هل فعلاً نحن بحاجة إلى نظرية تربوية؟

  • 12/31/2014
  • 00:00
  • 11
  • 0
  • 0
news-picture

محمد حمد الخزيم -  أكاديمي جامعة حائل لعل أول ما يتبادر إلى ذهن القارئ عند قراءة هذا العنوان ارتباطه بالفلسفات والنظريات الغربية بدءا بالمثالية مروراً بالواقعية، وانتهاء بالبرجماتية والوجودية.. ولعلنا في هذا الصدد نحدد مقصدنا من كلمة نظرية -على الأقل في هذا المقال- فهي هنا بمنزلة خارطة الطريق أو خارطة فكرية.. أو نظرة عامة.. وليس المقصود فيها تلك النظريات ذات الارتباطات الفلسفية. إن مفهوم النظرية أبسط من أن يتم تعقيده ففي حركتنا اليومية كل منا يتحرك وفقاً لفلسفة معينة أو توجه ما أو حتى وفقا لنظرية معينة، لكن هناك من يدرك ذلك وهناك من لا يدركه وهنا يكون الفرق بين المثقف والإنسان العادي. إن عدم تبني نظرية هذا لا يعني أننا نسير بدون نظرية؛ بل قد نكون على خطى نظرية ما لمجتمع آخر نحن على غير دراية بذلك. ولو تصورنا إمكانية أن يسير شخص ما بغير خريطة، لأمكننا تصور شخص ما تائه في صحراء بدون دليل معتمدا على العشوائية في الوصول إلى مبتغاه.. فكم من الوقت والجهد سوف يبذله؟ فبالتأكيد سيصل متأخرا إن لم يضل الطريق. إن مهمة النظرية هنا كمهمة خارطة الطريق، فكلما كانت خارطة الطريق واضحة ودقيقة كان المسير في الاتجاه الصحيح.. ومن هنا فالمتأمل في حال واقعنا يجد في الحقيقة أن هناك فجوة كبيرة جدا بين الأجيال المسلمة وما تعيشه من ثورات تكنولوجية وصناعية واجتماعية وثقافية وما طرأ من تغييرات صناعية واقتصادية وتكنولوجية وتطورت عبر تلك العصور وتغير على إثرها الفكر والعادات والتقاليد، لهذا فنحن بأمس الحاجة الآن أكثر من أي وقت مضى؛ بحاجة ماسة إلى الاستنباط الإسلامي العصري نحن بحاجة إلى نظرية تربوية تشتق من طياتها نظرية للمنهج.. هذه النظرية تكون تحت مظلة القرآن الكريم والسنة النبوية ترتبط بهما بعلاقة تشبه تماما علاقة القانون بالدستور فلا يتم إصدار قانون معين إلا في حدود الدستور فيكون القانون مقبولا ما لم يعارض الدستور فيصبح الدستور هو المظلة التي يسمح من خلالها التحرك نحو القوانين ويكون القانون باطلاً متى ما عارض الدستور.. فالنظرية يتم بناؤها حدود التصور والمنهج الإسلامي وتحت مظلة التشريع الإسلامي.. فتصبح لدينا مرجعية علمية يمكن من خلالها أن تتم عملية البناء البشري وفقاً للمنهجية العلمية التي لا تقتصر على معامل العلماء فقط وإنما تشمل العملية التربوية والتعليمية التي بدورها تتضمن عملية تصميم المنهج واختيار عناصره وكيفية وضعه وتقويمه وتعليمه القائم على تنمية التفكير والتفكير القائم على الحجة والبرهان والخاضع لمحكات النقد والفحص والتقويم بعيدا عن الأثواب اللغوية الفضفاضة والأقنعة اللفظية التي تكتسي بالغموض.

مشاركة :