سان فرانسيسكو - قرر موقع فيسبوك استخدام آلية جديدة للتأكد من صحة الصور والفيديوهات المنشورة عليه من 17 دولة، وذلك في إطار الجهود الرامية إلى القضاء على الأخبار الكاذبة والمحتوى المزيف على الموقع. وقالت أنطونيا وودفورد مديرة الإنتاج في شركة فيسبوك، في رسالة عبر الإنترنت إن الموقع يطور نموذجا للذكاء الاصطناعي، لاكتشاف المحتوى المزيف على الموقع وتمييزه، مضيفة أن شركاء فيسبوك في جهود التحقق من صدق المحتوى، وعددهم 27 شريكا، في هذه الدول سيوسعون نطاق عملهم ليشمل الصور والفيديوهات إلى جانب المحتوى النصي. وقالت وودفورد في الرسالة “الكثيرون من شركائنا لديهم خبرة في تقييم الصور والفيديوهات ومدربون في مجال استخدام تقنيات التدقيق البصري، مثل البحث العكسي عن الصور وتحليل بياناتها الوصفية مثل أين تم التقاط الصورة أو الفيديو”. وأشار موقع “سي نت دوت كوم” المتخصص في موضوعات التكنولوجيا إلى أن شبكات التواصل الاجتماعي الكبرى مثل فيسبوك وتويتر تواجه مطالب متزايدة بالتصدي لطرق استغلالها في نشر أخبار كاذبة أو معلومات مضللة أو حتى التأثير على اتجاهات التصويت في الانتخابات. وقد ظهرت شيريل ساندربرغ مديرة التشغيل في فيسبوك إلى جانب جاك دورسي الرئيس التنفيذي لشركة تويتر أمام لجنة شؤون الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأميركي للرد على أسئلة أعضاء المجلس حول استغلال منصات التواصل الاجتماعي في نشر الأخبار الكاذبة والمعلومات المضللة. واعترفت ساندربرغ بأن المنشورات الممولة من روسيا قد وصلت إلى 126 مليون أميركي، مما أدى في الكثير من الأحيان إلى إثارة العداوة بين المجموعات السياسية أو نشر الأخبار المزيفة. وقالت إن عملية إزالة الحسابات الوهمية من فيسبوك، تمت من خلال طرق المراجعة اليدوية، إضافة إلى بعض أدوات المراجعة التلقائية، مثل رؤية الكمبيوتر والذكاء الاصطناعي، موضحة أن لديهم الآن أكثر من 20 ألف موظف قاموا بمراجعة التقارير بأكثر من 50 لغة على مدار 24 ساعة في اليوم، ما سمح لهم باكتشاف أصحاب الحسابات الوهمية الذين يستغلون النظام الأساسي لنشر الأخبار المزورة وتشويه الرأي العام. وكشفت ساندربرغ خلال جلسة الاستماع، أن فيسبوك يضم فريقا أمنيا لفهم كيفية قيام الجهات الفاعلة السيئة بمهاجمة الأفراد والشبكات وخلق دفاعات ضد مثل هذه الهجمات والاستجابة بسرعة للتخفيف من الضرر المحتمل، فضلا عن منع انتشار المحتوى الضار لمستخدميه وإرسال تنبيهات تلقائية مخصصة للأشخاص المتضررين من أنواع مختلفة من الهجمات السيبرانية. من جهته أفاد مارك زوكيربرغ الرئيس التنفيذي لشركة فيسبوك أن شركته تعلمت الكثير منذ تدخل روسيا في انتخابات الرئاسة الأميركية عام 2016 وأنها طورت “أنظمة معقدة تجمع بين التكنولوجيا والعنصر البشري لمنع التأثير على الانتخابات من خلال خدماتنا”. يذكر أن مسؤولا أمنيا سابقا في فيسبوك، اعتبر أن الوقت بات متأخرا لحماية انتخابات التجديد النصفي للكونغرس من محاولات التدخل الخارجية. وقال أليكس ستاموس، في مقال نشره مؤخرا، إن على الولايات المتحدة التعلم من أخطائها والاستعداد لحماية الانتخابات الرئاسية في 2020، ذلك أن الوقت حاليا لا يسمح لاتخاذ إجراءات لحماية انتخابات الكونغرس في نوفمبر المقبل.
مشاركة :