مرشح ترامب للمحكمة العليا مستعد للمثول أمام «الشيوخ» بشأن اتهام باعتداء جنسي

  • 9/17/2018
  • 00:00
  • 9
  • 0
  • 0
news-picture

أعربت المرأة، التي تتهم بريت كافانو، مرشح الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إلى المحكمة العليا، بالاعتداء عليها جنسيا، إبان الثمانينات، عن استعدادها للمثول أمام مجلس الشيوخ لتأكيد اتهاماتها، في حين أكد كافانو أيضا استعداده للقيام بالمثل لدحض هذه الاتهامات. ويبدو أن لهذا الملف أهمية كبيرة، نظرا لتكرار الاتهامات بالاعتداءات الجنسية في الولايات المتحدة، ما أدى إلى استقالات عدة طاولت العديد من المسؤولين. ويحاول الديمقراطيون الاستفادة من هذه القضية لعرقلة تسمية القاضي كافانو في المحكمة العليا، نظرا لما هو معروف عنه من مواقف محافظة. ذلك أن تعيينه سيجعل القضاة التقدميين أو المعتدلين أقلية لسنوات طويلة داخل المحكمة العليا، التي تنظر في قضايا اجتماعية شديدة الحساسية، مثل الإجهاض وحمل السلاح وحقوق الإقليات. ويعمل الديمقراطيون منذ أسابيع عدة بقوة لإبطاء عملية تثبيت القاضي كافانو في منصبه من قبل مجلس الشيوخ الذي، حسب الدستور الأمريكي، له الكلمة الأخيرة في تثبيت مرشحي الرئيس. أما الهدف فقد يكون إرجاء التصويت على تثبيته إلى ما بعد الانتخابات التشريعية المقررة في نوفمبر/تشرين الثاني المقبل التي قد تعيد الأكثرية داخل مجلس الشيوخ إلى الديمقراطيين. والمعروف أن الجمهوريين يحظون حاليا بأكثرية ضعيفة جدا داخل مجلس الشيوخ هي 51 مقابل 49. إلا أنه من المرجح ألا تنجح جهود الديمقراطيين هذه، لأن اللجنة الخاصة بهذا الملف داخل مجلس الشيوخ مدعوة للاجتماع الخميس للتصويت على تثبيت القاضي كافانو، على أن يصوت كامل أعضاء مجلس الشيوخ أواخر الشهر الحالي على الأرجح. العودة إلى أيام الثانوية  وكان تثبيت كافانو مضمونا داخل مجلس الشيوخ لو لم تظهر كريستين بلاسي فورد أستاذة علم النفس الجامعية البالغة اليوم الحادية والخمسين من العمر. فقد اتهمت في مقابلة مع صحيفة الواشنطن بوست كافانو بالاعتداء الجنسي عليها خلال سهرة تعود إلى مطلع الثمانينات عندما كان طالبا ثانويا في ضواحي واشنطن. وروت فورد أن كافانو برفقة صديق له “كانا ثملين تماما” عندما انفردا بها داخل غرفة والقياها على سرير قبل أن يحاولا نزع ملابسها، وأكدت أنها نجحت في الإفلات منهما ومغادرة الغرفة. وبعد سكوت دام 36 عاما قررت هذه الأستاذة في علم النفس الكلام. وقالت فورد، التي تقترع عادة للديمقراطيين، للصحيفة ردا على سبب هذا السكوت، “أصبحت اليوم مقتنعة أن واجبي الأخلاقي بات أقوى من خوفي من الانتقام مني”. وأعلنت أيضا استعدادها لتقديم شهادتها أمام لجنة مجلس الشيوخ المكلفة النظر في ترشيح القاضي كافانو، حسب ما قالت محاميتها ديبرا كاتز. من جهته، نفى كافانو مجددا وبشكل قاطع هذه الاتهامات مؤكدا أيضا استعداده للمثول أمام مجلس الشيوخ للدفاع عن شرفه. وقال هذا القاضي المحافظ، في بيان مقتضب نقله البيت الأبيض، “أنا مستعد للمثول أمام اللجنة القضائية في مجلس الشيوخ، للرد على هذه الاتهامات حول وقائع مزعومة تعود إلى 36 عاما والدفاع عن استقامتي”. وبعد أن أكد أن جميع الاتهامات التي تستهدفه “كاذبة تماما”، شدد أنه “لم يقم أبدا” بما نسب إليه، أكان بحق المشتكية أو أي شخص آخر. والملفت للنظر أن الرئيس دونالد ترامب، الذي لا يتأخر عن التعليق على قضايا تهمه، فضل السكوت حتى الآن. وقالت مستشارته كيليان كونواي، الإثنين، أنه لا يجوز “توجيه الإهانات” إلى فورد “ولا تجاهلها”، ويحق لها تقديم شهادتها أمام مجلس الشيوخ على غرار القاضي كافانو. إلا أن أعضاء مجلس الشيوخ الديمقراطيين العشرة الأعضاء في هذه اللجنة لا ينظرون إلى تطور الأمور بهذا الشكل، فقد طالبوا في رسالة رئيس اللجنة في مجلس الشيوخ، بتعليق النظر في تثبيت القاضي كافانو حتى يتمكن مكتب التحقيقات الفيدرالي “إف بي آي” من القيام بتحقيق “كامل ومهني”.

مشاركة :