تعددت أنواع كاميرا المراقبة وأشكالها واتحدت في أهدافها، وكما هي مهمة في الشارع والمنشأة والمحال التجارية والمنازل، فمن المهم أيضاً الإفصاح عن مواقعها، ليتحقق الهدف من إيجادها، ولتساهم في الحد من الحوادث والأخطار وما يلحقها من تبعات. وقال «صالح العباد»-رب أسرة-: قمت بتركيب الكاميرا في منزلي بهدف مراقبة الخادمة وبعد عرض التسجيل الأول تفاجأت بأنها تتحدث مع زميلاتها في الجوال طوال فترة مغادرتي وزوجتي المنزل للعمل، بينما لاحظت طفلي يبكي جائعاً ولوقت طويل، حيث غادرت الخادمة غرفة الطفل حتى لا يزعجها بكاؤه، مضيفاً: طفلي ينام لدقائق ثم يعاود البكاء ولم تناوله وجبته إلاّ حين اقترب موعد عودتنا للمنزل، حينها أيقنت بأن لا جدوى من وجود الكاميرا إلاّ بالإفصاح عنها وتوضيح الهدف منها. وذكر عبدالله العمرو -صاحب محل- أنه من الضروري إبلاغ الآخرين بالمواقع المحددة لتواجد الكاميرا، مضيفاً: من جهتي وضعت التنبيه في مقدمة المحل وبخط واضح، لمزيد من الاطمئنان، مما يجعل مرتادي المحل يحذرون من الوقوع أو التفكير في سلوك سلبي وكذلك العمالة، فكم من المحال المسروقة في السابق لم يعثر على مرتكبيها، مبيناً أنه لم يغفل عن أهمية الكاميرا في منزله، لكنه أخبر العاملة بما ينوي قبل أن يشتريها، وفي ذلك راحة له ولأفراد أسرته، وكذلك الخادمة، بعكس ما يعتقده البعض من النتائج السلبية التي يتوقعونها جراء ذلك. ويعتقد سالم الدخيل أن وجود كاميرا مراقبة سواء علم بوجودها المعنيون أو لا، هي من باب عدم الثقة والتشكيك، مؤمناً بأهميتها خارج المنزل حيث لن يتجرأ اللصوص على اقتحامه، وكذلك الخادمة لن تتجرأ على استضافة أشخاص غرباء. من جهتها أيّدت عفاف الصانع -صاحبة دار أزياء- وضع الكاميرا في كافة المنشآت باستثناء الأماكن الخاصة، وقالت: لا يمكنني وغيري وضع كاميرات مراقبة في الصالونات لشدة الخصوصية، لكن أؤيد وبشدة إلزام المحال وغيرها بوجود الكاميرا كأحد الشروط المهمة التي يجب تنفيذها، مضيفةً: في منزلي قمت بتركيبها لكني لم أخبر العاملة بذلك، ولم أكتشف منها ما يسوؤني. وتحدثت سماح البدر -أخصائية اجتماعية- قائلةً: الكاميرا عين الرقيب التي تمكن أصحابها من الهيمنة وتخلق لديهم الاطمئنان، حيث تسهم في حفظ الممتلكات والأرواح، مستشهدةً بـ»الوقاية خير من العلاج»، ذاكرةً أنه من يحرص على توفيرها فهو يبحث عن الوقاية، والوقاية تكمن بعدم إخفائها، لذا ومن هذا المنطلق يجب على كل رب أسرة أن يقتني هذه الأداة، داخل المنزل وخارجه ويتوجب عليه إبلاغ من يستهدف مراقبته، وذلك يتطلب إيصال المعلومة بلطف، على أن يدرك العمالة أن الكاميرا ما هي إلاّ لحماية أصحاب المنزل والعاملين فيه، وذلك لطرد الشك أو الشعور بعدم الاحترام والثقة. وأضافت أن من الخدم ما هو أمين ومخلص ويسوؤه لو علم بوجود الكاميرا وإخفائها عنه بطريقة أو بأخرى أوبالمصادفة، وبذلك سيخسر أصحاب المنزل ودهم وستتوتر العلاقة فيما بينهم، مما ينعكس سلباً على العمالة وعلى إنتاجيتهم، ومن المحتمل أن يكيدوا لهم العداء، في حين لو تم إبلاغه فقد تكون هذه الأداة مصدر ارتياح للعمالة، فجميعهم يعلم بأنها أداة أمنية مهمة تخدم الجميع، كما أن وجودها يحد من الوقوع في الكثير من السلوكيات غير المقبولة، متعجبةً ممن يشدد على إخفاء الكاميرا!. يجب الإفصاح عن مواقع الكاميرا
مشاركة :