أحيت المجالس الحسينية، مساء أول من أمس، الليلة السادسة من ليالي عاشوراء، واستذكر الخطباء التفاصيل التي سبقت حادثة الطف والتضحيات التي قدمها الامام الحسين وآل بيته وصحابته من أجل انجاح ثورته، كما استحضروا صحبة كل من رسول الله (ص) والإمام الحسين، معتبرين أنها كانت قائمة على المحبة الخالصة لله.ففي حسينية المشموم، تحدث خطيب المنبر الحسيني عزيز الواحدي عن السمات التي يجب توافرها لاختيار الاصدقاء، منوها إلى ان صحابة الامام الحسين نالوا شرف هذه الصحبة، مشيدا بمناقب وتضحيات صحابة الامام، الذين ضحوا بأنفسهم في سبيل مؤازرة الامام في ثورته على الظلم والطغيان.وقال الواحدي «ليس بالضرورة أن يتم اختيار الأصدقاء من العشيرة أو القبيلة، فصحابة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم كانوا من قبائل متفرقة، وفي المقابل كانت عشيرته أشد الناس له عداوة»، لافتا إلى أنه «يجب ان تكون الصحبة والصداقة قائمة على المحبة في الله لتتكون نخبة تكون قلوبهم نقية»، مشددا على «ضرورة التمسك بالصديق الجيد وعدم التفريط فيه».ودعا الواحدي أولياء الأمور إلى حث أبنائهم على اختيار أصدقاء مخلصين، باعتبار الأبناء ثمرة الحياة، معتبرا ان الاصدقاء الخيرين كالريح الخفيفة التي تحمل نسائم طيبة والعكس صحيح.وفي حسينية دار الزهراء عليها السلام، تحدث خطيب المنبر الحسيني سعد فوزان عن القواعد التي وضعها القرآن الكريم لقبول الأعمال، وقال «ان الإيمان بالله عز وجل هو أبرز هذه القواعد، فلا يقبل عمل دون ايمان»، منوها ان «الذين كفروا مهما قدموا من عمل لن يقبل منهم لأنهم لم يؤمنوا بالله». وأوضح فوزان ان الأعمال التي يقدمها عديمو الإيمان يعطيهم الله أجرهم في الدنيا، لافتا إلى ان «النية شرط رئيسي في قبول العمل، والرسول صلى الله عليه وآله وسلم، يقول (إنما الأعمال بالنيات ولكل امرئ ما نوى)».وأضاف فوزان «ان اخلاص النية شرط لقبول العمل، وإذا كانت النية غير خالصة لله عز وجل، لا يمكن أن يقبل العمل»، موضحا ان «منظم القواعد التي وضعها القرآن لقبول الأعمال الاستقامة في خط الله، بمعنى أنه لابد للإنسان ان يحافظ على عمله باستقامته وعدم ارتكابه الذنوب والمعاصي».وتابع: ان «مشاعر الإنسان وأحاسيسه تدخل في مسألة قبول العمل، فالله لا يقبل عمل إنسان يضمر في قلبه مشاعر الكراهية والبغضاء والحسد والغل للآخرين، لذا على الانسان حمل المحبة للآخرين حتى يقبل عمله».
مشاركة :