدف فى الأساس مصالح إيران فى العراق ستصب فى صالحه وستضعف محاولات إقصائه من المشهد لصالح شخصية محسوبة بشكل كامل على إيران».وأوضح النجار أن التفاعلات السياسية والتطورات فى المشهد العراقى فى مجملها فى صالح العراق عمومًا سنة وشيعة، ومن مصلحة السنة التضامن مع التيار الشيعى العراقى المناهض لإيران وعدم الوقوع فى فخ ينصبه تنظيم «داعش» الإرهابى عبر استقطاب بعض السنة والسير بهم فى تصعيد الصراع إلى اقتتال طائفى ضد مجمل الطيف الشيعى فى العراق، وهذا بلا شك يصب فى مصلحة إيران التى تسعى لخلط الأوراق أمام هذه التغيرات السياسية عبر خلق مناخ مذهبى حاد وساخن بين السنة والشيعة على الطريقة الداعشية وهذا بطبيعة الحال ستجنى من ورائه إيران وقف التحرك الشيعى العراقى ضدها وحرمان التيار الصدرى من مختلف أوراقه، التى يلعب بها.

مشاركة :