بدأت مؤسسة حمد الطبية بتطبيق برنامجا يشمل إجراءات قياسية للكشف المبكر عن تسمم الدم وتشخيصه ومعالجته في كافة مرافقها وذلك بالتعاون مع خبراء عالميين مختصين في هذا المجال. ونظمت مؤسسة حمد الطبية في إطار الاحتفال باليوم العالمي لتسمم الدم حملة توعوية حول المخاطر المترتبة على الإصابة بهذا المرض مع التركيز على أهمية الكشف المبكر عن المرض ومعالجته لدى المصابين من أفراد الجمهور وكوادر المؤسسة. ويعتبر تسمم الدم مرضا خطيرا ينجم عن الإصابة بالعدوى ببعض الأمراض ويثير رد فعل طبيعي في الجسم وتتسبب هذه الإصابة بتلف في بعض أنسجة وأعضاء الجسم، حيث يتبع الإصابة بالعدوى مباشرة ما يسمى بالصدمة التسممية (الإنتانية) وتتعطل على إثرها وظائف بعض أعضاء الجسم مثل الرئتين والكلى والكبد. وتشير إحصائيات منظمة الصحة العالمية الى وفاة ما يقرب من 30 مليون شخص سنويا في مختلف أنحاء العالم بسبب تسمم الدم. وقال الدكتور إبراهيم فوزي حسن رئيس قسم العناية المركزة الطبية ورئيس اللجنة التوجيهية لتسمم الدم في مؤسسة حمد الطبية ان بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة من غيرهم للإصابة بتسمم الدم ولكن ليس هناك اشخاصا بمنأى عن العدوى المسببة للإصابة سواء كان ذلك في المنزل أو في المستشفى. وأوضح أن بعض الأشخاص يكونون أكثر عرضة للإصابة خاصة الذين يعانون من ضعف في الجهاز المناعي مثل الأطفال وكبار السن والمرضى الذين يعانون من أمراض مزمنة والمرضى الذين يتعاطون الأدوية المثبطة للمناعة. وأشار الى أن خير وسيلة للوقاية من الإصابة بتسمم الدم هي اتباع قواعد النظافة الشخصية مثل غسل اليدين بصورة متكررة إضافة إلى اتباع أساليب الوقاية من العدوى والتحقق من نظافة المياه والأطعمة وأخذ اللقاحات اللازمة. وأكد أهمية تشخيص المرض والكشف المبكر عنه والبدء في معالجته بالمضادات الحيوية المناسبة فور ظهور أعراضه، مضيفا أن علاج حالات تسمم الدم الشديدة تستدعي البدء في المعالجة خلال الساعة الأولى من وقت تشخيص المرض وهي ما تسمى بالساعة الذهبية. من جانبه قال الدكتور أحمد لبيب استشاري أول العناية المركزة الطبية في مستشفى حمد العام ان مؤسسة حمد الطبية بدأت في الآونة الأخيرة العمل على تطبيق برنامج يشمل إجراءات قياسية للكشف المبكر عن تسمم الدم وتشخيصه ومعالجته في كافة مرافقها حيث تم البدء بتطبيق هذا البرنامج بصورة تجريبية في بعض مرافق المؤسسة. وأشار الى أن مؤسسة حمد الطبية أجرت العديد من الدراسات البحثية توطئة لإنشاء برنامج تشخيصي وعلاجي يتميز بالإستدامة والإرتكاز إلى البراهين العلمية ويتلائم مع النظام الطبي الخاص بها، كما أن برنامج تسمم الدم يعتبر جزءا أساسيا من البرنامج الشامل لسلامة المرضى الذي تبنته مؤسسة حمد في العام 2017 والذي يتضمن التعاريف الأساسية والتعليمات والبروتوكولات العلاجية إضافة إلى مهام ومسئوليات الكوادر الطبية فيما يتعلق بتسمم الدم. الجدير بالذكر أن برنامج الكشف المبكر عن تسمم الدم ومعالجته في مؤسسة حمد الطبية يلقى الدعم من قِبل الجمعية القطرية لسلامة المرضى والتي تهدف إلى إنشاء شبكة تعلمية على الصعيد الوطني. وقالت الدكتورة نوال التميمي مسؤولة البرنامج الوطني التعاوني لسلامة المرضى والمدير التنفيذي لمعهد حمد لجودة الرعاية الصحية التابع لمؤسسة حمد الطبية ان الجهود المبذولة من قبل الجهات المعنية بمعالجة تسمم الدم تؤكد على التفاهم والعمل التكاملي في مختلف مرافق القطاع الصحي باعتباره أحد أهم أركان التحسين الشامل للنظام الصحي في دولة قطر. وأضافت أنه في الوقت الذي عكفت فيه الجهات الطبية المعنية في مؤسسة حمد الطبية على وضع وتنفيذ مجموعة من المشاريع الرامية إلى تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة للمرضى، نصت التعليمات الصادرة عن وزارة الصحة العامة على أن تشخيص ومعالجة تسمم الدم يشكل خط الدفاع الأول في التعامل مع هذا المرض باعتباره واحدا من أهم التحديات التي تواجها الكوادر متعددة التخصصات الطبية في القطاع الصحي العام.;
مشاركة :