أحيت الحسينيات في الكويت مساء أول من أمس الليلة الخامسة من ليالي عاشوراء، مستذكرة الأحداث التي مر بها الامام الحسين عليه السلام، منذ لحظة خروجه من مدينة جدة، وصولا إلى حادثة مقتل سفيره إلى الكوفة مسلم بن عقيل.وأوضح عدد من خطباء المنابر الحسينية الأهداف التي من أجلها خرج الإمام، والتي تتمثل في مواجهة الظلم والطغيان، مع تحليل الظروف السياسية التي كانت تمر بها الخلافة في تلك الفترة، مؤكدين ان ثورة الامام ستظل باقية ومستمرة بسبب أهدافها النبيلة التي حققتها. ففي الحسينية العباسية تحدث خطيب المنبر الحسيني فاضل المالكي عن فلسفة خروج الإمام الحسين عليه السلام، مبينا ان كل الدلائل والمعطيات توضح ان الإمام الحسين كان يعلم بأن نهاية المطاف ستنتهي بمقتله كما أخبر جده رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم.وقال المالكي ان الإمام لم يخرج على الحاكم طمعا بالسلطة «إني لم أخرج بطرا ولا ظالما ولا مفسدا، انما خرجت لطلب الاصلاح في أمة جدي»، لافتا إلى أن الامام خرج لمواجهة الظلم والطغيان وإرساء قواعد العدل. وأضاف «ربما هناك من يقول ان الامام اراد ان يواجه الظلم والطغيان وبالتالي فإن اقدامه على الشهادة كاقدام الجندي في المعركة يدرك أنه قد يستشهد أو يسلم، وهذا الأمر يختلف عن باب القاء النفس بالتهلكة، التي تعني التفريط في النفس دون وجود مبرر شرعي يسمح بذلك ولا تترتب عليه فائدة أو مصلحة دينية».وبين ان المصلحة كانت تقتضي شهادة الحسين بالقطع واليقين، مقارنا بين موقف الإمام الحسن وأخيه الإمام الحسين، لافتا إلى ان «الإمام الحسين كان يدرك ان المشكلة التي حدت بأخيه الإمام الحسن كانت نتيجة لعدم وعي الأمة لطبيعة العدو، لذا لم تقتنع بالتحرك عكس الظروف التي مر بها الامام الحسين، حيث وجد ترحيبا من أهل الكوفة لمؤازرته، مثلما أخبره بذلك سفيره إلى الكوفة مسلم بن عقيل».وقال «نجاح أي مشروع تغييري أو اصلاحي في العالم يكون مرهونا بوعي الأمة لطبيعة الاحداث وخطورة العدو، والإمام الحسن كان يدرك جهل الأمة بطبيعة عدوها، وأن استمراره بالقتال سينتهي بمقتله هو وصفوة اتباعه من آل البيت الذين يحملون الفكر الاسلامي الأصيل المتمثل في المدرسة المحمدية، والامام الحسن تصالح لأنه أراد ان يحافظ على هذه الصفوة الصافية من هذه المدرسة واعطاء مهلة للأمة إلى ان تكتشف عدوها من صديقها».وفي حسينية الرسول الاعظم «الكربلائية» قال، خطيب المنبر الخطيب الحسيني الشيخ الدكتور محمد جمعة ان شهر محرم هو شهر الحزن لأهل البيت وشيعتهم لمقتل الامام الحسين وآل بيته واصحابه في عاشوراء، لافتا إلى أن استشهاد الإمام هز الأمة الاسلامية جمعاء لان فيه قتل سبط الرسول صلى الله عليه واله وسلم.وسرد جمعة تفاصيل حادثة استشهاد مسلم بن عقيل سفير الامام الحسين عليه السلام ورسوله الى الكوفة، مبينا ان استشهاد مسلم بن عقيل كان له وقع أليم على نفس الإمام الحسين.
مشاركة :