وصل الإعصار «مانكوت» إلى الساحل الصيني، مكتسباً قوة لدى مروره فوق بحر الصين الجنوبي، بعدما أثار فوضى في الفيليبين، موقعاً 64 قتيلاً. وفي الساحل الشرقي للولايات المتحدة، ما زالت العاصفة «فلورنس» التي أسفرت عن مقتل 13 شخصاً، تهدد بمزيد من الدمار وبفيضانات كارثية. ومرّ الإعصار «مانكوت» أمس بمحاذاة هونغ كونغ التي رفعت تحذيرها منه إلى أعلى المستويات، مع اقتلاع رياح عاتية أشجاراً وتحطيمها نوافذ في مبان سكنية وشركات. ووصل ارتفاع الأمواج إلى 3 أمتار ونصف المتر، ما غمر طرقاً بمياه دخلت أيضاً أحياءً سكنية ومركّزاً للتسوّق شرق البلاد. وتقطّعت السبل بعشرات الآلاف من المسافرين في مطار هونغ كونغ، نتيجة إلغاء رحلات كثيرة. واتجه الإعصار غرباً صوب الساحل الصيني لمقاطعة غوانغدونغ، وصوب ماكاو التي أغلقت أندية القمار، واستعد الجيش فيها لعمليات إنقاذ، فيما غمرت مياه شوارع. وفي غوانغدونع قُتل شخصان، فيما أُجلي حوالى 2.4 مليون. وأفادت وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) بأن السلطات أمرت بعودة آلاف من القوارب إلى الموانئ، وأجلت آلافاً من عمال المنصات النفطية البحرية، نتيجة ما أُطلِق عليه «ملك العواصف». والإعصار «مانكوت» الذي تتجاوز سرعة رياحه 200 كيلومتر في الساعة، هو أقوى إعصار مداري يضرب المنطقة هذه السنة، بما يعادل الفئة الخامسة الأقوى في أعاصير المحيط الأطلسي. وسيتحرّك الإعصار صوب الشمال الغربي، إلى منطقة قوانغشي، مصحوباً بأمطار غزيرة ورياح، قبل أن يضعف ليصبح منخفضاً مدارياً ويصل إلى يونان جنوب غربي الصين غداً. وكان الإعصار اجتاح الفيليبين، حيث أعلنت السلطات مقتل 64 شخصاً، بينهم رضيع وطفل، معظمهم في انهيارات أرضية في مناطق جبلية، خلّفت أيضاً عشرات من المفقودين. لكن الرئيس الفيليبيني رودريغو دوتيرتي قال بعد جولة بالطائرة على مناطق متضررة: «لم يكن الأمر بالسوء الذي توقعناه، بعد تحذيرات من قوة الإعصار». وفي الولايات المتحدة تراجعت قوة العاصفة «فلورنس»، بعدما كانت إعصاراً عندما بلغت البرّ. لكن خبراء في الأرصاد الجوية حذروا من أن تقدّمها البطيء في ولايتَي نورث وساوث كارولاينا قد يؤدي إلى فيضانات كارثية وإغراق غالبية المنطقة خلال الأيام المقبلة. وقال حاكم ولاية ساوث كارولاينا: «هذا إعصار يليه فيضان». وحذرت السلطات من انهيارات أرضية وسيول، مع تعرّض سدود وجسور لخطر، بعد ارتفاع منسوب مياه الأنهار والجداول. وفي نيو بيرن، حذرت السلطات السكان الذين أجلتهم، من محاولة العودة إلى منازلهم. وأعلن رئيس البلدية في المدينة إنقاذ أكثر من 400 شخص، مشيراً إلى تضرّر أكثر من 4200 منزل بالإعصار. وأضاف: «الأولوية هي ضخّ المياه الموجودة في المدينة. وقت العودة لم يحن بعد». وسبّبت الرياح والأمطار الغزيرة أضراراً جسيمة. وما زالت طرق كثيرة مقطوعة، بجذوع أشجار وأعمدة كهرباء وحتى فيضانات مفاجئة.
مشاركة :