كويتي... في القطب الشمالي

  • 9/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

من الصحراء القاحلة إلى أقصى الشمال القطبي المتجمد، قادت الرغبة المتوهجة المتخصص بتوثيق الحياة البرية فهد العنزي لتوثيق حياة الدب القطبي في رحلة لم تخلُ من المخاطر، ليكون أول كويتي يقوم بهذه الرحلة الاستكشافية.العنزي شد الرحال إلى المحيط المتجمد بالقطب الشمالي، بعد انتظار لما يقارب العامين، وذلك لصعوبة توافر أماكن شاغرة في البواخر المتخصصة لكسح الجليد والوصول الى أماكن إقامة الدببة.وهناك، وقع الدب القطبي الذي يسمونه (ملك القطب الشمالي) في فخ العدسة الكويتية في منطقة سفالبارد، وهي عبارة عن أرخبيل مجموعة جزر تقع تحت سلطة السيادة النروجية نتيجة معاهدة سفالبارد بتوقيع 44 دولة من ضمنها دولتان عربيتان هما السعودية ومصر. وهذه المعاهدة تقر بالسيادة النروجية على الأرخبيل بشروط معينة، ومن أبرزها أن تكون منزوعة السلاح، وللدول الموقعة على المعاهدة حق استغلال الموارد الطبيعية بالتساوي.لونغربين، العاصمة، تعتبر أقصى مدينة مأهولة بالسكان في شمال الكرة الأرضية، وعدد دببتها أكثر من عدد السكان، حيث يبغ عدد سكانها 2200 نسمة، بينما عدد الدببة 3500.وقال فهد العنزي لـ «الراي»: «لا يمكن لأي إنسان في هذه المدينة أن يتنقل من دون حمل سلاح ناري لحمايته من الدببة، ولكن حسب إحصائيات الحكومة النروجية من 1971 لغاية 2015، تم تسجيل 5 وفيات من السكان بسبب هجوم الدببة».وأشار العنزي إلى أن الدب القطبي «السفالباردي»، يعتبر أضخم الحيوانات آكلة اللحوم في العالم، حيث يتراوح وزن الذكر بين 350 و600 كيلو غرام، فيما وزن الأنثى نصف الذكر. وهو سباح ماهر وعنده القدرة على قطع مسافة 100 كيلو متر من دون توقف بسرعة 10 كيلو مترات في الساعة، ولديه القدرة على الرؤية تحت الماء بفضل جفنيه اللذين يحميان عينيه من العواصف الثلجية والماء.وزاد العنزي أن «الدب القطبي مهدد بالانقراض، ومن العوامل المهددة التي تواجهه الاحتباس الحراري واختفاء الموائل الطبيعية والتلوث الناتج من الطفرة الصناعية والتسربات النفطية من الناقلات، وهو يعيش من 20 إلى 25 عاماً، والأنثى 29 عاماً تقريباً».وأضاف «تصنف هذه الدببة من الحيوانات بطيئة التناسل، إذ يصل الذكر للنضوج التناسلي في سن 6 سنوات، ولكن بسبب المنافسة الشديدة على الإناث، فإنه لا يستطيع التزاوج الا بعد عمر 8 سنوات، والأنثى تبلغ سن النضوج للتناسل في عمر 4 سنوات، وفترة حملها 8 أشهر وإرضاع صغيرها بين سنتين ونصف السنة إلى ثلاث سنوات، لذلك فإن معدل التناسل للدببة القطبية هو مرة كل أربع سنوات، وهذا معدل بطيء». وحول سر تكيف الدب القطبي مع البيئة الثلجية القاسية، قال العنزي إن «أبرز هذه الأسباب أنه يمتلك شعراً كثيفاً يغطي جسمه، مكوّن من أنابيب شعرية مجوّفة لونها شفاف وليس أبيض كما يعتقد البعض»، لافتاً إلى أن سبب رؤيته باللون الأبيض هو انعكاس الضوء مع لون البيئة على تلك الشعيرات المجوفة، «فهي ممتلئة بالهواء العازل». وتابع «لون جلده الأسود يمنحه الطاقه والدفء بسبب كفاءة اللون الأسود بامتصاص أشعة الشمس والطاقة، وتمتلك الدببة القطبيه تحت جلدها طبقة دهنية عازلة تصل سماكتها إلى 11 سنتيمتراً».وأشار العنزي إلى أن أسباب ثبات الدب القطبي أثناء سيره على الجليد تعود إلى وجود لحيمات صغيرة ناعمة الملمس بباطن القوائم الأربعة.

مشاركة :