لم تستبعد تركيا قيام «وحدات الحماية الكردية« بمساعدة قوات النظام السوري في الهجوم على إدلب، فيما أكد وزير خارجيتها مولود جاويش أوغلو أمس أن بلاده تعمل على التوصل لوقف إطلاق النار في شمال غربي سورية الخاضع لسيطرة المعارضة ومستعدة للتعاون في محاربة الجماعات الإرهابية في المحافظة. وبينما ربط قيادي في «قوات سورية الديموقراطية» (قسد) مصير عفرين وجرابلس والباب بمصير إدلب، بدأ الموفد الدولي ستيفان دي ميستورا أمس اجتماعًا في جنيف مع مسؤولين من المجموعة المصغرة التي تضم الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا والمملكة العربية السعودية ومصر والأردن، لبحث العملية السياسية السورية واستئناف المفاوضات، وتشكيل لجنة دستورية لصياغة الدستور السوري . ويأتي الاجتماع ضمن سلسلة مشاورات قام بها المبعوث الدولي، قبل عقد مجلس الأمن نقاشًا مفتوحًا حول سوريو في 20 ايلول(سبتمبر) الجاري وقال جاويش أوغلو في مؤتمر صحافي مع نظيره الباكستاني أمس: طإن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان سيتحدث مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين المقبل عن الوضع في سورية». وأضاف: «حول مسألة مكافحة التنظيمات الإرهابية (في إدلب) نحن مستعدون للتعاون مع الجميع». وزاد: «لكن قتل مدنيين ونساء وأطفال من دون تمييز بذريعة مكافحة منظمة إرهابية، ليس أمراً إنسانياً». وتخشى تركيا التي تقدم دعماً لفصائل معارضة، من أن يؤدي هجوم واسع النطاق على إدلب، المحافظة الواقعة على حدودها، إلى تدفق المزيد من اللاجئين إلى أراضيها فيما تستقبل أكثر من ثلاثة ملايين سوري. إلى ذلك، كشف جاويش أوغلو، في رسالة إلى صحيفة نيويورك تايمز أن «وحدات الحماية الكردية« قد تساعد قوات النظام السوري في الهجوم على إدلب، وهي آخر منطقة كبيرة خاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة في سورية. وحذر من أن واشنطن ينبغي أن «تقيم من هم حلفاؤها الحقيقيون في المنطقة»، مضيفاً: «تشير تقارير جديدة إلى أن وحدات الحماية، وهي جماعة إرهابية تنشط من سورية تلقت أسلحة ومساعدات مدفوعة الثمن من قبل دافعي الضرائب الأميركيين، أقامت تحالفاً مع (الرئيس بشار) الأسد وترسل قوات في إطار اتفاق تم التوصل إليه في تموز (يوليو) لمساعدته على استعادة السيطرة على إدلب من مقاتلي المعارضة». وحذرت الولايات المتحدة وتركيا، اللتان تعارضان نظام الأسد، من أن أي هجوم على إدلب يقوم به بدعم من روسيا وإيران قد يزيد من زعزعة استقرار المنطقة وإلحاق الضرر بالمدنيين. وتعهد الأسد باستعادة السيطرة على كامل الأراضي السورية. لكن انقرة وواشنطن تختلفان في وجهات النظر في شأن «الوحدات الكردية». وقالت تركيا إنها تعمل مع روسيا وإيران لبسط الاستقرار في إدلب في دلالة على استمرار الجهود لتجنب هجوم النظام السوري. على صعيد آخر، اعتبر أبو عمر الإدلبي أن مصير جرابلس، الباب، إعزاز وعفرين مرهون بمصير إدلب، وقال: «إن تركيا ستتلقى خسارة كبيرة في حال استعاد النظام السيطرة على إدلب» وفق موقع «بونت بويت» الإخباري. الإدلبي هو القائد العام للواء الشمال الديموقراطي المنضوي تحت سقف «قوات سورية الديموقراطية» وهو تحالف كردي- عربي سرياني تدعمه واشنطن. وقال الإدلبي في تصريحات لوكالة أنباء مقربة من الأكراد بأنه «لا يزال من المبكر رسم صورة واضحة لما سيجري في إدلب، إذ إن هناك حشوداً عسكرية من الطرفين»، مؤكداً أن معلومات موثوقة وصلتهم تشير إلى أن هناك حشوداً تركية أيضاً. وأشار إلى أن كافة المجموعات المسلحة في إدلب مرتبطة في شكل مباشر بالدولة التركية، وأن المناوشات التي تظهر بينهم، «تأتي ضمن خطة تركية لترهيب الأهالي ومعاقبة من يخرج من بيت الطاعة». وتوقع الإدلبي، أن تسحب تركيا الأسلحة الثقيلة من المجموعات المسلحة في إدلب وتقوم بتصفيتها، في حال اتفاقها مع روسيا على ذلك، وتابع: «من الممكن أن تحول الفصائل إلى قوى أمن داخلي بعد نشر وحدات من جيشها في مدينة إدلب». واعتبر الإدلبي أن ما جرى من معارك قبل فترة بين النظام السوري والمجموعات المسلحة في إدلب وأرياف حماة واللاذقية، «كان عبارة عن تسليم المناطق للنظام بضغط من تركيا، تنفيذاً لمخرجات اجتماعات آستانة». وزاد: طفي الحقيقة هناك عتاد وقوة لا يستهان بها، لدى الفصائل المرتزقة في إدلب، فهم قادرون على دحر النظام في حال تقديم الأسلحة لهم». وتابع «في حال استعاد النظام السيطرة على إدلب، فهذا سيلقي بظلاله على جرابلس، الباب، إعزاز وعفرين، ولن يكون هناك وجود تركي في سورية بعدها، تركيا ستخسر كافة أوراقها». وأشار الإدلبي للوكالة الكردية، إلى أن «التناقضات التي ظهرت في اجتماع طهران لا تعني بأن الجهات الثلاث لم تتوصل إلى اتفاق ضمني». في غضون ذلك، أعلنت «الوحدات» امس عن ثلاث عمليات نفذتها أخيراً ضد فصائل المعارضة والجيش التركي في عفرين وفق موقع وأسفرت عن مقتل ستة وإصابة آخرين وفق»عنب بلدي» الإخباري.
مشاركة :