إحياء الموروث الشعبيّ البحريّ

  • 9/17/2018
  • 00:00
  • 3
  • 0
  • 0
news-picture

لم يكن فوز مملكة البحرين العام الماضي برئاسة لجنة التراث العالمي خلال اجتماع الجمعيّة العامّة للدول المشاركة في اتفاقيّة التراث والمنعقد في اليونسكو محض صدفة أو ضرباً من المجاملة. كما لم يكن اختيار المنامة عاصمة الثقافة العربية العام 2012، والمحرق عاصمة الثقافة الإسلامية 2018 مجرّد تدوير آلي لهذه الفعاليات الدولية بالغة الأهمية... وإنّما كان هذا وذاك نتيجة رؤية ثاقبة للقيادة الرشيدة بوّأت الثقافة منزلة رفيعة لتواصل مملكة البحرين دورها الريادي والتاريخيّ في المجال الثقافي والعناية بالتراث. وتأتي مبادرة سمو الشيخ ناصر، ممثل جلالة الملك للأعمال الخيرية وشؤون الشباب رئيس المجلس الأعلى للشباب والرياضة رئيس اللجنة الأولمبية البحرينية، بإقامة موسم للموروث البحري الرياضي لتُعطي بعدا آخر من أبعاد الاهتمام بالمحافظة على التراث المادي واللامادي والنهوض بالرياضات التراثية البحرية. ويقام هذا الموسم الثقافي الرياضي في نسخته الأولى تحت رعاية سموه، وبتنظيم من لجنة رياضات الموروث الشعبي في الفترة 31 أغسطس ولغاية 27 أكتوبر المقبل، وقد انطلق الإعداد لهذه المسابقة قبل شهر رمضان المنقضي، وقد تمّ تقنينها عبر اللوائح والضوابط، وقد بذل فريق التنظيم جهوداً جبارة في التحضيرات لضمان الانطلاقة الناجحة التي شهدتها هذه المبادرة المبتكرة والرائدة فضلاً عن تكاتف فرق العمل والجهات والمؤسسات المتعاونة للإعداد بشكل مثالي لإقامة هذا الحدث.  ويتجلّى البُعدُ الابتكاريّ في ربط الثقافة بالرياضة، والهوية الوطنية بالبحر وهذا ما أكّده سمو الشيخ ناصر حين قال: «إن التراث هو مصدرنا الحقيقي لتحديد هويتنا، وهو من يسهم في حمايتها ويحافظ على المكونات المادية، ويدفعنا لاستنفار القوى للمحافظة عليه، ليؤمّن بدوره تكاتف وترابط أبناء المجتمع في هوية وطنية واحدة، ويدفعهم نحو بناء وتنمية الوطن. فمن خلال هذا الموسم، حرصنا على إحياء تراثنا وتقاليدنا العريقة في قالب رياضي، يعيد بنا الذاكرة لتلك اللحظات الجميلة التي عاشها الأجداد والآباء في المحافظة على كل ما هو متصل بأصالتنا وعراقتنا».  وممّا زاد في قوة هذه المبادرة تلك المشاركة المميزة للشباب البحريني، والتي تؤكّد مدى تجاوبهم مع مبادرة سمو الشيخ ناصر وحرصهم ووعيهم بأهميّة إحياء الموروث البحري، الذي يشكّل جزءا مهمّا وأصيلا من الإرث الحضاري المتوارث عن الأجداد والآباء في مملكة البحرين. فلقد كانت مسابقة «اليزوه» و«القفال» فرصة لتلاقي أبناء البحرين من شتى سواحل المدن والقرى لاستعادة تلك اللحظات الجميلة والمميزة في علاقة الإنسان بالبحر. ومما زاد في حماس هؤلاء المشاركين في المسابقات توجيه سموّ الشيخ ناصر على اعتماد جوائز موسم سموه للموروث البحريّ.  إنّ الجهود المتميزة التي يبذلها سمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة تترجم رؤى جلالة الملك المفدّى بتعزيز دور الرياضة والثقافة في تمتين أواصر النسيج الاجتماعي فضلا عن إحياء هذا الموروث الثقافي والنهوض بالرياضات التراثية البحرية.  ومن المتوقّع أن يتحوّل موسم ناصر بن حمد للموروث البحري إلى حدث وطنيّ سنويّ ينتظره عشّاق البحر خصوصا وأهل البحرين عموما؛ فلقد كان حلما وها هو يتحقق على أرض الواقع بفضل الرؤية الحصيفة والفكر السديد لسمو الشيخ ناصر بن حمد آل خليفة. ومن المنتظر أيضا أن يتحوّل إلى وجهة سياحية جاذبة يرتاده القاصي والداني للتعرّف إلى هذا الموروث، ونقله إلى خارج البحرين ممّا يؤكد استحقاقها عن جدارة لرئاسة لجنة التراث العالمي.

مشاركة :