واشنطن- تدرس الوكالة الأميركية الفدرالية للأدوية احتمال حظر السجائر الإلكترونية المنكّهة مع مفعول فوري لهذا الحظر، في ظلّ “آفة” التدخين الإلكتروني المستشرية في أوساط الشباب الأميركي. وقد وجّهت الهيئة أكثر من 1100 رسالة إلكترونية تحذيرية وفرضت غرامات على 131 موزعا لبيعهم سجائر إلكترونية ومنتجات مشتقة لقاصرين إثر عملية واسعة نفذّتها بعيدا عن الأضواء في متاجر ميدانية وأخرى افتراضية خلال الصيف. وأتت هذه المبادرة “ثمرة جهود منسّقة لإنفاذ أهمّ نظام تضعه الوكالة الأميركية للأغذية والأدوية في تاريخها”، بحسب ما أفادت هذه الهيئة، مشيرة إلى أنها تنوي إطلاق عملية أوسع على نطاق أبعد. وباتت مؤشرات استخدام السجائر الإلكترونية من قبل الشباب واضحة وهي بلغت مستويات عالية جدا، ولا بدّ إذن بحسب ما قال مدير الهيئة سكوت غوتليب في بيان، “من تصويب بعض الأوجه في استراتيجيتنا العامة لدرء الخطر الفعلي”. وأوضح “نركّز بشكل خاص على السجائر الإلكترونية المنكّهة ونفكّر جدّيا في تعديل النظام بما يؤدي إلى سحب هذه المنتجات من السوق على الفور”. وأشار غوتليب من دون الخوض في التفاصيل إلى بيانات أوليّة تظهر “ارتفاعا ملحوظا في استخدام الشباب للسجائر الإلكترونية”. ومن المرتقب تعميم هذه النتائج في الأشهر المقبلة. PreviousNext وبحسب صحيفة واشنطن بوست، أخذت هذه البيانات من الدراسة الوطنية حول التدخين في أوساط الشباب وهي تظهر ارتفاعا بنسبة 75 بالمئة في استهلاك تلامذة المدارس الثانوية للسجائر الإلكترونية. وقال غوتليب “استعمل كلمة ‘آفة’ بحذر كبير. فالسجائر الإلكترونية باتت موجودة أينما وُجدنا تقريبا وهي تشكّل خطرا على المراهقين. ولا بدّ من وضع حدّ لهذه الميول المتعاظمة لدى الشباب والتي قد تسبب الإدمان”. وتشغّل السجائر الإلكترونية ببطارية تسمح بتسخين مادة النيكوتين السائلة وتحوّلها إلى بخار يُستنشق. وكثيرة هي النسخات المقدّمة بنكهة فواكه، وهي بحسب منتقدي هذه الممارسات، استراتيجية لجذب الشباب وجعلهم يدمنون النيكوتين. وفي العام 2016، حظرت الوكالة الأميركية للأدوية والأغذية بيع هذه المنتجات للقاصرين (دون الثامنة عشرة من العمر في بعض الولايات والحادية والعشرين في ولايات أخرى). ورأى رئيس حملة “شباب بلا تبغ” أن الهيئة خطت خطوة كبيرة للحدّ من استهلاك السجائر الإلكترونية في أوساط الشباب. وكانت مجموعة “جول لابز” التي تتخذ في سان فرانسيسكو مقرا لها والتي تصنع نموذجا يلقى رواجا في أوساط الشباب، هي من الشركات التي وجهت لها الهيئة سهامها. ولفت كيفن بورنز مدير المجموعة إلى أن “الشركة تتعاون تعاونا وثيقا مع الوكالة الفدرالية للأدوية والأغذية. ونحن نحرص على ألاّ تصبح منتجاتنا بين أيدي قاصرين. لكنّه لم يبد مستعدا للتخلي عن النيكوتين المعطّرة التي تروق للبالغين أيضا.
مشاركة :