وصلت عاصفة الإقالات التي شهدتها الجزائر إلى قيادة القوات البحرية والجوية. وأحال الرئيس عبد العزيز بوتفليقة، أمس الاثنين، قائد القوات البرية اللواء أحسن طافر، وعيّن اللواء حميد غريس أميناً عاماً جديداً لوزارة الدفاع. كما أحال قائد القوات الجوية اللواء عبد القادر الوناس إلى التقاعد، وعيّن مكانه اللواء بومعزة محمد. وجاءت التطورات الأخيرة بعدما جمّدت السلطات الحكومية أرصدة أبناء ونساء الجنرالات الممنوعين من السفر، وفي مقدمتهم قائد الدرك السابق اللواء مناد نوبة، وقادة الناحية العسكرية الأولى والثانية والرابعة، اللواء لحبيب شنتوف، واللواء سعيد باي، واللواء عبد الرزاق شريف. كما تم منع اللواء بوجمعة بو دواور، الذي كان يشغل منصب مدير المالية بوزارة الدفاع سابقاً، أيضاً من السفر. وكان المدير العام للأمن الوطني العقيد مصطفى لهبيري، قد أقال مسؤول الأمن بمطار هواري بومدين، إضافة إلى تغييرات عدة شملت العديد من المسؤولين في المطار، وذلك بعد تمكن القائد السابق للناحية العسكرية الثانية اللواء سعيد باي من مغادرة الجزائر نحو فرنسا، رغم إدراجه على لائحة الممنوعين من السفر في إطار تحقيقات قضائية.وتستحوذ سلسلة التغييرات «الثقيلة» التي أدخلها بوتفليقة على المؤسسة العسكرية الجزائرية، وحملة الإقالات التي تعدّ الأكبر في تاريخ الجزائر والتي أطاحت إلى حد الآن، بأكثر من 10 من كبار قادة وجنرالات الجيش الجزائري، على اهتمامات وتساؤلات الرأي العام الداخلي، بين من يرى أنها تصب في إطار ضخّ دماء جديدة في مؤسسة الجيش لمواجهة التحديات الأمنية الإقليمية، وبين من يرى أنها تكشف عن صراع على السلطة بين النخبة السياسية والعسكرية، قبل أشهر قليلة من الانتخابات الرئاسية، المقررة في إبريل المقبل، وسط تنامي الدعوة لترشيح بوتفليقة إلى دورة رئاسية خامسة.وبدأت سلسلة الإعفاءات للقيادات العسكرية في 26 يونيو الماضي، حين تم إنهاء مهام المدير العام للأمن الوطني عبد الغني هامل، وتعيين مصطفى لهبيري مكانه. تبع ذلك إقالة قائد الدرك الوطني، اللواء مناد نوبة، واستبداله بالعميد عبد الغالي بلقصير.وفي منتصف أغسطس تم إنهاء مهام قادة المنطقتين العسكريتين الأولى والثانية، وهما على التوالي اللواء لحبيب شنتوف، ليحل مكانه اللواء علي سيدان، وتم تنحية اللواء سعيد باي، وتعيين اللواء مفتاح صواب مكانه.وفي الأسبوع الثالث من الشهر تم إعفاء مدير الأمن العسكري الجنرال محمد طيرش، واستبداله بالجنرال عثمان بلميلود. وأعلن بوتفليقة في اليوم نفسه إعفاء المفتش العام للجيش اللواء بومدين بن عتو، وتعيين اللواء حاجي زرهوني مكانه. وبتاريخ 27 أغسطس تم إعفاء اللواء أحسن طافر قائد القوات البرية، منذ سنة 2004، وحل محله اللواء سعيد شنقريحة، الذي كان قائداً للمنطقة العسكرية الثالثة منذ سنة 2004، ولم يتم تأكيد الخبر حتى يوم 17 سبتمبر، عندما تم الإعلان عن أن اللواء مصطفى سماعلي سيصبح القائد الجديد للمنطقة العسكرية الثالثة.وفي يوم 27 أغسطس، تم تنحية اللواء عبد الرزاق شريف قائد المنطقة العسكرية الرابعة (ورقلة)، وتم استبداله باللواء حسان علايمية.كما تم تعيين اللواء محمد عجرود قائداً للمنطقة العسكرية السادسة، خلفاً للواء مفتاح صواب.وفي 6 سبتمبر، تم الإعلان عن إنهاء مهام قائد أركان القوات الجوية محمد حمادي، كما أنهى الرئيس بوتفليقة، مهام قائد أركان الدفاع الجوي عن الإقليم، بكوش علي. من جانب آخر، التقى بوتفليقة، مساء أمس، المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بمناسبة زيارتها الرسمية إلى الجزائر. وقبل لقائها بوتفليقة، قالت ميركل إن الجزائر بلد أمن، وأنها اتفقت مع المسؤولين في هذا البلد على ترحيل الرعايا المقيمين بطريقة غير شرعية في ألمانيا، مشيرة إلى عقد لقاء رفيع مع الاتحاد الإفريقي في كانون الأول/ ديسمبر المقبل، لبحث سياسة الهجرة. وأوضحت ميركل، أنها تحدثت عن دور الجزائر في مالي وليبيا، مشددة على ضرورة إيجاد حل للأزمة في ليبيا. وتابعت «حل الأزمة في ليبيا هو في صالح ألمانيا والجزائر».(وكالات)
مشاركة :