اعتبر خبراء أنه رغم العَديد من الإيجابيات للألعاب الإلكترونية إلا أن لها جوانب سلبية متشعبة تظهر آثارها على الفرد والمجتمع، حيث تنمي لدى الطفل العنف وحس الجريمة؛ لأن النسبة الكبرى من هذه الألعاب تعتمد على تسلية الطفل واستمتاعه بالعنف وتعلم المراهقين أساليب وطُرق ارتكاب الجريمة وحيلها، كما تنمي في عقولِهم العنف من خلال كثرة ممارسة مثل هذه الألعاب، فيكون الناتج طفلا عنيفا وعدوانيا، موضحين أن الألعاب الإلكترونية لا يجب الاستهانة بها في هذا المجال كونها تأخذ الطفل إلى عالم افتراضي بعيد عن الواقع، وتشكل لديه مواقف معينة نحو الحياة المحيطة به مثل علاقته بأسرته أو أصدقائه أو بيئته التي يعيش فيها، حيث تعمل على جعله يعيش ويحاكي واقعًا بعيد كل البعد عن الواقع الحقيقي. وأشاروا إلى أنه من ناحية التحصيل الدراسي، يتأثر الطفل بشكل كبير بالإدمان على الألعاب الالكترونية، حيث يضيع الوقت أمام جهاز الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو دون الانتباه للتحصيل الدراسي، ناهيك عن التعب الجسدي والسهر طويلا والذهاب للمدرسة وهو يعاني من الخمول ومن ثم لا يمكنه التركيز في يومه الدراسي. من جهتها، أوضحت الملازم أول فوز محمد علي من إدارة مكافحة الجرائم الالكترونية أن الألعاب الإلكترونية دخلت معظم المنازل وزاد عدد مستخدميها وأصبحت جزءاً من حياتهم اليومية، نتيجة التطور والتقدّم التقني، وما يتمُّ طرحه بشكل شبه يومي من أجهزة وألعاب، وباتت هذه الألعاب تجذب الأطفال بالألوان والرسومات والمغامرات والخيال، وأدى انتشار هذه الألعاب إلى بروز دورها بوضوح في حياة الأطفال، بل إنّها لم تعد حكراً على الأطفال فحسب، بل صارت من ضمن اهتمامات كثير من الشباب، وتعدى ذلك في بعض الأحيان إلى الكبار. وأشارت إلى أن هذه الألعاب هدفها تحقيق الأرباح المادية والسيطرة الفكرية على الطفل لحد إيقاع الأذى به وقد تصل إلى حد إنهاء حياته، وان السبب يعود لغفلة الأهل عن الطفل وبعد المسافات الفكرية والحوارية بينه وبين أهله، مضيفة أن من أهم الأسباب التي أدت إلى استغلال الأطفال عن طريق الألعاب الالكترونية، حيرة بعض الآباء والأمهات خلال الإجازات الطويلة ووقت فراغ الأبناء حول كيفية تمضية أطفالهم لهذه الإجازات، حيث تلجأ بعض الأسر إلى ملء فراغ أبنائها بتحفيزهم على التسلية بالألعاب الإلكترونية لفترات طويلة. وأضافت أنه رغم العَديد من الفوائد والإيجابيات للألعاب الإلكترونية إلا أن لها جوانب سلبية متشعبة تظهر آثارها على الفرد خاصة وعلى المُجتمع عامةً، فهي على الصعيد الشخصي تنمي لدى الطفل العنف وحس الجريمة؛ وذلك لأن النسبة الكبرى من هذه الألعاب تعتمد على تسلية الطفل واستمتاعه بالعنف وتعلم المراهقين أساليب وطُرق ارتكاب الجريمة وحيلها، كما تنمي في عقولِهم العنف من خلال كثرة ممارسة مثل هذه الألعاب، فيكون الناتج طفلا عنيفا وعدوانيا، يَعيش في عزلة عن الآخرين، والهدف الأسمى لديه إشباع رغباته في اللعب، وبالتالي تتكون الشخصية الأنانية وحب النفس، ما يؤثر على التحصيل الأكاديمي. وشددت على أن الوالدين هما المحفز الأساسي لإدمان أطفالهما على الوسائل التكنولوجية الحديثة وعليهم اتباع خطوات تساعدهم على السيطرة على الأبناء، داعية في هذا الإطار إلى تخصيص وقت معين في اليوم لاستخدام الألعاب الالكترونية لا يتجاوز الساعة والنصف، محاولة التحدث مع الطفل عن اللعبة التي يحبها، واكتشاف سبب تعلقه بها، ومن ثم مشاركة الطفل تلك اللعبة؛ لإحياء روح الصداقة بداخله من جديد، وبذلك تستطيع مراقبة تلك اللعبة والسيطرة عليه في أي وقت، قراءة غلاف كل لعبة قبل شرائها للطفل، وقراءة إرشادات السلامة المكتوبة عليها، حول نوع اللعبة، وكيفية استخدامها، وأيضًا العمر المناسب لها؛ كيلا تؤذي الطفل دون قصد، ويمكن تفعيل جهاز مراقبة على مواقع الألعاب الإلكترونية، التي تسمح بها المواقع الشهيرة؛ لتتمكن من معرفة نوعية الألعاب التي يفضلها طفلك، ومن ثم التدخل في الوقت المناسب إذا لزم الأمر. كما نوهت كذلك إلى تشجيع الطفل على شراء لعبة لتنمية الذكاء، أو لتعلُّم نشاطات جديدة، بدلًا من اللعب دائمًا بمثل تلك الألعاب، فيبدأ في التخيل والإبداع والاستفادة من اللعبة عدا عن كونها وسيلة ترفيهية فقط، فضلا عن البدء بمشاركة الطفل مع أصدقائه في الألعاب الجماعية، ومحاولة إبعاده عن الألعاب الفردية، ليتكون لديه حب المجتمع والأصدقاء، والبعد عن العزلة والاكتئاب. ومن بين هذه النصائح أيضا، تعويد الطفل منذ الصغر على ممارسة التمارين الرياضية التي تحافظ على رشاقة جسمه، كما تخرج الطاقة الكامنة بداخله في شيء مفيد، بعيدًا عن إخراجها في لعبة عدوانية، وقراءة قصص مسلية للطفل ليلا، لغرس حب القراءة بداخله، فيبدأ بالانجذاب لها، ولا يقتصر وقت الترفيه على الألعاب غير المفيدة فقط.الطفل يتوهم أمورًا غير موجودة في سياق متصل، أوضح عيسى شاهين أخصائي إعلام أن التكوين النفسي للطفل حساس جدا في مرحلة الطفولة، حيث لا يزال قابلا للتعلم وكسب الانطباعات حول الأشياء بشكل كبير أو ما يسمى في علم النفس المخزون النفسي تجاه الأشياء فمخزون الطفل النفسي تجاه ما يحيط به لا يزال ضئيلا ويفتقر إلى الخبرة، مؤكدا أن الألعاب الإلكترونية يجب أن لا يستهان بها في هذا المجال كونها تأخذ الطفل إلى عالم افتراضي بعيد عن الواقع، وتشكل لديه مواقف معينة نحو الحياة المحيطة به مثل علاقته بأسرته أو أصدقائه أو بيئته التي يعيش فيها، حيث تعمل على جعله يعيش ويحاكي واقعًا بعيدًا كل البعد عن الواقع الحقيقي. وتابع: «ما إن ينهي الطفل لعبته ويخرج إلى محيطه الحقيقي يصطدم بواقع آخر غير الذي كان يعيشه، ومن هنا تبدأ مشاكله مع الجميع في تعامله ورده على مختلف المواقف التي يمر بها، فخطورة هذه الألعاب من الناحية الاجتماعية أنها تعزل الطفل تماما عن محيطه ليقضي ساعات طوالا بعيدا عن أقرانه أو أسرته وبعد ذلك ما يبقى من وقته يكون للنوم والراحة، وبهذا يقضي أكثر وقته دون أن يختلط بأحد، ما يجعله عرضة لكثير من المشاكل النفسية والعدائية». وأضاف أن الإدمان على هذه الألعاب يجعل الطفل يتوهم أمورا غير موجودة في الواقع، وقد لوحظت عشرات الحالات من هذا القبيل، حيث ينظر إلى بعض الشخصيات الأسطورية على أنها قادرة على تحقيق كل شيء دون قيود فقد يقفز من فوق مكان مرتفع وهو يصرخ وينادي باسم تلك الشخصية، أو ستجده يحاول الطيران داخل فناء المنزل، معتقدا أنه بوسعه فعل ذلك. كل هذه الأمور هي سلوكيات غريبة يمكن أن نلاحظها على الأطفال المدمنين للألعاب الإلكترونية، وقد يصل الحد بهم إلى الانتحار كما حصل مؤخرًا في عدد من الدول، أما المخاطر الأمنية على صحة الأطفال بسبب هذه الألعاب، فهي ليست ببعيدة أيضا حيث يمكن للطفل أن يسرق بدافع المغامرة. ومن ناحية التحصيل الدراسي يتأثر بشكل كبير بالإدمان على الألعاب الالكترونية، حيث يضيع الوقت أمام جهاز الكمبيوتر أو ألعاب الفيديو دون الانتباه للتحصيل الدراسي، ناهيك عن التعب الجسدي والسهر طويلا، والذهاب للمدرسة وهو يعاني من الخمول ومن ثم لا يمكنه التركيز في يومه الدراسي. وأوضح أنه من خلال هذه الألعاب، تسقط كثير من قيم الحلال والحرام والعادات الحميدة أثناء مشاهدة وممارسة الألعاب الإلكترونية فلا ضابط أخلاقي ولا وازع ديني فيما يشاهده الطفل، وبالتالي تنمي هذه الألعاب في نفسه الانحراف والقابلية لارتكاب الحرام دون أدنى مسؤولية أو وازع داخلي يمنعه من ذلك.الإدمان عادة سيئة من جهتها، أكدت أمل الحدي أخصائي حاسب آلي بهيئة المعلومات والحكومة الالكترونية أنه لا يكاد يخلو بيت من الألعاب الإلكترونية. وأن أكثر فئة تستقطبها هي الأطفال، وكثيرا ما يصل الطفل إلى حالة الإدمان على هذه الألعاب الإلكترونية، فالإدمان على أي شيء يعتبر عادة سيئة ولها الكثير من المضار. وأضافت أن سن الطفولة هو السن الذي يبني فيه الإنسان قاعدة شخصيته مع نفسه والعالم من حوله، إدمان الألعاب إلكترونية يؤثر وبشده على شخصية الطفل فقضاء الكثير من الوقت أمام هذه الألعاب وحدها يؤدي إلى عزل الطفل اجتماعيا ويعلمه على الأنانية، مشيرة إلى أن الجانب الديني سيتضرر لدى الطفل؛ لأن اغلب الألعاب تحمل أفكارا وعادات ومقاطع لا تتوافق مع مجتمعنا المسلم وتساهم في تشكيل طفل مشوه ثقافياً ودينياً، كما أن اندماجهم في الألعاب يجعلهم يضيعون مسؤولياتهم الدينية من صلاة وصلة رحم وغيرها. وأكدت أنه لتقليل هذه المضار على الوالدين أن يحددا أوقاتا زمنية معينة لهذه الألعاب، وأن يطلعوا على ماهيتها ولماذا يحبها الأطفال فيفتحوا باب النقاش معهم لتوطيد علاقتهم بأطفالهم وليفهموا تفكيرهم مما يسهل عليهم توجيههم، كما عليهم أن يتأكدوا أن اللعبة تناسبهم، حيث يوجد تقييم إرشادي أعدته اللجنة العالمية لبرامج الترفيه الإلكتروني يوضح ما هي اللعبة والعمر المناسب لها.أدوات مراقبة أبوية من جهته، أشار أحمد الطليحي (مهندس حاسوب) إلى أن جميع منصات اللعب والأجهزة المحمولة، توفر أدوات مراقبة أبوية تساعد العائلات على تتبع الألعاب التي يلعبها الأبناء، ومدة تشغيلها. ولا يقتصر الأمر على تقديم الآباء درجة أكبر من الإدارة عبر الإنترنت ونشاط الألعاب، بل يوفر للعائلات فرصة الموافقة على كيفية ومتى سيستمتعون بالألعاب، بل يمكن التحكم حتى بالمبالغ التي يمكن تنفيذها على كل نظام تلقائيا. وتابع: «على سبيل المثال، قد يرغب ولي الأمر في تعيين مقدار معين من الوقت يمكن تشغيله كل يوم. وسيؤدي ذلك إلى إيقاف اللعبة تلقائيًا بمجرد انقضاء الوقت. جميع هذه الإعدادات تكون تحت إعداد العائلة، ويختلف إعداد أدوات الرقابة الأبوية قليلاً لكل نظام، ويتم تحديثه غالبًا بعد إصدار وحدة تحكم معينة، لذلك من المهم أن يتم تحديث الجهاز». وأوضح أن كافة المعلومات المتعلقة بكيفية إعداد المراقبة الأبوية لجميع المنصات والأنظمة موجودة عبر الموقع الرسمي للمنصة أو النظام، فبمجرد زيارة الموقع سيتم التعرف على ما يمكن التحكم به تحت المراقبة الأبوية وكيفية إعدادها.
مشاركة :