ليلة القراءة في مركز «إثراء»

  • 9/16/2018
  • 00:00
  • 21
  • 0
  • 0
news-picture

كنتُ من ضمن حضور الحفل الختامي لمسابقة (أَقرأ) التي ينظمها لخمس سنوات متوالية مركز الملك عبدالعزيز الثقافي العالمي. وحضور مثل هذه المناسبة يعني، غير أن تكون جزءًا من بهاء المكان، أن تكون أكثر تفاؤلًا بما سيكون عليه الإنسان السعودي في المستقبل. أضف إلى ذلك ما ينداح في ذاكرتك من ماضي القراءة وكُتب التكوين الشخصي والذهني.هذا الجيل السعودي الجديد يتهيّأ له من أجل أن يقرأ ويقرأ ما لم يتهيّأ للأجيال السابقة التي كان رجالها ونساؤها يوفرون من مداخيلهم الشحيحة ليشتروا كتابًا جديدًا صدر في القاهرة أو بيروت. وكثير منهم بنى مكتبته الخاصة بالقطارة. وكثير منهم، أيضًا، تبادلوا بعض الكتب التي لا يجدون قروشًا لثمنها.كنتُ شخصيًا من القرّاء الفقراء الذين يقدّمون شراء كتاب على شراء كرة طائرة أو (مصاقيل) للعب في الحارة الضاربة جذورها في الأمية والفاقة. كان ذلك مثار تندّر بين أقراني الذين لا يسع خيالهم كيف أفضل الكتاب على الكُرة أو المصقال أو الحذاء الجديد؟!في تلك الليلة، ليلة ختام مسابقة (أَقرأ) في مركز إثراء، تمنّيت لو حضر أقران الحارة السابقون ليعرفوا معنى أن تكون قارئًا، ومعنى أن تُسخّرَ إمكانات هائلة احتفالًا واحتفاءً بالسيد القارئ والسيدة القارئة. وتمنيت لو أن أحدًا من أولادهم أو بناتهم كان يتلو نصًا من تلك النصوص الفلسفية التي تلاها المتسابقون والمتسابقات على مسرح المركز أمام مئات من دافعي التذاكر المحبين للكتاب وقرّائه.كانت ليلة أبدع فيها المتسابقون ورقص فيها الكُتّاب فرحًا بعلو كعبه وتثبيت قيمته من الحضور ومن المركز الذي يثبّت الآن قيم العديد من صنوف الثقافة والفن ويضعها في مسارها الوطني الصحيح.

مشاركة :