طالبت جامعة الدول العربية، المجتمع الدولي بالضغط الجاد والحقيقي والفوري لوقف هدم قرية "الخان الأحمر" بشكل نهائي، والمساهمة في وقف العلميات الاستيطانية الممنهجة لعزل القدس الشرقية عن محيطها، وتقسيم الضفة الغربية، والقضاء على أي فرصة جادة لإنقاذ حل الدولتين. جاء ذلك في بيان صادر عن قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة، الأحد بمناسبة الذكرى الـ36 لمذبحة صبرا وشاتيلا. وأكدت الجامعة، أن أي قوى غاشمة أو معتدية لن تستطيع أن تنال من مطالب الشعب الفلسطيني وحقوقه الثابتة، مهما اعتدت وحاصرت واغتالت وارتكبت من مذابح في فلسطين أو خارجها. ودعت الجامعة العربية، المجتمع الدولي ومنظمات المجتمع المدني إلى التدخل الفوري لرفع العدوان الغاشم الذي تشهده الأرض الفلسطينية المحتلة، ووضع حد للاعتداءات الصارخة التي يرتكبها المحتل الإسرائيلي. وأشارت إلى أن ذكرى تلك المذبحة، والتي استمرت ثلاثة أيام، قام خلالها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقيادة المجرمَين أرئيل شارون، ورفائيل إيتان بمحاصرة المُخَيّمين واقتحامهما ليرتكبوا جريمتهم البشعة التي استخدمت فيها جميع أنواع الأسلحة ضد لاجئين ومدنيين عُزّل، وضد أطفال في سن الثالثة، ونساء حوامل تم بقر بطونهن بدم بارد، وبلا رحمة أو إنسانية في حادثة هزت العالم بأسره، وذهب ضحيتها الآلاف من الرجال والنساء والأطفال والشيوخ، حيث قامت قوات الاحتلال الإسرائيلي بإغلاق جميع منافذ المُخَيّمين أمام الصحفيين والإعلام ووكالات الأنباء، ولم يستفق العالم إلاّ على واحدة من أبشع المذابح التي عرفتها الإنسانية على مدى تاريخها. وأكدت الجامعة أن مجزرة "صبرا وشاتيلا" كانت المذبحة الأكثر قسوة ودموية من بين المذابح التي تعرض لها أبناء الشعب الفلسطيني في الشتات، إذ كانت عملية منظمة ومتعمدة لكسر إرادة الشعب الفلسطيني والأمة قاطبة، تمثلت في عملية إبادة لمدنيين عُزَّل مُورست بكل غدر وخسة وتجرد من أدنى قيم الإنسانية. وأشارت الجامعة إلى أنه بالرغم من تعرض الشعب الفلسطيني على مدى تاريخ احتلال أرضه لأقسى أنواع القتل والاضطهاد والتهجير، فإنه وإلى اليوم وبعد ستة وثلاثين عاماً على هذه المذبحة، مازال يعاني، ومازالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي تمارس القتل والتهجير ضد أبناء هذا الشعب، وما يحدث هذه الأيام على حدود قطاع غزة المحاصر من قتل وإرهاب، وبقرية "الخان الأحمر" من تشريد أهلها وترحيلهم بالقوة في مسلسل يعيد للأذهان عمليات التطهير العرقي والفصل العنصري "الأبارتهايد" دون الاكتراث بالمواثيق والعهود والقوانين الدولية والمواقف العالمية التي تطالب إسرائيل - القوة القائمة بالاحتلال - بالتراجع والتوقف الفوري عن هذا القرار بصفته جريمة تخالف القانون الدولي، والقانون الدولي الإنساني، واتفاقيات جنيف، وقرارات الشرعية الدولية ذات الصلة.
مشاركة :