أبوظبي تعيد صياغة العملية الدراسية بـ «ألف التعليمي»

  • 9/16/2018
  • 00:00
  • 1
  • 0
  • 0
news-picture

تحقيق: إيمان سرور صَمّم نموذج «ألف للتعليم» إطارًا تعليميًا شاملاً مدعومًا بالتكنولوجيا التحويلية، وقائماً على الذكاء الاصطناعي، ويعد النموذج الأول على مستوى العالم باعتباره يقدم حلاًّ يُعيد صياغة العملية التعليمية بالكامل، كما يعدّ هذا النموذج تتويجًا لتضافر جهود فريق عمل «ألف للتعليم» البالغ عددهم أكثر من 300 خبير متخصص في التكنولوجيا والتعليم على مستوى العالم، الذين عملوا وفق عملية تخطيط المحتوى التعليمي وتصميمه على نطاق واسع.ويستند الإطار التعليمي الذي تم تصميمه إلى أحدث الأبحاث في علوم التعليم، والتعلّم المواضيعي المتعدد التخصصات، ومحتوى الوسائط الفائقة، وعلوم البيانات المتقدمة، وأحدث تقنيات الخدمة الدقيقة إلى جانب التعلّم التجريبي القائم على الممارسة بهدف تقديم نظام شامل، تفاعلي يعزز مهارات التعلّم الذاتي لدى الطالب. ووقّعت وزارة التربية والتعليم مع شركة «ألف» اتفاقية تعاون يتم بموجبها تطبيق «نظام ألف» التعليمي في عشر مدارس حكومية في أبوظبي، تضم ما يزيد على 6 آلاف طالب وطالبة في الصفوف الدراسية 6 و7 و8 بدءاً من العام الدراسي الجديد، بعد أن خضع هذا النظام في العام الدراسي الماضي 2017-2018 للتجريب عبر تطبيقه بمدرسة «الأصايل» الحلقة الثانية، في أبوظبي، وأظهرت النتائج زيادةً ملحوظةً في معدلات مشاركة الطلبة في العملية التعليمية وتفاعلهم معها، فضلًا عن تحسّن ملحوظ في نتائج التعلّم، وهو ما دفع الوزارة إلى اعتماد هذا النظام وتعميمه وتطبيقه على مجموعة من المدارس الحكومية.«الخليج» تسلط الضوء حول أهمية تطبيق النموذج التعليمي الجديد في مدارس الدولة، ومدى نجاح تجربة تطبيقه في العام الدراسي الماضي في إحدى مدارس أبوظبي، بالإضافة إلى معرفة خطط توسعه خارج دولة الإمارات وعلى المستوى الإقليمي والعالمي.أكد المهندس حسين إبراهيم الحمادي وزير التربية والتعليم، أن التحول إلى اقتصاد المعرفة يتطلب تعليماً ديناميكياً يواكب أفضل النظم العالمية التي ترتكز على واقع جديد قائم على التكنولوجيا والتعلم الذكي والرقمي، بما يسهم في رفع مستويات ونواتج التعليم والتعلم وتعزيز عملية تفاعل الطلبة، وهو الأمر الذي يصب في اتجاه واحد وهو تحقيق تعليم إثرائي تنعكس ثماره على الطلبة مهارياً ومعرفياً، ومن هذا المنطلق ارتأت الوزارة المضي قدماً في هذه الرؤية من خلال تطبيق النظام التعليمي المبتكر المتميز «نظام ألف» بعد أن أظهرت تجربته على إحدى المدارس، نتائج جيدة وواضحة ومميزة، وهو ما دفعنا إلى توسيع نطاق المدارس المستهدفة ودخول عملية التنفيذ مرحلة متقدمة بشمولها 10 مدارس بأبوظبي.وقال الحمادي، إن الوزارة تسعى إلى توفير منصة تعليمية رائدة وفق نظام دقيق يوفر تكنولوجيا ومحتوى تعليمياً مميزين في الوقت نفسه، وتتماشى مع المنهج الدراسي وتعزز من دافعية الطالب للتعلم وتوفر مساحة للإبداع والفكر الناقد والتحليل بعمق والاستنتاج، اعتماداً على قاعدة بيانات رقمية فورية تتماشى مع أساليب التعليم وممارساته الحديثة.وأشار إلى أن الانتقال إلى اقتصاد المعرفة يأتي ضمن أولويات وأجندة الدولة ورؤيتها 2021 ومئويتها 2071، وهي ترتكز على استشراف المستقبل الذي أصبح صناعة وطنية يعتد به، لافتاً إلى دولة الإمارات تترجم رؤيتها المستقبلية على شكل نهج التطوير، ووضع تصورات ومشاريع ومبادرات وبرامج خلّاقة، ويشكل التعليم أولوية في فكر القيادة الرشيدة، مؤكداً مضي الوزارة بمختلف الطاقات والإمكانات المتاحة لجعل التعليم في مدارسنا الأفضل عالمياً، مشيراً إلى أن التوسع في عملية الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة واقع حتمي ومطلوب يسرّع من وتيرة الوصول إلى طموحاتنا وأهدافنا في تعليم تنافسي ابتكاري ريادي.وأكد جيفري الفونسو الرئيس التنفيذي لشركة «ألف للتعليم»، أن النموذج التعليمي «ألف» يوفر للطلبة مساراً تعليمياً مخصصاً مع عملية تعليم قابلة للتعديل ومحتوى مميز ومنهجية تعلم فردية بالكامل، ويعمل على تحويل العملية التعليمية من النموذج التقليدي إلى آخر يتمحور حول الطالب نفسه، ويصبح دور المعلم مساعداً وموجّهاً، باستخدام تكنولوجيا مصممة لمعالجة الفروقات في أساليب وسرعات التعلم بين الطلاب، لافتاً إلى أن ألف«يعيد صياغة مفهوم التعليم ما قبل الجامعي، ويعالج مكامن النقص في النماذج الحالية، ويعد الطلاب لمسؤوليات الحياة وتحديات العمل مستقبلاً.وقال إن التدريبات على نموذج «ألف» التعليمي ل10 مدارس في أبوظبي والعين والظفرة قد بدأت في الأسبوع الماضي ولمدة ثلاثة أيام، والتحق فيها 200 معلم ومعلمة، كما بلغ عدد المدربين 12 مدرباً بمعدل 4 مدربين في كل منطقة تعليمية، لمواد الرياضيات والعلوم واللغة العربية والإنجليزية، مشيراً إلى أن فريق التنفيذ التابع لشركة «ألف للتعليم» والذي من المقرر أن يوجد داخل المدارس التي تشملها الاتفاقية، يُكمل تجربة التعلّم من خلال تقديم خدمات الدعم لعملية تغيير البنية التحتية التي سوف تمرّ بها المدارس، بما يسمح بالعمل بالتوازي مع مديري المدارس لتمكين التحول الرقمي. وقال الفونسو، إن التطبيق التجريبي لمدة 12 شهراً، أظهر تحسناً لدى طالبات مدرسة الاصايل، حيث أظهرت الطالبات تحسناً بمعدل 27% في نتائج اختبار اللغة الإنجليزية، و78% في اختبار الرياضيات، خلال 7 أشهر فقط، ويمكن لتطبيق تقنيات الذكاء الاصطناعي، أن يحدث فرقاً جوهرياً في تحليلات عملية التعلم، وخاصة في ما يتعلق بتقييم وإعداد المناهج الدراسية وتطوير عملية التعلم، لتواكب الإمكانات الفردية للطلاب.وأكد مديرو إدارات المدارس التي ستبدأ هذا العام تطبيق النموذج، أهمية الاتفاقية المبرمة بين شركة ألف للتعليم ووزارة التربية والتعليم، مشيرين إلى أن ذلك يؤكد الاستمرار في مسيرة بناء عقول المتعلمين وتمكينهم من الأدوات والأساليب والمحتوى اللازم لتحفيز روح المشاركة والإبداع لديهم، ليس فقط على امتداد مسيرتهم التعليمية، بل أيضاً لإعدادهم للمُضي قُدُمًا باستراتيجية الدولة، وتمكينها من تبوّؤ مكانة الصدارة في العالم في كافة القطاعات الاقتصادية والعلمية والتكنولوجية.وقالوا ل «الخليج» إن النموذج يعتبر مزيجًا من أحدث برمجيات وأنظمة التكنولوجيا والمُقاربات التعليمية والتي تم استخدامها لدعم تطور تعلم الطلاب.وأكدت عائشة اليماحي أول مديرة مدرسة تطبق النموذج في مدرسة الأصايل، أن النموذج ناجح بكل المقاييس، حيث يستند إلى ثلاث ركائز رئيسية: بيئة تعلّم رقمية ممتعة وسهلة الاستخدام، تم تطويرها في أبوظبي من قبل خبراء روّاد في التكنولوجيا، ومحتوى الوسائط الفائقة عالي الجودة تم تطويره لإشراك وتحفيز التعلّم بمزيج من مقاطع الفيديو والأنشطة التفاعلية والألعاب المُرتبطة جميعها بمنهج وزارة التربية والتعليم، كما يوفر بيانات في الوقت الحقيقي ضمن كل درس لتمكين المعلمين من دعم التعلّم الفردي وتحديد نقاط القوة والضعف المتعلقة بأداء كل طالب على حدة بشكل فعّال.ورحب صالح الشحي مدير مدرسة الصقور الحلقة الثانية، باختيار مدرسته هذا العام لتطبيق النموذج، مشيراً إلى أنه يُعدّ نظاماً تعليمياً متكاملاً يهتم بأدق التفاصيل فيما يتعلق بالتكنولوجيا من جهة والمحتوى التعليمي من جهة أخرى، ويتكيّف مع المناهج الدراسية المختلفة، ويحتوي على منصة تعتمد على البيانات الفورية وتناسب جميع المناهج وأساليب التعليم المتطورة.من جانبها قالت هدى الشيخ مديرة مدرسة فاطمة بنت مبارك الحلقة الثانية: إن مدرستها تعتبر من المدارس التي ستطبق هذا العام النموذج الذي يوفر المادة المنقحة والجاهزة وفقاً لمناهج الوزارة التي تدعم المخرجات والأهداف نفسها، وتتوافق مع مهارات القرن 21، مشيرة إلى أنه قد تم توفير الأجهزة اللوحية لكل طالبة لاستخدامها خلال الدوام، لافتة إلى أن ما يميز هذا النظام، أنه باستطاعة الطالبة فتح البرنامج عبر هاتفها الذكي، أو حاسوبها في المنزل، لمتابعة الدروس وإعادة ما تلقته داخل الصف.وقالت سلوى محمد، معلمة اللغة العربية: إن «ألف للتعليم» جاء لتعزيز مهارات حب الاطّلاع، والشغف بالمعرفة، والتفكير النقدي بين الطلاب، لتحفيز العقول العلمية المُشرقة وإعدادهم للمستقبل، والذين سيسهمون في تحقيق النمو في دولة الإمارات والعالم، مشيرة إلى أن المعلمين وفقاً لهذا النموذج التعلمي المبتكر يضطلعون بدور الميسّرين لمهارات التعلم، والتفكير، وحل المشاكل. خطط للتوسع خارج الإمارات حول خطط توسع برنامج «ألف التعليمي»، قال جيفري الفونسو الرئيس التنفيذي لشركة «ألف للتعليم»: لدينا خطط للتوسع خارج الإمارات وتوسيع نطاق الشراكات الاستراتيجية في مناطق أخرى حول العالم، وفي هذا الإطار أبرمنا اتفاقية توزيع في الولايات المتحدة مع شركة نكسجين للتعليم لتطبيق نظام «ألف» الرائد على امتداد الولايات المتحدة الأمريكية، ومن المقرر أن يتم أول تطبيق للنظام في مدرستين تابعتين لمنطقة «هارلم» للأطفال في نيويورك اعتبارًا من شهر سبتمبر العام الحالي 2018، مشيراً إلى أن الشراكة تتماشي مع الهدف الذي حددته «ألف للتعليم» والرامي إلى إعادة صياغة العملية التعليمية باستخدام التكنولوجيا والبرمجيات المبتكرة لتصميم المحتوى التعليمي.وعن تقييم شركة «ألف» لمستوى الطلبة الذين طبقوا منهاج ألف التعليمي في العام الدراسي الماضي في مدرسة الأصايل، قال الفونسو إن «ألف للتعليم» تهدف إلى إعادة صياغة العملية التعليمية ليس في دولة الإمارات العربية فحسب، وإنما خارجها أيضًا وذلك تماشيًا مع الرؤيا المستقبلية للدولة 2021 والتي تتزامن مع الاحتفاء بالعيد الذهبي للدولة، حيث تضمنت الأجندة اعتبار التعليم إحدى الركائز السبع الرئيسية لدولة الإمارات العربية المتحدة، ما يعني أن التعليم في الدولة يمرّ بعملية تحوّل بهدف الوصول به إلى نظام تعليمي عالمي المستوى.

مشاركة :