هل يضع تجميد عضوية الشاهد نهاية لسيطرة نداء تونس على مقاليد الحكم؟

  • 9/16/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

مصدر الصورةREUTERS/Zoubeir SouissiImage caption رئيس الوزراء يوسف الشاهد علقت صحف عربية على الأزمة التي تعصف بحزب نداء تونس الحاكم عقب قرار الحزب تجميد عضوية رئيس الوزراء يوسف الشاهد به. واعتبر كتاب تونسيون أن الحزب أصبح يعاني من حالة "موت سريري" بسبب "لعنة الانشقاقات والاستقالات" التي يتعرض لها على مدار السنوات الأخيرة. وكانت الأزمة داخل الحزب قد تصاعدت بعد رفض رئيس الوزراء الإجابة على استجواب وجهته له الهيئة السياسية لنداء تونس حول علاقته بالحزب وبمؤسسه الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي، والغموض بشأن تحالفه مع حركة النهضة دون علم الحزب، حسب صحيفة العرب اللندنية. وتدعم الشاهد كتلة جديدة في البرلمان تحت اسم "الائتلاف الوطني" والتي انشق أغلب أعضاؤه عن نداء تونس."موت سريري" أطلقت صحيفة الشروق التونسية وصف "المنعرج الخطير" على الوضع الحالي بعد قرار حزب نداء تونس تجميد عضوية الشاهد به. وتساءلت الصباح التونسية في عنوانها الرئيسي: "هل قُطعت شعرة معاوية نهائيا بين الشاهد والنداء؟" وأشارت الصحيفة إلى وجود "استقالات وانتقادات واتهامات على خلفية تجميد العضوية" الخاصة بالشاهد. وتقول العرب اللندنية إن "خلافات الحزب الحاكم في تونس تشل عمل الحكومة". وأشارت الصحيفة إلى أن النزاع الدائر منذ أشهر بين رئيس الوزراء وقادة آخرين من الحزب الحاكم "أعاق جهود البلاد لمواجهة أزمة اقتصادية وإجتماعية عميقة". ويقول وسام حمدي في الصحيفة ذاتها إن التطورات الأخيرة "تؤكّد أن الحزب الحاكم نداء تونس بات على مشارف النهاية عقب لعنة الانشقاقات والاستقالات التي لازمته منذ عام 2014". وترى الخليج الإماراتية أن "غموضاً يكتنف مستقبل الحكومة في تونس مع احتدام الصراع بين النداء والشاهد" وأن "رئيس الحكومة يعزز مكانته في البرلمان على حساب حزب نجل السبسي". من جانبه، يقول خليل الحناشي في صحيفة الصباح التونسية: "في حين يرى الندائيون أن الأزمة باقية وتتمدد ولا حل لها إلا برحيل رئيس الوزراء يوسف الشاهد وحكومته، فإن القريبين من دوائر القرار الضيقة ليوسف الشاهد يرون أن الأمل ما زال قائما وأن فرص الإصلاح ممكنة، وأن ما قام به الشاهد رغم عمليات التعتيم الحاصلة حوله يمكن أن يتحول إلى منطلق للبناء عليه". ويقول زياد كريشان في المغرب التونسية: "خطاب الشاهد كان سياسيا وهجوميا ويتلخص في كلمة واحدة: لولا التشويش السياسي على عمل الحكومة (أي المطالبة بإسقاطها ) لكانت النتائج الاقتصادية والاجتماعية أفضل بكثير ولتمكنت البلاد من الولوج الفعلي لزمن الإصلاحات الجدية ... ولكن رغم كل ذلك فقد حققت هذه الحكومة نتائج إيجابية، حسب صاحب القصبة، والأهم أنه لن يرمي المنديل ولن يكترث بدعاة التشويش سواء كانوا من حزبه أو من خارجه".دور لاتحاد الشغل والنهضة وترى جريدة الصحافة اليوم التونسية الأزمة الحالية بأنها "حملة انتخابية مُبكّرة". وتقول الصحيفة إنه "علاوة على الوهن الذي يعيشه النداء اليوم وخسارته للكثير من قواعده، ها هو يواصل تقديم صورة سيئة لحزب يضطلع بأعباء الحكم فيهترئ ويفقد المرتبة الأولى التي أعطاها إياه صندوق الاقتراع ويبلغ مرحلة لم يعد قادرا فيها على التجرؤ على المتمردين فيه بما في ذلك رئيس الحكومة". ويقول محمد بوعود في نفس الصحيفة إن "الاتحاد العام التونسي للشغل يعود اليوم كلاعب محوري في المتغيرات الوطنية المتسارعة، ويعود خاصة كقوّة ردع، أو قوة ترجيح كفّة، أو بالأحرى كقوة رئيسية محورية، لا يمكن لأحد أن يحسم في أي صراع كان، ما لم يقرأ حسابا لهذه القوة، وما لم يعدّل أوتاره على ما يمكن أن تؤثّر به في الساحتين الاجتماعية والسياسية". ويشير الكاتب إلى أن "الوضع الاستثنائي للاتحاد العام التونسي للشغل، كقوّة وساطة وتحكيم وتعديل في المشهد السياسي منذ الثورة إلى الآن، لا يمكن تجاوزه، خاصة وهو الذي فرض نفسه بقوة الشعبيّة الجماهيرية". ويخلص الكاتب إلى أن "هذه القوة المعنوية، والمكانة السياسية والدور التاريخي، إضافة إلى الوزن الحالي في الساحة الشعبية والاجتماعية، تجعل من الاتحاد القوة الوحيدة القادرة حاليا على زحزحة بعض المواقف المتشنّجة، وعلى إحداث خرق في القنوات المغلقة، وبالتالي على ايجاد طريقة ما، لبدء حوار بين الأطراف التي وصلت إلى حدود من به صمم، وإجلاسهم ربما مرة أخرى إلى طاولة مفاوضات".

مشاركة :