فيصل مَرزا: محطات وقود “ارامكو السعودية”

  • 9/17/2018
  • 00:00
  • 6
  • 0
  • 0
news-picture

عندما أُعلن مؤخراً عن مفاوضات لأستحواذ شركة ارامكو على احدى شركات محطات الوقود في المملكة لم يتبادر في ذهني سوى صورة الموظف السعودي الذي يعمل في محطات ارامكو للوقود – حتماً انه من خلال ذلك سوف تتمكن ارامكوا من نقل التدريب والسلامة والمهنية الى محطاتها – وعندها سوف تتم سعودة آلاف الوظائف في جميع انحاء المملكة – وسيتم سعودة محطات الوقود على الطرق والقرى والهجر بأبناء تلك المناطق ونستغني عن استحواذ العمالة عليها. تستحوذ محطات الوقود في العالم (التوزيع) على نحو %13 من ارباح برميل النفط بينما تحتفظ المصافي على نسبة ارباح اقل تصل الى %11؜ ، ولذلك غالبية محطات الوقود العالمية مملوكة لشركات النفط ومصافي التكرير التي تُزود الوقود. بالرغم من ارتفاع نسبة ارباح محطات الوقود الا ان هناك تحديات اخرى امام نجاح تجربة ارامكو بالدخول في هذا المجال تكمن بإستبدال العمالة الرخيصة بالمواطنين على سلّم رواتبها، ولكن ذلك يهون أمام تحدي تطبيق المحتوى المحلي بجميع نواحي الحياة. إدارة وتشغيل محطات الوقود من قِبل ارامكو السعودية سوف يضمن التالي بمشيئة الله: – التشغيل الأمثل واستقطاب السعوديين. – توفير التدريب اللّازم للكوادر السعودية وتهيئة المناخ المناسب للعمل. – تقليص عدد العمالة الأجنبية التي تدير وتشغّل المحطات وتمثّل عبء على الاقتصاد الوطني. – الحد من الغش التجاري وخلط البنزين بالديزل أو خلط بنزين 91 ببنزين 95. – الحد من التلاعب في آلية المعايرة للعدادات. – الحد من عمليات تهريب الوقود التي تستنزف الاقتصاد الوطني. – تطبيق معايير السلامة في ارامكو سوف يخفّض من المخاطر بأنواعها. – تهيئة محطات الوقود وتحسين مستوى الخدمات. – عكس نموذج أرامكو كواجهة محليّة مشرّفة. هل هذا حلم .. أم ان ارامكو تستطيع تحقيق هذا التحدّي؟ نجحت أرامكو في قطاع النفط ، بل ودخلت في مشاريع عملاقة في البنية التحتية والمشاريع خارج الصناعة النفطية ونجحت حتى وإن جادل البعض أن ذلك كان بسبب الميزانيات المفتوحة – ولذلك فإن العمل في التوزيع وتجارة التجزئة في محطات الوقود سوف يكون مكملاً لنجاحات ارامكو في صناعة النفط. أما تطبيق خدمات تعبئة الوقود ذاتياً فلن يكون الحل الأمثل لأن تطبيقه سوف يستغرق من الوقت ماسيكون عائقا أكثر منه حلاً – لذلك جاء الوقت أن تُشرف وتُدير أرامكو على محطات الوقود وتوظّفها لمصلحة الوطن والمواطن – ولن يتردد المواطن في ان ينضم للعمل في محطات الوقود طالما أنه سيتمتع بمميزات ارامكو المهنية والمادية. ولا أجد جدلاً مقنعاً لمن يحاول بأن يروّج بأن أرامكو قد تواجه صعوبة في مراقبة جودة الوقود، أو أنها قد تحاول اخراج جميع المنافسين وتحتكر سوق بيع الوقود محلياً كما هي محتكره لمصافي التكرير محلياً – وهذا قد يسير عكس توجّه رؤيه 2030 نحو اقتصادات السوق الحرّه وفك الإحتكار وتحفيز المنافسه والإبداع. نقول لهؤلاء بأن أرامكو سوف تُنقذ محطات الوقود والتي أصبحت مرتعاً ومأوى للعمالة الوافدة الرخيصة والتي تُساعد على الغش بجميع أنواعه وتستنزف الاقتصاد الوطني – وإذا كان احتكار ارامكو بمحتوى محلي وسعودة للوظائف هو الحل .. فلتهنئ أرامكو بمحطات الوقود. مستشار في شُؤون الطاقة وتسويق النفط، مدير تسويق النفط الخام لأرامكو السعودية في آسيا والمحيط الهادئ سابقا، مدير دراسات الطاقة في منظمة أوبك سابقا.

مشاركة :