أطلقت وكالة الفضاء الأمريكية «ناسا» أمس، قمرها الاصطناعي «آيس سات-2»، في مهمة علمية استثنائية، محملاً بأقوى جهاز ليزر، ليوضع في مدار الأرض على ارتفاع 500 ألف متر، لقياس وتيرة ذوبان الجليد في ظلّ الاحترار المناخي.وانطلق القمر البالغ وزنه نصف طن، في مهمة تستغرق ثلاث سنوات، مدفوعاً بصاروخ «دلتا 2» من قاعدة فاندنبرج، عند الساعة 6.02 بالتوقيت المحلي. ويضمّ «آيس سات-2» جهازي ليزر أقوى بكثير من الجهاز الذي كان في القمر «آيس سات-1»، ويوضع في مدار الأرض، يطلق عشرة آلاف ومضة في الثانية، جامعاً بذلك معلومات أكثر تفصيلاً من نقاط جليدية تبعد الواحدة عن الأخرى سبعين سنتيمتراً.وتقول الوكالة: «المهمة ستجمع المعلومات، لفهم التغيّرات السنوية في سماكة طبقة الجليد في جرينلاند والقارة المتجمدة الجنوبية، حتى وإن كانت لا تزيد على أربعة مليمترات». وتعوّل «ناسا» على القمر الجديد في التعمّق بفهم مساهمة ذوبان الجليد في ارتفاع منسوب المحيطات.ولم تملك «ناسا» جهازاً مماثلاً في مدار الأرض، منذ أكثر من عشر سنوات. ويوفر القمر الصناعي، بحسب كيلي برانب، أحد أعضاء المهمة، بيانات شديدة الدقة، إذ يكتسب أي برنامج لمراقبة جليد الأرض أهمية كبيرة في الوقت الذي تؤدي فيه انبعاثات غازات الدفيئة إلى مزيد من الاحترار المناخي.ويقول توم فاجنر المسؤول في الوكالة: «سنكون قادرين على مشاهدة الطريقة التي يتغيّر فيها الجليد خلال سنة». ويضيف: إن ضمّ هذه المعطيات إلى تلك التي جمعت على مدى سنوات يعطي دفعاً قوياً لفهم التغيّر المناخي.